قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتجميد المساعدات العسكرية لكييف لفترة طويلة سيكون له تأثير كبير على القدرات الدفاعية الأوكرانية، خاصة في المجالات التي يصعب على الأوروبيين تعويضها بسرعة، في حين أن بعض الجوانب قد تكون أسهل للاستبدال مثل القذائف، وفقًا لخبراء عسكريين.
الولايات المتحدة وحدها قدمت ما يقارب نصف قيمة المساعدات العسكرية لأوكرانيا بين عامي 2022 و2024، وفقًا لمعهد كيل الألماني، مما يجعل تعليق هذه المساعدات ضربة قاسية لكييف في ظل استمرار الحرب مع روسيا.
من أبرز المجالات التي ستتأثر بشكل مباشر بهذا القرار هو الدفاع الجوي، إذ تعتمد أوكرانيا بشكل كبير على منظومات الدفاع الجوي الأمريكية مثل باتريوت، وهي أنظمة متقدمة أثبتت فعاليتها في اعتراض الصواريخ والطائرات الروسية.
ورغم أن أوروبا تمتلك منظومات بديلة مثل SAMP/T الفرنسية-الإيطالية، إلا أن أعدادها محدودة وإنتاجها بطيء، مما يجعل تعويض الغياب الأمريكي صعبًا في المدى القريب.
القوة الصاروخية تعد مجالًا آخر سيتأثر بشكل كبير، حيث تعتمد أوكرانيا على الصواريخ الأمريكية ATACMS التي تطلقها راجمات HIMARS لاستهداف مواقع روسية استراتيجية على مدى بعيد.
ورغم امتلاك أوروبا بدائل مثل صواريخ سكالب الفرنسية وستورم شادو البريطانية، إلا أن هذه الصواريخ أقل كفاءة من نظيرتها الأمريكية وأعدادها محدودة، مما قد يضعف قدرة كييف على شن هجمات دقيقة وعميقة ضد القوات الروسية.
في المقابل، تبدو أوكرانيا في وضع أقل حرجًا فيما يتعلق بالأسلحة المضادة للدبابات، حيث نجحت الدول الأوروبية في تعزيز إنتاجها لهذا النوع من الأسلحة خلال العامين الماضيين، بل إنها تفوقت على الولايات المتحدة في بعض الجوانب، مما يمنح الأوكرانيين بعض الاستمرارية في مواجهة الدبابات الروسية رغم توقف الدعم الأمريكي في هذا المجال.
أما الاستخبارات والاستطلاع، فهو المجال الأكثر حساسية، حيث تعتمد أوكرانيا بشكل شبه كامل على الأقمار الصناعية والطائرات المسيرة الأمريكية في جمع المعلومات الاستخباراتية عن تحركات القوات الروسية.
ورغم امتلاك الأوروبيين بعض القدرات في هذا المجال، إلا أنهم يظلون أضعف بكثير من واشنطن، ما يعني أن أي تراجع في هذا الدعم سيضعف قدرة أوكرانيا على التخطيط والاستجابة السريعة للعمليات العسكرية الروسية.