الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
تتجه أبوجا وحكومات دول الساحل الثلاث نحو جولة جديدة من التوتر الدبلوماسي، على خلفية هبوط طائرة عسكرية نيجيرية اضطراريًا في بوركينافاسو، مما أجج التوترات بين الطرفين، بعد ساعات من تمكن دعم "إيكواس" من إحباط الانقلاب الفاشل في بنين.
وبعد تنديد مالي والنيجر وبوركينافاسو باقتحام مجال التحالف الثلاثي، ردت القوات الجوية النيجيرية، الثلاثاء، بأن الهبوط غير المقرر لطائرتها من طراز هيركوليس سي-130 في بوبوديولاسو ببوركينافاسو الاثنين كان "هبوطًا احترازيًا" بسبب عطل فني، رافضة اتهامات التحليق غير المصرح به التي وجهتها دول كونفدرالية الساحل.
وفي بيان له، قال الجيش النيجيري إن إحدى طائرات النقل من طراز سي-130 التابعة له، والتي كانت في مهمة قافلة إلى البرتغال، هبطت "احتياطيًا" بعد مشكلة فنية لوحظت بوقت قصير من إقلاعها من لاغوس.
وأكد البيان أن الهبوط لم يكن تحويلًا، بل إجراءً أمنيًا، وأن الترتيبات جارية لتمكين الطائرة من استئناف مهمتها إلى البرتغال في أقرب وقت ممكن.
وجدد سلاح الجو التزامه الصارم بمعايير التشغيل والسلامة، مع ضمان حماية أفراده أثناء تأدية واجباتهم.
ويثير الحادث مزيدًا من الشكوك، إذ جاء بعد ساعات من مساعدة القوات العسكرية النيجيرية بنين في إحباط محاولة جنود الاستيلاء على السلطة، لكن عمليتهم باءت بالفشل.
أما بالنسبة لرواية الدول الأعضاء في تحالف الساحل، فقد كانت مختلفة، إذ أعلنت اليوم الثلاثاء وضع دفاعاتها الجوية والأنظمة المضادة للطيران في حالة تأهب قصوى بعد "انتهاك" طائرة عسكرية نيجيرية للمجال الجوي لبوركينا فاسو.
وأوضحت الكونفدرالية التي تضم مالي والنيجر وبوركينا فاسو في بيان، أنه تقرر منح الدفاعات الجوية والأنظمة المضادة للطيران "صلاحية تحييد أي طائرة تخترق المجال الجوي الكونفدرالي".
وأضاف البيان، الذي وقعه الرئيس الدوري للكونفدرالية الرئيس الانتقالي المالي الجنرال عاصيمي غويتا، أن التحقيقات أظهرت غياب أي ترخيص للطائرة العسكرية النيجيرية للتحليق فوق الأراضي البوركينية، مشيرًا إلى أنها كانت تحمل طاقمًا مكونًا من فردين و9 ركاب جميعهم عسكريون.
وأعربت الكونفدرالية عن "إدانتها بأشد العبارات لهذا الانتهاك لمجالها الجوي ولسيادة دولها الأعضاء في تجاهل للقانون الدولي وقواعد الطيران المدني والعسكري".
وتشهد العلاقات بين دول الساحل (النيجر ومالي وبوركينا فاسو) توترًا منذ الانقلابات العسكرية التي شهدتها هذه الدول.
بدوره، أكد وزير الداخلية في بوركينا فاسو، إميل زيربو، أن الطائرة انتهكت قواعد المجال الجوي لبلاده بالتحليق دون ترخيص.
ومع إصدار كونفدرالية الساحل أوامر بإسقاط أي طائرة تنتهك قواعدها، فإن ما كان يعتبر انتهاكًا فنيًا روتينيًا قد يتطور إلى صراع كبير.
بالنسبة لنيجيريا، قد يؤدي هذا الوضع إلى تعقيد علاقاتها مع جيرانها في منطقة الساحل، وتعطيل حركة النقل الجوي الإقليمي، وتقويض دورها في مكافحة الإرهاب.
وتعتمد القوات الجوية النيجيرية على طائرات لوكهيد سي-130 هيركوليس، لنقل المعدات العسكرية أو القوات، وهي واحدة من أهم الطائرات في الجيش، حيث تسهل نقل المعدات العسكرية أو الإنسانية داخل نيجيريا وخارجها.
وطائرة سي-130 هيركوليس هي طائرة عسكرية بأربعة محركات بتصميم أمريكي، مصممة للهبوط والإقلاع من الحقول، حتى عندما لا يكون المطار مهيأ خصيصًا، وتعتمد عليها أغلب الدول لنقل المعدات العسكرية حول العالم.
