دعا الزعيم الصيني شي جين بينغ، يوم السبت، كوريا الجنوبية إلى تعميق التعاون مع بكين أثناء اجتماعه مع رئيس البلاد لي جاي ميونغ، خلال زيارته الأولى للبلاد منذ 11 عاماً.
لكن كوريا الجنوبية، مثل غيرها من الدول الآسيوية التي تربطها علاقات قوية مع الصين والولايات المتحدة، وجدت صعوبة متزايدة في تحقيق التوازن في العلاقات بينهما مع تصاعد التنافس بين واشنطن وبكين.
وتولى "لي" منصبه في يونيو، متعهداَ بتحسين العلاقات مع الصين، وكانت زيارة "شي" هذا الأسبوع لحضور اجتماع منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في مدينة جيونجو، في الأصل، فرصة لتحقيق ذلك من خلال تعزيز التعاون الاقتصادي.
إلا أن هذه الجهود أصبحت معقدة بسبب محاولات كوريا الجنوبية تعزيز تحالفها الطويل الأمد مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي حضر أيضاََ قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ، وأجرى محادثات مع "لي"، يوم الأربعاء.
وأثار ترامب بؤرة توتر جديدة بإعلانه أن الولايات المتحدة ستسمح لكوريا الجنوبية ببناء غواصات تعمل بالطاقة النووية، وهي خطوة ستعزز اندماجها في منظومة الأمن القومي لواشنطن.
وكان الزعيم الكوري الجنوبي قد سعى للحصول على دعم ترامب، قائلاً إن الغواصات ستساعد البحرية الكورية الجنوبية على تسيير دوريات في المياه القريبة من الصين وكوريا الشمالية، وستخفف العبء عن الجيش الأمريكي، لكن الإعلان "المباغت" فاجأ حتى المسؤولين الكوريين الجنوبيين.
ويوم السبت، صرّح شي بأن الصين وكوريا الجنوبية شريكتان لا تنفصلان، وأنهما مستعدتان لتعميق العلاقات، لكنه حثّ سيول أيضاً على رفض الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لقمع التجارة مع بكين، و"الحفاظ على النظام التجاري متعدد الأطراف"، وفق قوله.
لكن على الرغم من الكلمات المشجعة، فقد أظهرت قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ هذا الأسبوع مدى صعوبة إدارة كوريا الجنوبية للاحتياجات المتنافسة.
ووفق سيونغ هيون لي، الزميل البارز في مؤسسة جورج بوش الأب للعلاقات الأمريكية الصينية، فإن كوريا الجنوبية التي لطالما وازنت بين اعتمادها الأمني على الولايات المتحدة وترابطها الاقتصادي مع الصين، تجد هذا التوازن قد "انتهى فعليًّا".
وصفقة الغواصات، إذا تم تنفيذها، "ستمثل انتقال سيول من لاعب متوازن إلى شريك مدمج بالكامل في إطار الولايات المتحدة، بحسب هيون لي.
وتلقى ترامب وعدًا خلال القمة بأن كوريا الجنوبية ستزيد إنفاقها العسكري، للمساعدة في مواجهة الصين. وانتهى اجتماعهما بنتائج إيجابية لـ"لي"، حيث أسفر عن اتفاقية تجارية واتفاقية بشأن الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، والتي قال الرئيس الأمريكي على مواقع التواصل الاجتماعي إنها ستُبنى في فيلادلفيا.
ووافقت كوريا الجنوبية أيضًا على استثمار 350 مليار دولار في الولايات المتحدة، بما في ذلك في صناعة بناء السفن، مقابل موافقة إدارة ترامب على خفض التعريفات الجمركية على سلعها إلى 15% من 25% التي فرضتها في أغسطس/آب الماضي.