كشفت وثيقة أممية رسمية عن هدنة غير معلنة بين تنظيم "داعش" وجماعة تابعة لتنظيم "القاعدة"، ما يتيح لهما استهداف قوات الأمن في منطقة الساحل.
وتسلّم مجلس الأمن الدولي وثيقة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، اطلع موقع "إرم نيوز" على نسخة منها، تشير إلى التهديدات الناجمة عن تحوّل تنظيم "داعش" نحو أجزاء من إفريقيا وانعكاس ذلك في عملياته وأولوياته الدعائية.
داخل ولاية بورنو في نيجيريا، شنّ التنظيم المتطرف عدة هجمات معقدة استهدفت منشآت أمنية ومدنيين.
وأفادت بعض الدول الأعضاء بأن تنظيم "داعش" في غرب إفريقيا يضم ما بين 8 آلاف و12 ألف مقاتل، مع وجود مؤشرات على تدفق مقاتلين أجانب خلال العام الماضي، معظمهم من غرب إفريقيا.
أما تنظيم "داعش" في الصحراء الكبرى، فظلّ محصوراً في منطقة محدودة نسبياً، لكنه بدا عازماً على توسيع نطاق انتشاره، خاصة داخل النيجر، بحسب الوثيقة.
وتعزز وجود هذه الجماعة التابعة لـ"داعش" بفعل هدنة غير رسمية مع جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التابعة لتنظيم القاعدة، استناداً إلى هدفهما المشترك المتمثل في استهداف قوات الأمن في الساحل.
ومنذ أواخر عام 2024، أظهر تنظيم "داعش" في الصحراء الكبرى عزمه نقل أنشطته نحو الحدود الشمالية الغربية لنيجيريا، معتمداً على جماعة محلية تُعرف باسم "لاكوراوا"، التي أفادت تقارير بأنها بايعته.
وفي شرق إفريقيا، شنّ تنظيم "داعش" في الصومال بتاريخ 31 ديسمبر/كانون الأول 2024 هجوماً على قاعدة لقوات الأمن في ضرجالي بمنطقة بونتلاند، تحسباً لهجوم عسكري مضاد واسع النطاق بدعم من الشركاء الدوليين.
وأفادت تقارير بأن الهجوم قاده بالكامل تقريباً مقاتلون أجانب، ما يبرز دورهم الرئيسي ووجودهم في بونتلاند.
وخلال الهجوم المضاد الذي شنته قوات الأمن، قُتل 200 من مقاتلي "داعش" واعتُقل أكثر من 150 عنصراً.
وقدّرت دول أعضاء في الأمم المتحدة أن أكثر من نصف مقاتلي التنظيم في الصومال، الذين يتراوح عددهم بين 600 و800، هم من أصول أجنبية.
وأعربت دول أعضاء عن قلقها من أن التهديد قد يعاود الظهور في حال لم يُحافظ على الضغط في إطار مكافحة الإرهاب.
وقدرت بعض الدول أن فرع تنظيم "داعش" في مقاطعة كابو دلغادو بموزمبيق (جماعة أهل السنة والجماعة) يضم من 300 إلى 400 مقاتل.
وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، تواصلت أنشطة القوات الديمقراطية المتحالفة بقيادة موسى بالوكو عبر وحدات قتالية صغيرة ومتنقلة، متجنبة التمركز لفترات طويلة في موقع واحد.
وفي ليبيا، أكد غوتيريس أن المجموعة المسلحة التابعة للتنظيم "غير نشطة على الصعيد العملياتي"، لكنها تحاول الحفاظ على موطئ قدم عبر شبكات الجريمة.
وأوضح التقرير أن السلطات الليبية نفذت 7 اعتقالات منذ بداية عام 2025، كشفت عن أفراد مرتبطين بشبكات لوجستية ومالية تابعة لتنظيم "داعش" ومرتبطة بمنطقة الساحل.
بحسب الوثيقة، واصل التنظيم تجريب منصات تواصل مختلفة لتمجيد العنف والترويج لـ"الحياة المثالية" في ظل حكمه، كما استعان بالذكاء الاصطناعي لتعزيز دعايته؛ بهدف تغذية نزعات التطرف وتجنيد مقاتلين جدد.
وحذّر التقرير مجدداً من أن "داعش" والجماعات التابعة له يتميزون بالقدرة على التكيف والامتداد العابر للحدود وتوسيع نطاق العمليات. ولئن كانت جهود مكافحة الإرهاب المستمرة قد كبحت التنظيم في الشرق الأوسط، فقد بات توجهه الاستراتيجي منصباً بشكل متزايد على إفريقيا.
ودعا غوتيريس الدول الأعضاء والشركاء إلى تعزيز استجابات منسقة تراعي السياق الإقليمي، وتستند إلى القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، مع الالتزام بمبدأ تولي زمام الأمور على الصعيد الوطني، من أجل التصدي لأعراض الإرهاب وأسبابه.
وهذا التقرير الحادي والعشرون الذي يشير إلى تهديد تنظيم داعش في العراق والشام للسلام والأمن الدوليين، ونطاق جهود الأمم المتحدة في دعم الدول الأعضاء لمكافحة هذا التهديد.