logo
العالم

هجمات المتشددين غيّرت المعادلة.. حمّى امتلاك المسيّرات تجتاح أفريقيا

طائرتان مسيرتانالمصدر: (أ ف ب)- أرشيفية

تشهد أفريقيا تنافساً محموماً بين الجيوش النظاميّة والجماعات المسلحة من أجل الحصول على طائرات مسيّرة لاستخدامها في النزاعات الدائرة خاصة في غرب القارة السمراء؛ حيث أظهرت التطورات التي عرفتها دول مثل مالي نجاح الميليشيات غير النظامية في امتلاك المُسيّرات.

ونجحت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في شنّ حصار خانق على العاصمة المالية، باماكو، ما أدى إلى توقّف تدفّق الوقود إليها وهو ما أفرز أزمة حادّة، فيما تروج الجماعة لحصولها على تقنيات عسكرية متطوّرة مثل المسيّرات والأسلحة الثقيلة.

في المقابل، شهدت مالي نفسها أخيراً مؤتمراً دفاعياً تطرّق إلى المسيّرات كأداة فعّالة في الحروب التي تعرفها القارة السمراء، بعد سنوات من اقتناء دول مثل بوركينا فاسو والنيجر طائرات مسيّرة من تركيا ودول أخرى.

أداة ناجعة

وتعرف أفريقيا تحولات سياسية وعسكرية غير مسبوقة؛ فقد شهدت دول مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو والغابون وغينيا بيساو انقلابات عسكرية أدت إلى صعود أنظمة جديدة وجدت نفسها في مواجهة مفتوحة مع تحديات أمنية ضخمة.

وعلق الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو، على الأمر بالقول: "الطائرات المسيّرة باتت أداة ناجعة في السنوات الأخيرة، وقد أثبتت فاعليتها في دول مثل أوكرانيا وصراع ناغورني قره باغ وحتى صراعات الشرق الأوسط الأخيرة؛ لذلك يتمّ اللجوء إليها من قبل دول أفريقية".

وتابع ديالو، في حديث لـ"إرم نيوز"، أنّ "المعضلة تكمن في أن هذه الطائرات في أفريقيا تُستخدم دون حسيب أو رقيب، فقد استهدفت مدنيين ولم تتم مساءلة الجيوش أو الجماعات التي كانت وراء ذلك، وبالتالي أعتقد أن هذا السلاح يحمل مخاطر كبيرة خاصة في دول تشهد تعتيما إعلاميا كبيرا".

وشدد على أنّ "أجواء الساحل الأفريقي بشكل خاصّ أصبحت مسرحاً لعمليات الطيران المُسيّر؛ إذ يتمّ شنّ هجمات على العديد من الأهداف، لكن هذه الهجمات تسببت بمجازر كبيرة".

وأكد ديالو أنّ "الحكومات شأنها في ذلك شأن المجموعات المسلّحة ترى أن الطائرات المسيّرة غير باهظة ويمكن استخدامها لمهاجمة أهداف دقيقة، لكن هذه الاستخدامات تحمل مخاطر كبيرة".

قلب المعادلة

من جهته، اعتبر المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، إيريك إيزيبا، أنّ "اللجوء المتزايد إلى الطائرات المسيّرة في أفريقيا يمكن تفسيره بسعي الجيوش إلى استعادة قدراتها الاستخبارية ومراقبة تحركات الجماعات المسلحة، فمنذ مغادرة القوات الغربية مناطق مثل غرب القارة باتت تلك الجماعات تتحرك بكل حريّة".

وأضاف إيزيبا، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "الجيوش تسعى إلى قلب المعادلة على الجماعات المسلحة من خلال الاستعانة بالطائرات المسيّرة، لكن فرص نجاحها تبدو ضئيلة؛ لأن تلك الجماعات أصبحت لديها قدرة كبيرة على التخفّي وشنّ هجمات على شكل حرب عصابات". 

أخبار ذات علاقة

قوات عسكرية تتهيأ للمواجهة مع مسلحين في الساحل الأفريقي

من مالي إلى النيجر.. تمدد الجماعات المسلحة يهدد بتفجير الساحل الأفريقي

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC