ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء

logo
العالم

سيول على الخط.. هل تغيّر كوريا الجنوبية قواعد سباق التسلح في العالم؟

دبابة كورية جنوبيةالمصدر: رويترز

في عالم يزداد اضطرابًا وحروبًا، تسعى كوريا الجنوبية إلى ترسيخ مكانتها كقوة دفاعية عالمية، مستفيدة من موجة سباق التسلح التي يشهدها العالم منذ حرب أوكرانيا.

فبعد أن كانت صادرات الدفاع ساحة تنافس ثنائية بين الولايات المتحدة وروسيا، دخلت قوى جديدة إلى الميدان، أبرزها كوريا الجنوبية التي أصبحت عاشر أكبر مصدر للأسلحة عالميًا، وفق معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI).

وبحسب صحيفة "آسيا تايمز"، تطمح سيول إلى اقتحام المراكز الأربعة الأولى بحلول عام 2030، أي أن تتجاوز الصين في سوق تصدير السلاح. 

هذا الطموح عبّر عنه الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ خلال معرض "ADEX 2025"، مؤكدًا تخصيص "ميزانية أكبر من المتوقع" لتطوير الصناعات الدفاعية والفضائية. 

وتركّز الاستراتيجية الكورية على تحقيق السيادة التكنولوجية وتقليل الاعتماد على الخارج، من خلال الاستثمار في المواد والأجزاء الحيوية مثل أشباه الموصلات الدفاعية.

أخبار ذات علاقة

ترامب والرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ

كوريا الجنوبية "حائرة" بين أمريكا الأمن و"صين" الاقتصاد

تمثل هذه الرؤية تحوّلًا في الدور الكوري من مستورد للسلاح إلى مزوّد عالمي موثوق، خصوصًا مع تصديرها أسلحة متقدمة لأنظمة غربية مثل بولندا، أول دولة في حلف الناتو تشتري طائرات مقاتلة من دولة آسيوية.

وقفزت صادرات كوريا الجنوبية الدفاعية من 3 مليارات دولار سنويًا في المتوسط بين 2018 و2020 إلى 17.3 مليار دولار في عام 2022، مدفوعة بزيادة الطلب الأوروبي بعد الحرب الروسية الأوكرانية.

وقد شكلت صفقات ضخمة – أبرزها بيع دبابات ومدافع لبولندا بقيمة 14.5 مليار دولار – نقطة تحول تاريخية في حضور كوريا الجنوبيــة كفاعل أساسي في السوق الدفاعية الدولية.

ورغم تراجع طفيف في السنوات اللاحقة، استقرت المبيعات عند نحو 10 مليارات دولار سنويًا، ما جعل سيول تستحوذ على 2.2% من صادرات الأسلحة العالمية.

لكن لتصبح بين “الكبار الأربعة”، تحتاج إلى رفع حصتها إلى نحو 6% – أي مضاعفتها ثلاث مرات خلال خمس سنوات، وهو هدف طموح يواجه تحديات بنيوية.

ورغم نجاح كوريا في مجالات المدفعية البرية – مثل مدافع K9 Thunder ونظام Chunmoo K239 الصاروخي ودبابات K2 Black Panther – فإنها ما زالت متأخرة في قطاع الطيران العسكري، الذي يعد العمود الفقري لصادرات السلاح المتقدمة. 

فبينما حققت الطائرة التدريبية والمقاتلة الخفيفة FA-50 نجاحات كبيرة في آسيا وأوروبا، لا تزال المقاتلة متعددة المهام KF-21 Boramae تكافح للحصول على طلبات تصدير كبيرة.

معادلة معقدة

لتجاوز الصين، تحتاج كوريا الجنوبية إلى أكثر من مجرد الصفقات التقليدية. فالصين تمتلك تفوقًا تقنيًا وهيكليًا في مجال الطائرات المقاتلة والطائرات المسيّرة، حيث طوّرت بالفعل مقاتلات من الجيلين الخامس والسادس (J-20 وJ-35A، قيد الاختبار J-36 وJ-50)، فضلًا عن امتلاكها حصة تقارب 22% من سوق الطائرات القتالية بدون طيار.

أخبار ذات علاقة

لقاء ترامب وزعيم كوريا الشمالية في 2019

كوريا الجنوبية تدعو إلى عقد اجتماع بين ترامب وكيم الأسبوع المقبل

في المقابل، تهيمن تركيا – التي تلاحق كوريا الجنوبية مباشرة – على 65% من سوق الطائرات من دون طيار عبر طرازاتها الشهيرة مثل "بيرقدار TB2"، ما يزيد الضغط على سيول لتسريع التطوير في هذا المجال. كما أن القيود السياسية الكورية، مثل حظر تصدير الصواريخ الباليستية أو الذخائر العنقودية، تحد من قدرتها على منافسة القوى الكبرى.

ومع ذلك، تبقى قوة كوريا الجنوبية في الكفاءة والتكلفة: أنظمتها أرخص بنسبة 30 إلى 50% من نظيراتها الغربية، وأكثر موثوقية من الأسلحة الروسية أو الصينية في نظر العديد من المشترين. 

كما أن توسع شركات مثل هانوا وهيونداي للصناعات الثقيلة في الصناعات البحرية والطيران يعزز فرص سيول في بناء منظومة دفاعية متكاملة تمتد من المدفعية إلى الغواصات.

من الواضح أن كوريا الجنوبية أصبحت لاعبًا محوريًا في سوق الدفاع الدولي، تجمع بين الابتكار التكنولوجي والانضباط الصناعي، وتقدم بديلًا مقنعًا للدول الباحثة عن تسليح حديث بأسعار معقولة. 

ومع ذلك، فإن تجاوز الصين خلال خمس سنوات يبدو هدفًا بعيد المنال، نظرًا للفجوة التكنولوجية الهائلة وهيمنة بكين على المواد النادرة الحيوية للصناعات العسكرية.

لكن إذا استمرت سيول في نهجها الحالي، بالتركيز على البحث والتطوير، وتوسيع الشراكات الدفاعية مع الغرب، والانفتاح على أسواق جديدة في الشرق الأوسط وإفريقيا، فإنها مرشحة لتصبح ضمن الدول السبع الكبرى في تصدير السلاح بحلول 2030، وهو إنجاز كافٍ ليجعلها "لوكهيد مارتن آسيا" بالفعل.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC