أصبحت كاتي ويلسون، الناشطة الاجتماعية السابقة، أول امرأة تشغل منصب عمدة سياتل بعد فوزها المفاجئ في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2025، في تحول سياسي بارز يعكس تصاعد التأثير التقدمي في المدينة.
ولدت ويلسون في نيويورك لعائلة من العلماء في مجال الأحياء التطورية، ودرست الفيزياء والفلسفة في جامعة أكسفورد قبل أن تغادر الدراسة، قبل التخرج بستة أسابيع.
وانتقلت ويلسون إلى سياتل عام 2004، وعملت في وظائف متنوعة قبل أن تؤسس في 2011 "Transit Riders Union"، وهو اتحاد يركز على حقوق ركاب النقل العام وتعزيز العدالة الاقتصادية.
ووصفت نفسها بأنها "اشتراكية وديمقراطية"، وشكّلت حملتها الانتخابية منصة تركز على العدالة الاجتماعية، الإسكان الميسور، وتحسين النقل العام.
وجاء فوزها على حساب العمدة السابق بروس هاريل، في سباق انتخابي ضيق، مما يعكس رغبة السكان في التغيير والإصلاح، وفقًا لتقرير صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية.
وفي تعليق لها على تهنئة عمدة نيويورك، زهران ممداني، قالت ويلسون، "شكراً يا زهران. أفتخر بكوني معكم في النضال من أجل ديمقراطية تضمن حقوق العمال: القدرة على تحمل التكاليف، السكن، الأمان، وغيرها. من نيويورك إلى سياتل: هذه مدينتكم".
وتميزت حملة ويلسون بجذب دعم واسع من الشباب والفئات المتأثرة مباشرة بأزمة الإسكان، كما أكدت على دورها كناشطة اجتماعية تبتعد عن الصورة التقليدية للسياسيين، فحياتها البسيطة في سياتل، حيث تعيش في شقة صغيرة مع زوجها وابنتها، عززت صورتها كسياسية قريبة من المواطنين وأكثر شفافية.
كما يمثل فوز ويلسون جزءًا من موجة تقدمية تشهدها عدة مدن أمريكية كبرى، ويتيح لها تحالفها مع نواب المجلس البلدي والمدعي العام تنفيذ برامجها التي تشمل فرض ضرائب على الأثرياء وتوسيع مشاريع الإسكان الاجتماعي.
ويرى المراقبون أن تولي امرأة لأول مرة منصب عمدة سياتل ليس مجرد رمزية، بل بداية مرحلة جديدة في إدارة المدينة، مع إمكانية تقديم حلول مبتكرة لتحديات سياتل المزمنة وفتح آفاق للتغيير السياسي المستدام.