logo
العالم

"النصر المستحيل".. خيبة أمل ترامب تعقّد مسارات حرب أوكرانيا

"النصر المستحيل".. خيبة أمل ترامب تعقّد مسارات حرب أوكرانيا
آثار قصف روسي لمبنى في العاصمة الأوكرانية كييفالمصدر: رويترز
05 سبتمبر 2025، 8:23 م

تشهد الحرب الأوكرانية - الروسية تطورات جديدة بعد تراجع آمال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إنهاء الصراع سريعًا.

يأتي ذلك مع اتجاه المعسكر الغربي نحو تصعيد لهجته ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ودعم أوكرانيا بطرق أكثر فعالية.

ففي رسالة حملت نبرة يأس عبر منصة "تروث سوشيال"، شبه الرئيس الأمريكي الوضع في روسيا وأوكرانيا بـ"فريق رياضي" يملك دفاعًا قويًا لكنه ممنوع من الهجوم، على حد تعبيره.

وأكد أن الفوز في مثل هذه الظروف يكاد يكون "مستحيلًا"، وعاد ليحذر بوتين بقوله: "ستشاهد أشياء تحدث" في إشارة إلى خطوات جديدة قد تتخذها واشنطن وحلفاؤها.

ويرى خبراء في الشؤون الروسية، أن فقدان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمله في إمكانية التوصل إلى تفاهم مع فلاديمير بوتين زاد من تعقيد الأزمة الأوكرانية، بعدما أثبتت اللقاءات المتكررة غياب أي أرضية مشتركة بين واشنطن وموسكو. 

وأكد الخبراء لـ"إرم نيوز"، أن الموقف الأوكراني يظل أكثر تشددًا في التمسك بالمقاطعات الأربعة وشبه جزيرة القرم، خاصة أن أي تسوية مشروطة بوجود ضمانات أمنية متبادلة وتنازلات يجب أن تكون متوازنة.

وأضافوا أن الحرب باتت تُدار وفق "مناورات مزدوجة" حيث يشترط الأوكرانيون ضمانات غربية قوية مقابل أي نقاش حول مستقبل الأراضي، وفي المقابل يعزز المعسكر الغربي وجوده العسكري في البحر الأسود وجناح الناتو الشرقي. 

أخبار ذات علاقة

ترامب وبوتين

قريباً.. الكرملين يرجّح لقاءً ثانياً بين بوتين وترامب

أزمة متصاعدة

وقال ديميتري بريجع، مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، إن الأزمة الأوكرانية تتجه نحو مزيد من التصعيد.

وأكد بريجع أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يظهر أي استعداد للتنازل عن أهدافه في أوكرانيا، وهو ما يزيد المشهد تعقيدًا نظرًا لارتباطه بعدة عوامل متشابكة تجعل فرص الحل محدودة.

وأشار لـ"إرم نيوز" إلى أن العامل الأول يتعلق بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان يعتقد أن التعامل مع بوتين سيكون سهلًا، لكن اللقاءات المتكررة بين الجانبين أظهرت غياب أي أرضية مشتركة، خاصة في ملفات العقوبات والاستثمارات المشتركة.

وتابع: "العامل الثاني يعود إلى الموقف الأوكراني بقيادة فولوديمير زيلينسكي، الذي يرفض التنازل عن أي من المقاطعات الأربعة أو شبه جزيرة القرم، وذلك التزامنا بالدستور الأوكراني".

فرص التسوية 

ويرى مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، أن إمكانية التسوية تبقى قائمة إذا توافقت الرؤى الأمريكية والأوروبية مع الروسية على أساس ضمانات أمنية متبادلة وتنازلات متوازنة، شرط أن تكون المفاوضات بلا شروط مسبقة.

وأضاف أن العامل الثالث يرتبط بآلية مراقبة أي وقف لإطلاق النار، معتبرًا أنها ستكون عنصرًا حاسمًا في أي اتفاق مستقبلي. 

وأشار ديمتري بريجع إلى أن ترامب يتعامل مع الأزمة بعقلية رجل أعمال يبحث عن مكاسب سياسية شكلية، في حين يسعى بوتين لتحقيق نصر كامل، مؤكدًا أن ما يجري حاليًا لا يتجاوز تبادل إشارات دبلوماسية مؤقتة.

أخبار ذات علاقة

بوتين

بوتين: إذا كان زيلينسكي جاداً فليأتِ إلى موسكو


مناورة مزدوجة

من جانبه، وصف آصف ملحم، مدير مركز "جي إس إم" للأبحاث والدراسات في روسيا، الوضع الراهن بأنه "مناورة مزدوجة"، خاصة أن زيلينسكي يلمح إلى إمكانية مناقشة ملف تبادل الأراضي مع روسيا، لكنه يشترط في المقابل ضمانات أمنية غربية قوية وملزمة تحمي بلاده من أي عدوان محتمل.

وأضاف ملحم لـ"إرم نيوز" أن الغرب أيضًا يسعى لفرض ضماناته الأمنية، حيث طرحت بعض الدول مقترحات مثل تسيير دوريات بحرية مشتركة في البحر الأسود لحماية طرق التجارة الأوكرانية، فضلًا عن توسيع قاعدة جوية في رومانيا تُعرف باسم "رامشتاين الشرق"، وهو ما يعتبره خطوة قريبة من التحضيرات الهجومية ضد روسيا.

ولفت إلى أن روسيا تناور بدورها بطريقة مختلفة، خاصة أن بوتين خلال مؤتمر صحفي في الصين قال إن أي نزاع على الأراضي يجب أن يُحسم عبر استفتاء شعبي بعد انتهاء الحرب وإجراء انتخابات جديدة، وهو ما يعكس رغبة موسكو في إزاحة زيلينسكي وإفساح المجال أمام قيادة أوكرانية جديدة قد تحمل رؤية مغايرة.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

تهديد ناري من الكرملين.. بوتين يتوعد بضرب أي قوات غربية تتواجد في أوكرانيا

وشدد على أن أوكرانيا تبقى الطرف الأضعف، فهي غير قادرة على الاستمرار في مواجهة روسيا عسكريًا، وفي الوقت نفسه تدرك أوروبا محدودية العقوبات وغياب الجدوى من ضخ المزيد من السلاح، أما الولايات المتحدة فتستغل الأزمة لتعزيز وجودها العسكري في البحر الأسود وجناح الناتو الشرقي.

وأكد أن المرحلة الحالية يمكن وصفها بـ"اللعب في الزمن الضائع"، حيث يناور الجميع بأوراقه، فيما تدفع أوكرانيا وحدها الثمن الأكبر في غياب أي خارطة طريق واضحة لإنهاء الحرب.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC