الجيش الإسرائيلي يدمر برج السوسي السكني وسط مدينة غزة بعد إنذار بقصفه

logo
العالم

قبل الاتفاق أم بعده.. لقاء بوتين وزيلينسكي يُشعل "معركة أولويات"

قبل الاتفاق أم بعده.. لقاء بوتين وزيلينسكي يُشعل "معركة أولويات"
بوتين وزيلينسكيالمصدر: (أ ف ب)
26 يوليو 2025، 9:30 ص

عاد الحديث مجددًا عن لقاء محتمل بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ضمن المساعي للتوصل إلى صيغة تنهي الحرب بين البلدين.

وألمح الرئيس الأوكراني، في تصريحاته الأخيرة، إلى أن هذا السيناريو بات قيد النقاش خلال المحادثات التي جرت بين وفدي المفاوضات، مؤكدًا أن إنهاء الحرب لا يمكن أن يبدأ إلا بلقاء القادة.

ولكن الكرملين سارع إلى ضبط سقف التوقعات، مشددًا على أن أي قمة من هذا النوع لا يمكن أن تُعقد قبل التوصل إلى تفاهمات ملموسة تمهد لاتفاق سلام نهائي، ورافضًا ضمنيًا المهلة الزمنية التي اقترحتها كييف لعقد اللقاء بحلول نهاية آب/أغسطس المقبل.

أخبار ذات علاقة

صواريخ نووية أمريكية

"صواريخ الرعب" في بريطانيا.. أمريكا تؤجج سباق الردع مع روسيا بالرؤوس النووية

 

شرعية زيلينسكي 

وقال الخبير في الشأن الروسي بسام البني، إن عقد لقاء مباشر بين بوتين وزيلينسكي "لا يزال مستبعدًا في الوقت الحالي، خاصة أن موسكو تعتبر زيلينسكي فاقد الشرعية، وأي لقاء رسمي معه سيمنحه شرعية سياسية لا تعترف بها روسيا".

وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن "موسكو لا ترفض فكرة اللقاء من حيث المبدأ، لكنها تشترط التوصل إلى اتفاق مكتوب مسبق ينص بوضوح على إنهاء الحرب بشكل كامل"، لافتًا إلى أن روسيا سبق أن أعلنت استعدادها لعقد لقاء فقط عند توقيع اتفاق سلام نهائي، وليس قبل ذلك.

وأكد أن "الموقف الروسي يحمل رسالة مباشرة إلى الولايات المتحدة، مفادها أن موسكو لا تبالي بالمهل أو التهديدات، بما في ذلك مهلة الخمسين يومًا التي تحدث عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".

ورأى البني، أن "موسكو تصر على أن أي لقاء يجب أن يسبقه اتفاق تفصيلي مكتوب، يتضمن اعتراف أوكرانيا بضم روسيا لمناطق مثل دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوروجيا وشبه جزيرة القرم، إضافة إلى نزع السلاح الأوكراني وضمان حياد كييف التام".

ولفت إلى أن "الكرملين ينظر إلى اللقاء باعتباره وسيلة لترسيخ المكاسب السياسية والعسكرية التي تحققت على الأرض، وليس كمنصة مفتوحة للحوار، بينما يسعى زيلينسكي إلى استغلال فكرة اللقاء لتحقيق اختراق دبلوماسي ووقف لإطلاق النار، وهي خطوة تعتبرها موسكو محاولة لإعادة التسلح أكثر من كونها توجهًا جادًا نحو التسوية".

اختبار روسي

وأوضح البني، أن "روسيا تتعامل مع فكرة اللقاء كأداة لاختبار مدى استعداد كييف للقبول بالواقع الجيوسياسي الجديد".

واعتبر أن "رفض أوكرانيا تقديم تنازلات حقيقية يجعل انعقاد اللقاء شبه مستحيل في الوقت الراهن، ما لم تحدث تحولات جوهرية سواء ميدانيًا أم في مواقف الدول الغربية الداعمة لكييف".

وأشار البني، إلى أن "إصرار روسيا على الصياغة قبل الاجتماع، يعكس رغبة بوتين في التفاوض من موقع قوة، في وقت يحاول فيه زيلينسكي تحويل اللقاء إلى منصة لإحراج موسكو أمام المجتمع الدولي وتحقيق مكاسب سياسية".

وتابع المحلل السياسي، أن "اللقاء بين بوتين وزيلينسكي تحوّل إلى ورقة تفاوضية بيد موسكو، لن تستخدمها إلا إذا ضمنت تحقيق أهدافها الاستراتيجية".

إنجاز رمزي

من جانبه، قال الخبير في الشؤون الأوروبية كارزان حميد، إن "سبب الجمود في المفاوضات، يعود إلى تمسّك كل طرف بشروطه، فموسكو تطالب بانسحاب كامل للقوات الأوكرانية من المناطق التي سيطرت عليها، مع اعتراف رسمي من كييف بشرعية تلك السيطرة، وفي المقابل، ترفض أوكرانيا هذه الشروط، وتُصر على عقد لقاء قمة بين زيلينسكي وبوتين بهدف كسر الجمود الدبلوماسي".

وأضاف حميد لـ"إرم نيوز"، أن "كييف لا تسعى من خلال اللقاء إلى إنهاء الحرب بقدر ما ترغب في تعزيز شرعيتها السياسية داخليًا، وتهدئة المعارضة المتزايدة، وتقديم ما يمكن وصفه بالإنجاز الرمزي في ظل التراجع العسكري".

وأشار إلى أن "شخصية بوتين لا تُبدي استعدادًا لتقديم تنازلات مجانية، وحتى لو جرى اللقاء، فإنه لن يعني بالضرورة اقتراب نهاية الحرب، فالموقف الروسي كان واضحًا منذ البداية: المفاوضات لا تعني وقف القتال".

ورأى حميد، أن "ما يتمخض عن هذه الجولات غالبًا لا يتعدى تبادل الأسرى وجثامين الجنود، وهي خطوات أقرب إلى هدنة مؤقتة لإعادة تموضع القوات على الجبهات، لا بداية لمسار تسوية حقيقية".

أخبار ذات علاقة

أشخاص يرفعون علم روسيا في مالي

من الظل إلى العلن.. "الفيلق الأفريقي" ذراع روسيا لتقويض نفوذ الغرب

 واعتبر أن الضغوط الدولية، خاصة من جانب أمريكا، لم تنجح في تغيير قواعد الاشتباك، بل فشلت في فرض مسار تفاوضي ملزم، والدليل على ذلك مهلة الخمسين يومًا التي أعلنها ترامب دون أن تترك أثرًا فعليًا على الأرض.

وأضاف حميد، أن "زيلينسكي يتمسّك بأمل لقاء بوتين لوقف النزيف، لكن الواقع يُشير إلى أن قرار استمرار الحرب لا يُتخذ في كييف وحدها، بل يرتبط بحسابات عواصم غربية، على رأسها لندن".

أما الكرملين، من وجهة نظره، فلا يمانع استمرار الحرب لعام إضافي بهدف إنهاك الجبهة الغربية من الداخل، وخلق أزمات سياسية واقتصادية تؤسس لاحقًا لمسار تفاوضي أكثر واقعية، بعد صراع بدأ منذ عام 2022 ولم تظهر له نهاية قريبة حتى الآن.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC