logo
العالم

"معجب بترامب ومنتقد لأوكرانيا".. من هو كارول ناوروتسكي رئيس بولندا الجديد؟

"معجب بترامب ومنتقد لأوكرانيا".. من هو كارول ناوروتسكي رئيس بولندا الجديد؟
كارول ناوروتسكيالمصدر: رويترز
02 يونيو 2025، 11:57 ص

في لحظة فاصلة من التاريخ السياسي لبولندا، صعد اسم كارول ناوروتسكي، المؤرخ البالغ من العمر 42 عامًا، ليصبح الرئيس الجديد لجمهورية بولندا بعد فوز حاسم على خصمه الليبرالي، رئيس بلدية وارسو، رافال تشاسكوفسكي. 

وحصد نافروتسكي 50.89% من الأصوات مقابل 49.11% لمنافسه، في نتيجة كشفت عمق الانقسام السياسي داخل البلاد.

ووصفته صحيفة "لوموند " الفرنسية، بأنه مشاغب في الملاعب، مراوغ، مشاكس، ومقلق أحيانًا، استطاع كارول ناوروتسكي أن يتخلص دون أذى من كل الجوانب الحادة في شخصيته، التي كشفت عنها الحملة الانتخابية تدريجيا. 

وبدعم قوي من حزب "القانون والعدالة" المحافظ، والحليف السابق للرئيس المنتهية ولايته أندجي دودا، نجح نافروتسكي في فرض نفسه كوجه جديد للحركة القومية البولندية، مدفوعًا بشعار حملته الصارم: "بولندا أولاً، والبولنديون أولاً".

أخبار ذات علاقة

كارول ناوروتسكي

كارول ناوروتسكي يفوز بانتخابات الرئاسة البولندية

 
بين التاريخ والسياسة: من متحف الحرب إلى القصر الرئاسي

وينحدر ناوروتسكي من مدينة جدانسك الساحلية، حيث نشأ شغوفًا بكرة القدم والملاكمة، وحصل على الدكتوراه في التاريخ وماجستير في إدارة الأعمال.

وتدرّج في المناصب الأكاديمية حتى شغل منصب مدير متحف الحرب العالمية الثانية بين عامي 2017 و2021، ثم عين لاحقًا رئيسًا لمعهد الذاكرة الوطنية، الهيئة المسؤولة عن التحقيق في الجرائم النازية والشيوعية، بحسب محطة "بي.إف.إم" التلفلزيونية الفرنسية.

وعرف عنه انشغاله بتاريخ المقاومة البولندية ضد النظام الشيوعي، وكتب عدة مؤلفات تاريخية، بعضها نُشر تحت اسم مستعار، مما أثار تساؤلات وانتقادات.

انتقادات لأوكرانيا... وإعجاب صريح بدونالد ترامب

رغم تأكيده على التزامه بدعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا، فإن خطاب نافروتسكي اتّسم بالحدة تجاه كييف.

فقد صرح مرارًا بأن المساعدات الاجتماعية "يجب أن تكون موجهة أولاً للبولنديين"، معربًا عن استيائه من "غياب الامتنان الأوكراني" للدعم البولندي، بل واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"الوقاحة".

كما يعارض انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ويرفض المساعدات السخية للاجئين الأوكرانيين، الذين يُقدّر عددهم بالمليون داخل بولندا.

وفي مقابل، هذه المواقف، يبدي ناوروتسكي إعجابًا واضحًا بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بل زاره في البيت الأبيض قبيل الجولة الأولى من الانتخابات، مؤكدًا أن ترامب قال له: "ستفوز"، وهو ما أثار اتهامات بالتدخل الأمريكي في الانتخابات.

أخبار ذات علاقة

رافال تشاسكوفكسي وكارول ناوروتسكي

صراع على أشدّه.. مرشحا الانتخابات الرئاسية البولندية يعلنان "فوزهما"

 

يمين متشدد... وحديث صدامي مع برلين وبروكسل

وتثير توجهات ناوروتسكي قلقًا متزايدًا في الأوساط الأوروبية، خاصةً مع تهديداته بفرض رقابة على الحدود مع ألمانيا لمنع تدفق المهاجرين، ومطالبته المتكررة بتعويضات مالية من برلين عن خسائر الحرب العالمية الثانية.

كما أنه وقّع خلال حملته على تعهدات صاغها زعيم اليمين المتطرف سلاڤومير منتسن، سعيًا لاستقطاب أصوات ناخبي اليمين المتطرف.

في هذا السياق، علقت مارين لوبان، زعيمة كتلة "التجمع الوطني" اليميني المتطرف في فرنسا، على فوزه قائلة: "إنها أخبار جيدة، ونكسة للنخبة البيروقراطية في بروكسل".

أخبار ذات علاقة

من حملات الانتخابات الرئاسية في بولندا

ورقة انتخابية.. تصعيد ضد اللاجئين الأوكرانيين في بولندا

 

فضائح وسجالات إعلامية

ولم تخلُ حملة ناوروتسكي من الجدل. فقد كشف تحقيق صحفي عن صفقة عقارية غامضة تورط فيها مع مسن بولندي، واتهمه تقرير لموقع Onet.pl بالتورط في فضيحة قديمة تتعلق بجلب نساء لممارسة الدعارة في أحد الفنادق خلال فترة عمله كحارس أمن قبل نحو عشرين عامًا، وهو ما نفاه جملة وتفصيلًا واعتبره "كومة أكاذيب".

كما تبين لاحقًا أن المؤلف "تاديوش باتير"، الذي ظهر في برنامج تلفزيوني بوجه مشوّه وصوت معدّل ليمدح ناوروتسكي، لم يكن سوى نافروتسكي نفسه.

في مرمى روسيا... ولا حليف للكرملين

ورغم انتقاداته لأوكرانيا، لا يعد كارول نافروتسكي من أنصار موسكو. بل يُعرف بموقفه المعادي بشدة للشيوعية، حيث وصف روسيا بأنها "دولة بربرية"، وهو الآن مطلوب لدى السلطات الروسية منذ فبراير 2024؛ بسبب دعمه لحملات إزالة النصب السوفييتية في بولندا.

أخبار ذات علاقة

عامل بمصنع ذخيرة أمريكي في بنسلفانيا

لمواجهة التهديدات.. صفقة تسليح أمريكية ضخمة لتعزيز دفاعات بولندا

 

صلاحيات رمزية... لكنها مؤثرة

ورغم أن الدور الرئاسي في بولندا يحمل طابعًا شرفيًّا في معظمه، إلا أن للرئيس حق النقض (الفيتو)، ما يُمكنه من تعطيل مشاريع القوانين والمبادرات الحكومية، كما حصل في عهد أندجي دودا الذي منع رئيس الوزراء دونالد توسك من تنفيذ إصلاحات ليبرالية متعلقة بالإجهاض وحقوق المثليين.

فوز ناوروتسكي يهدد بإعادة هذا السيناريو، ما يُنذر بتجميد ملفات حساسة على طاولة الحكومة، ويُدخل البلاد في مرحلة جديدة من الاستقطاب السياسي الحاد بين الشرق القومي المحافظ والغرب الليبرالي الأوروبي.

بولندا الجديدة: معركة الهويات والسيادة

وبانتخاب كارول ناوروتسكي، تدخل بولندا مرحلة جديدة من التأكيد على السيادة الوطنية، ورفض الهيمنة الأوروبية، وإعادة رسم العلاقة مع الجيران في الشرق والغرب. 

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC