على وقع نُذر الحرب مع فنزويلا، أعلن الرئيس الأمريكية دونالد ترامب يوم الجمعة تعيين الجنرال فرانسيس إل. دونوفان قائدًا للقوات في أمريكا اللاتينية، مستندًا إلى خبرته الواسعة في العمليات الخاصة والشرق الأوسط.
ويأتي تعيين الجنرال فرانسيس إل. دونوفان، بعد تقاعد الأدميرال ألفين هولسي المفاجئ من قيادة القيادة الجنوبية، والذي كانت لديه مخاوف بشأن قرار الإدارة الأمريكية استهداف وقتل أشخاص اتهمتهم بـ"تهريب المخدرات" في سلسلة من الغارات البحرية في منطقة البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ منذ الثاني من سبتمبر الماضي.
لكن سلفه، دونوفان، يبدو أنه قد جيء به خصيصًا لاستكمال حملة الضغط القصوى التي يمارسها ترامب على نظام نيكولاس مادورو، بالنظر إلى أدواره "الحاسمة" في مناطق ساخنة مختلفة من العالم، خصوصًا في اليمن.
وخلال المعارك العسكرية الأمريكية ضد ميليشيا الحوثي، كان الجنرال دونوفان، قائد قوة الإنزال البرمائي التابعة للأسطول الخامس العاملة في جنوب البحر الأحمر، يحاول فهم كيفية استهداف الحوثيين للسفن، وفق ما كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".
وأدرك دونوفان أن الحوثيين تمكنوا من تسليح أنظمة الرادار التجارية المتوفرة بكثرة في متاجر لوازم القوارب، وجعلوها أكثر سهولة في النقل، إذ كانوا يركّبون هذه الرادارات الجاهزة على مركبات على الشاطئ وينقلونها من مكان لآخر.
وتحدى الجنرال جنوده من مشاة البحرية أن يجدوا شيئًا مماثلًا، وفي غضون أشهر، قام جنود المارينز المنتشرون في جميع أنحاء العالم بتكييف أنظمة الرادار المتنقلة المستوحاة من الحوثيين.
يحظى الجنرال دونوفان بشهرة واسعة في الجيش الأمريكي، حيث تدرّج في الرتب العسكرية، وخدم كضابط مشاة واستطلاع وعمليات خاصة، كما قاد قوات مشاة البحرية في جميع قوات المشاة البحرية الاستكشافية الثلاث.
وينحدر الجنرال دونوفان من عائلة عسكرية، وهو خريج جامعة تاوسون بدرجة البكالوريوس في الجغرافيا، قبل أن ينضم إلى مشاة البحرية كضابط، وسرعان ما تخصص في الاستطلاع والعمليات الخاصة.
وسبق لدونوفان قيادة فرقتين بحريتين، بعد ترقيته إلى رتبة فريق أول في 2022، كما قاد قوات أمن بحرية في كريت باليونان، وفصيلة مكافحة إرهاب أسطول (فصيلة أمن مضاد للإرهاب للأسطول).
وأبرز محطاته المبكرة كانت دوره كضابط تنفيذي في وحدة الاستطلاع الخاصة لقيادة العمليات الخاصة البحرية (وحدة الاستطلاع الخاصة الأولى)، وهي وحدة تجريبية سبقت تشكيل قوات المهام الخاصة الحالية في مشاة البحرية، إذ عززت هذه التجربة مكانته كرائد في دمج مشاة البحرية مع العمليات الخاصة.
ومع تقدمه في الرتب، شغل مناصب قيادية كبرى، إذ قاد اللواء الاستكشافي البحري الخامس، وقوات الإنزال البرمائية (قوة المهام 51) في البحرين لسنتين، كما كان مسؤولًا عن عمليات في الشرق الأوسط والقرن الإفريقي.
ثم تولى منصب مساعد قائد قيادة العمليات الخاصة المشتركة، إحدى أكثر الوحدات سرية ونخبة في الجيش الأمريكي.
وبين 2020 و2022، قاد الفرقة البحرية الثانية، واحدة من أكبر الفرق في مشاة البحرية، تضم آلاف الجنود في معسكر ليجون بولاية نورث كارولاينا. وخلال هذه الفترة، ركز على تطوير القيادة والجاهزية القتالية.
على الصعيد التعليمي، حصل دونوفان على ماجستير في الدراسات العسكرية من كلية القيادة والأركان في مشاة البحرية، وماجستير في الدراسات الاستراتيجية من كلية الحرب في الجيش الأمريكي، كما أكمل برنامج الإدارة المتقدمة في كلية هارفارد للأعمال عام 2013، ما يعكس تركيزه على القيادة الاستراتيجية.
وخدم دونوفان في عمليات قتالية واستكشافية متعددة في جنوب غرب آسيا، والبحر الأحمر الجنوبي، وشمال شرق إفريقيا، وأمريكا الوسطى، والمحيط الهادئ الغربي.
ودونوفان متزوج من "كيم" الضابطة السابقة في البحرية، ولديهما طفلان يخدمان حاليًا في الجيش الأمريكي، وبهذا التراث العائلي يؤكد التزامه بالخدمة العسكرية.
