قوة إسرائيلية خاصة تقتل مسؤولاً في الجبهة الشعبية بعد تسللها لدير البلح وسط غزة
ليس من المألوف، عادةً، أن توجه سيدة أولى في البيت الأبيض رسالة إلى رئيس أجنبي في لحظة تاريخية قلقة وفي مناسبة خاصة، لكن ميلانيا ترامب اختارت أن تخاطب الرئيس الروسي مباشرة من خلال رسالة خطية حملها إليه الرئيس دونالد ترامب عند لقائه في قمة ألاسكا.
ميلانيا اختارت البقاء بعيدا عن واشنطن طيلة الشهور الستة الأولى من عمر إدارة الرئيس ترامب، واختارت الإقامة في البيت العائلي بمدينة نيويورك بسبب دراسة ابنها الجامعية في المدينة.
يقول مقربون من البيت الأبيض إن السيدة الأولى ومنذ مطلع الولاية الثانية للرئيس ترامب لم تمض سوى 4 ليال في البيت الأبيض، فيما أمضت بقية الوقت بين الإقامة العائلية في مارلاغو بولاية فلوريدا ونيويورك
ميلانيا في رسالتها الخطية إلى بوتين دعت الرئيس الروسي إلى اتخاذ خطوات جريئة لحماية الأطفال، الذين يعتبرون الضحايا الأكبر في حرب أوكرانيا، داعيةً إلى حماية حق هؤلاء الأبرياء في السلام والحلم والعيش بعيدا عن المخاطر والتهديدات ومآسي الحروب.
يقول مسؤولون في البيت الأبيض إن الرئيس سلم الرسالة في حضور وفدي التفاوض من الجانبين، وقد قرأ الرئيس بوتين الرسالة فور استلامها دون أن يكون له ردٌ مباشرٌ على محتواها الذي نشرته وسائل الإعلام الأمريكية لاحقا.
في شهر فبراير/ شباط الماضي، أجرت مؤسسات مختصة استطلاعا للرأي يخص الشخصيات الأكثر نفوذا في محيط الرئيس ترامب، ليتضح حينها أن السيدة الأولى تأتي في المرتبة العاشرة من بين الشخصيات المحيطة بالرئيس.
وقتها كان من الطبيعي أن يكون وزير الكفاءة الحكومية السابق إيلون ماسك الأكثر نفوذا في الإدارة حينها، حتى ستيف ميلر مستشار ترامب لشؤون الهجرة ونائب كبيرة الموظفين في البيت الأبيض كان وقتها في مرتبة متقدمة جدا بين أعضاء الإدارة الآخرين. ولاحقا اتضح أن لا أحد أكثر قدرة على التأثير في خيارات الرئيس ترامب في القرارات الكبرى أكثر من السيدة الأولى.
ولطالما اختارت ميلانيا الابتعاد عن الجدالات السياسية في الولاية الأولى وفي الثانية كذلك، وقالت عن نفسها في حديثها الشهير لقناة "فوكس نيوز" إن لديها آراءها التي تخصها، وهي عادة ما تقدم نصائحها للرئيس؛ وهو من يقرر إن كان سيأخذ بها أو لا، وأحيانا يأخذ بنصيحتها وفي مناسبات أخرى لا يفعل وهذا أمر طبيعي من وجهة نظرها.
في الأشهر الأخيرة كان للسيدة الأولى مجموعة مواقف غيّرت من توجهات أساسية وحاسمة في مواقف الرئيس ترامب؛ واحد منها ما أعلنه الرئيس ترامب بأن هناك مجاعة حقيقية في غزة.
السيدة الأولى هي التي كانت وراء هذا التحول عندما قدمت للرئيس وجهة نظرها وانتهى الأمر بترامب إلى الاقتناع بهذا الرأي قبل أن يخرج ويعلن في البيت الأبيض عن هذا التحول في موقفه؛ وهو الأمر الذي أدى لاحقا إلى نشوب أزمة صامتة بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بهذا الخصوص.
وفي مناسبة أخرى كان للسيدة الأولى موقف حاسم؛ هذه المرة القصة ترتبط بمناسبة أجرى فيها الرئيس ترامب اتصالا هاتفيا مع الرئيس فلاديمير بوتين وكان مرتاحا للتعهدات التي قدمها بوتين واستعداده للمضي قدما في خطة تفاوضية تنتهي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
السيدة الأولى أوضحت للرئيس أنه في الوقت الذي كان فيه ترامب يحاور بوتين كانت القوات الروسية تقصف مؤسسة صحية لرعاية المسنين وأن المئات قتلوا في ذلك الهجوم.
كانت هذه لحظة فارقة في موقف الرئيس ترامب من بوتين ومن حقيقة السلوك الروسي على الأراضي الأوكرانية وهي اللحظة التي تلتها سلسلة تطورات انتهت إلى التهديدات بفرض عقوبات تاريخية ضد موسكو وتحريك غواصتين نوويتين إلى المياه القريبة من روسيا.
في قمة ألاسكا كانت مبادرة السيدة الأولى هي الأكثر تأثيرا؛ لما حملت رسالتها من زخم إنساني ومشاعر أمومة واضحة وصريحة ومطالب تتعلق بضمان سلامة وحماية الأطفال الأبرياء.
الأمم المتحدة تقول إن هناك 190 ألف طفل تم اختطافهم من أوكرانيا منذ بداية الحرب قبل 3 سنوات، وأن الأعداد الحقيقية كما يقول مسؤولون أوكرانيون أكبر كثيرا من تلك التي تتحدث عنها المنظمة الأممية.
غياب السيدة الأولى عن البيت الأبيض كما يقول مقربون من فريق الرئيس ترامب لـ"إرم نيوز" تعليقا على محتوى الرسالة لا يعني أنها غائبة عن اللحظات الحاسمة في صناعة مواقف الرئيس ترامب خاصة في تلك القضايا ذات الصلة بالجوانب الإنسانية والأمن والسلام.
وميلانيا التي غابت عن الظهور في قمة ألاسكا كانت الأكثر تأثيرا بين جميع الحاضرين؛ إذ يقول هؤلاء المسؤولون أن رسالتها التي وجدت صدى واسعا وأعطت لمسة إنسانية لقمة سياسية معقدة ناقشت الحرب في أوكرانيا وأسلحة الدمار الشامل، وكذلك تلك المساعي المرتبطة بالضمانات الأمنية المستقبلية في علاقة أوروبا بروسيا وبالرئيس بوتين تحديدا.