logo
العالم

كسر جليد الشمال.. تحالف أمريكي–فنلندي يرسم حدود مواجهة جديدة مع موسكو وبكين

كاسحة الجليد "بولار ستار" التابعة لخفر السواحل الأمريكيالمصدر: ديفينس نيوز

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد  ترامب، ورئيس الوزراء الفنلندي ألكسندر ستوب، توقيع اتفاقٍ استراتيجي يقضي بتشييد ما يصل إلى 11 كاسحة جليد جديدة لحساب خفر السواحل الأمريكي، في تحركٍ يعزز الوجود الأمريكي بالمنطقة القطبية التي تشهد تنافسًا متصاعدًا بين واشنطن وموسكو وبكين.

أخبار ذات علاقة

غواصة ياسين-إم الروسية

بغواصة "بيرم" الخارقة.. روسيا تحرك للهيمنة على القطب الشمالي

 وكشفت "نيوزويك"، أن الاتفاق، الذي وُقِّع في البيت الأبيض، يعد خطوة تُعيد رسم موازين القوة في القطب الشمالي، وينص على أن تبني فنلندا 4 كاسحات جليد من طراز "Arctic Security Cutters" في أحواضها الوطنية، على أن تُستكمل بقية السفن، وعددها 7، محليًّا داخل الولايات المتحدة اعتمادًا على التصميمات والخبرات الفنلندية.

توسّع استراتيجي في مواجهة الهيمنة الروسية

ويرى الخبراء أن هذه الصفقة تأتي في لحظة حساسة تشهد سباقًا محمومًا على النفوذ في الدائرة القطبية، حيث تمتلك روسيا أكبر أسطول كاسحات جليد في العالم، بينما لا تملك الولايات المتحدة سوى سفينتين عاملتين، وهذا الخلل في موازين القدرات دفع ترامب إلى الضغط باتجاه "توسّع ضخم" في القدرات القطبية، مؤكدًا أن أمريكا تحتاج إلى نحو 40 سفينة لتأمين طرق الملاحة وحماية مصالحها الاقتصادية والعسكرية في الشمال المتجمد.

أخبار ذات علاقة

مناورات عسكرية روسية

من البلطيق إلى القطب الشمالي.. روسيا ترسم حدود النار بمناورات "زاباد 2025"

فنلندا.. خبرة هندسية تتحول إلى نفوذ جيوسياسي

يُعد هذا الاتفاق تتويجًا لمساعي فنلندا التي تمتلك خبرة عريقة في مجال صناعة كاسحات الجليد؛ إذ صمَّمت نحو 80% من السفن العاملة في هذا المجال على مستوى العالم، وبنت 60% منها، وتراه هلسنكي خطوة استراتيجية لترسيخ شراكتها الدفاعية مع واشنطن بعد انضمامها إلى الناتو عام 2023.

وفي المؤتمر الصحفي المشترك، أكد ترامب أن الولايات المتحدة "تشتري أفضل كاسحات جليد في العالم من أفضل من يصنعها"، مشيرًا إلى أن الاتفاق "سيعزز الأمن في القطب الشمالي، ويوفر آلاف الوظائف للأمريكيين، ويحافظ على التفوق الأمريكي أمام المنافسين".

من جهته، وصف ستوب الاتفاق بأنه "قرار استراتيجي ضخم"، مضيفًا أن البلدين يدركان "الأهمية الجيوسياسية للقطب الشمالي في السنوات المقبلة".

إشارات سياسية تتجاوز الجليد

وإلى جانب البعد الصناعي، يعتقد مراقبون أن هذا اللقاء حمل دلالات سياسية واضحة؛ فقد جدّد ترامب التزام بلاده بالدفاع عن فنلندا ضد أي تهديد روسي، مؤكدًا أن "الولايات المتحدة ستقف مع حليفتها إذا ارتكبت روسيا خطأ الهجوم عليها"، كما أبدى "خيبة أمله" من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معلنًا دعمه لتوسيع المساعدات الأمريكية لأوكرانيا.

الصفقة التي تبلغ قيمتها نحو 6.1 مليارات دولار ستبدأ بتسليم أول كاسحة عام 2028، على أن تُبنى السفن الأمريكية اللاحقة في أحواض "ديفي شيب بيلدينغ" في تكساس، و"بولينغر" في لويزيانا؛ ما سيضخ استثمارات ضخمة في قطاع الصناعات البحرية الأمريكي.

وتعتقد مصادر أن الاتفاق الأمريكي-الفنلندي يتجاوز كونه مشروعًا لبناء سفن؛ فهو يعكس تحوّلًا استراتيجيًّا في أولويات واشنطن نحو تعزيز حضورها في القطب الشمالي لموازنة النفوذ الروسي والصيني، في الوقت الذي تنكمش فيه جليدات الشمال، ويبدو أن واشنطن تسعى لتثبيت أقدامها على أرضٍ جديدة من المنافسة الجيوسياسية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC