كشفت صحيفة "معاريف" العبرية، اليوم الجمعة، عن "تدخل سري" قامت به سارة زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحل أزمة قانون تجنيد الحريديم (اليهود المتشددون).
ووفق الصحيفة فإن سارة نتنياهو تسللت إلى الكنيست في وقت متأخر من ليل الاثنين الماضي، للقاء رئيس لجنة الخارجية والدفاع يولى إدلشتاين، المختص بالقانون المثير للجدل.
وأشارت إلى أن "سارة" -التي تلقب بأنها رئيس الوزراء الفعلي لإسرائيل- حاولت إقناع إدلشتاين بتمرير القانون وبتهديده في نفس الوقت.
وبينما كان نتنياهو يُصارع ضغوطًا سياسية، وتهديدًا خطيرا للائتلاف المنهار، وتمردًا مثيرا من رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع، ظهرت السيدة الأولى في إسرائيل بالمشهد، وفق التقرير العبري.
وبحسب التقرير، تسللت زوجة رئيس الوزراء، إلى مبنى الكنيست من مدخل جانبي، يوم الاثنين من هذا الأسبوع، في ساعة متأخرة جدًّا، والتقطتها الكاميرات بوضوح.
وقال إنه لم يكشف أحد عن هذه الزيارة السرية، التي لم يتبين إن كانت راجعت فيها نتنياهو أم لا.
وأضافت الصحيفة: "كان هدف هذه الزيارة غير العادية واضحًا، وهو محاولة التأثير على قرارات إدلشتاين بعد فشل زوجها في ذلك، وعدم تأثير التهديدات والاغراءات فيه، لتخفيف موقفه وتقديم مشروع قانون يحظى بقبول الأحزاب الحريدية".
وأردفت: "في تلك الليلة تحديدًا، بدأ يُسمع تهديدٌ واضح من قِبَل مُقربي رئيس الوزراء باحتمال إقالة إدلشتاين من رئاسة لجنة الشؤون الخارجية والدفاع".
وتزعم مصادر مُقرّبة من نتنياهو أن هذا لم يكن مصادفةً، بل كان خطوة مُنسّقة تهدف إلى كسر مقاومة إدلشتاين ودعما لمحاولة "سارة".
والمفاجأة بالنسبة لـ"سارة" أن إدلشتاين لم يستسلم للضغوط، وقدّم مسودة أكثر صرامة، لم تلبِّ مطالب الفصائل الحريدية.
ولم يمضِ وقت طويل قبل أن يتصاعد الغضب من حزبي "يهدوت هتوراة" و"شاس"، وانتقل الضغط مباشرةً إلى مكتب رئيس الوزراء، وانتهى بالانسحاب الذي يقرب سيناريو الانتخابات.
وقالت "معاريف" إن محاولة "سارة" في النهاية في فشلت النهاية، واتهمت إدلشتاين بمحاولة الانقلاب على نتنياهو، الذي بدوره نفي ذلك في لقاء صحفي.
وأكد إدلشتاين أنه "لن يغير شيئا في مسودة القانون؛ لأنه تجنيد ولا تهرب. حتى يحمي سمعة دارسي التوراة".
ورد على التهديدات بإقالته بأن "النظام السياسي الإسرائيلي من سيتضرر وليس هو، وسيغلق ملف القانون تماما، وفق الإجراءات القانونية، ووقتها ستتفاقم الأزمة أكثر".
وبحسب مقربين من نتنياهو، فإن "إدلشتاين لا يسيطر على الأجواء، ويعاني من إرهاق شديد ونفاد صبر وضعف في التركيز، حيث شهد المحيطون برئيس الوزراء بأنه يغلبه النعاس أحيانًا".