الكرملين: بوتين يجتمع مع كيم ويشكره على دعمه للجيش الروسي

logo
العالم

مهمة بحرية ضخمة.. ترامب يوسع نفوذ واشنطن ضد عصابات المخدرات

مهمة بحرية ضخمة.. ترامب يوسع نفوذ واشنطن ضد عصابات المخدرات
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال المؤتمر الصحافيالمصدر: أ ف ب
17 أغسطس 2025، 12:17 م

في خطوة وُصفت بالمقامرة الجريئة، دفعت الولايات المتحدة بأكثر من 4000 جندي من مشاة البحرية والبحارة إلى قلب أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، في عرض غير مسبوق للقوة العسكرية؛ بهدف سحق أخطر كارتلات المخدرات التي تهدد أمنها القومي.

وكشفت هذه التعبئة العسكرية الهائلة عن تحوّل استراتيجي خطير، بينما يسعى دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، لإظهار قبضته الحديدية، متعهدًا بخوض حرب بلا هوادة ضد "إرهابيي المخدرات" الذين يغرقون الشوارع الأمريكية بالفنتانيل والكوكايين.

أخبار ذات علاقة

ضابط شرطة مكسيكي في سيوداد خواريز

بعد "الخميس الأحمر".. عصابات المكسيك تعيد رسم خريطة المخدرات والجريمة

لا تشبه القوة الأمريكية التي أُطلقت أي عملية سابقة؛ فقد شملت مجموعة "يو إس إس إيو جيما" البرمائية، ووحدة مشاة البحرية الاستكشافية الثانية والعشرين، إلى جانب مدمرات وطراد صاروخي موجّه وغواصة نووية هجومية، فضلاً عن طائرات استطلاع متطورة.

وتُعد الترسانة الكاملة أشبه بإعلان حرب شاملة، تتجاوز الخطوط التقليدية بين إنفاذ القانون والعمليات القتالية. الهدف واضح وصارخ: ملاحقة الكارتلات التي صُنفت رسميًا كـ"منظمات إرهابية أجنبية"، وضربها بلا رحمة، حتى لو تطلب الأمر عمليات عسكرية داخل أراضي أمريكا اللاتينية.

لكن هذه الحملة، التي تبدو كضربة صاعقة، تثير عاصفة من الجدل؛ فالأوامر الرئاسية التي سمحت للجيش بتجاوز قواعد الاشتباك التقليدية، فتحت الباب أمام تدخل مباشر قد يُشعل أزمة دبلوماسية كبرى.

ماذا لو قُتل مدنيون أو استُهدفت أراضٍ سيادية؟ الخبراء يحذرون من أن ردود الفعل الدولية قد تتراوح بين الإدانات الحادة إلى محاكمات محتملة، ناهيك عن تأجيج موجة عداء متصاعدة ضد الولايات المتحدة في المنطقة.

وفي المقابل، يؤكد ضباط البحرية الأمريكية استعدادهم للمواجهة. الكابتن كريس فاريكر صرح قائلاً: "قواتنا المدمجة من البحرية والمارينز جاهزة لتقديم قوة سريعة وحاسمة، في أي مكان وزمان، وسط بيئة عالمية معقدة." كلمات تُترجم بوضوح تصميم واشنطن على توجيه ضربة موجعة لشبكات المخدرات العابرة للحدود.

غير أن الغضب اللاتيني لا يقل شراسة، المكسيك أعلنت بلهجة صارمة أن "لا وجود لقوات أجنبية على أراضيها"، في حين لوّحت دول أخرى بحقها في "تقرير المصير الكامل"، محذّرة من مغبة التدخل الأمريكي. ومع ذلك، تواصل واشنطن عملياتها من المياه والمجال الجوي الدولي، مستعدة لتوسيع الضربات أينما رصدت التهديد.

الكارتلات تتحوّل إلى "أهداف إرهابية"

المعادلة تتعقد أكثر بإعادة تصنيف الكارتلات الكبرى ككيانات إرهابية، وهو ما منح إدارة ترامب الضوء الأخضر لاستخدام تكتيكات تُطبق عادة ضد الجماعات الجهادية العالمية. من كارتل سينالوا المكسيكي إلى "الجيل الجديد" في خاليسكو، وصولاً إلى "ترين دي أراغوا" الفنزويلية، لم تعد هذه التنظيمات مجرد عصابات إجرامية، بل أهدافًا عسكرية مشروعة في نظر واشنطن.

أرقام صادمة ومكافآت خيالية

الأرقام وحدها تكشف حجم الكارثة: في عام 2024 فقط، ضبطت السلطات الأمريكية 960 طنًا متريًا من الكوكايين في كولومبيا، بارتفاع عن 846 طنًا في 2023. أما الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، فقد بات على رأس قائمة المطلوبين، بعدما ضاعفت واشنطن مكافأة القبض عليه إلى 50 مليون دولار، في رهان على أن الحصار العسكري سيكشف ملاذات زعماء الكارتلات.

مقامرة كبرى أم معركة حاسمة؟

اليوم، يقف العالم أمام لحظة فارقة: هل سيكون هذا التدخل العسكري الأمريكي خطوة حاسمة تنهي أزمة المخدرات المزمنة؟ أم مقامرة متهورة قد تفجر المنطقة وتضع الولايات المتحدة في مواجهة مفتوحة مع خصوم جدد؟

الأكيد أن واشنطن لم تعد تنتظر الحلول الدبلوماسية. لقد قررت القتال، بترسانة كاملة ونيران مفتوحة. والعالم كلّه يقف مترقبًا الشرارة الأولى لما قد يكون أكبر مواجهة عسكرية ضد الجريمة المنظمة في التاريخ الحديث.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC