في مشهد غير مألوف داخل أروقة السلطة، أقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب 6 مسؤولين رفيعي المستوى في مجلس الأمن القومي، عقب اجتماع مغلق جمعه بالناشطة اليمينية المثيرة للجدل لورا لومر، التي دخلت البيت الأبيض حاملة "قائمة أعداء" تطعن في ولائهم.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر مطلعة، أن الإقالات جاءت بعد أن شتمت لومر المسؤولين بالاسم، وسط ذهول من الحاضرين، بمن فيهم مستشار الأمن القومي مايكل والتز، الذي بدا عاجزاً عن حماية فريقه.
وُلدت لورا إليزابيث لومر في 21 مايو 1993، ونشأت في ولاية أريزونا إلى جانب شقيقيها، ضمن عائلة يهودية محافظة.
أظهرت منذ صغرها اهتماماً بالسياسة والإعلام، إلا أن مسيرتها التعليمية لم تخلُ من الجدل، إذ التحقت بكلية "ماونت هوليوك" في ماساتشوستس، لكنها غادرتها بعد فصل دراسي واحد، مدعيةً أنها تعرّضت للاستهداف بسبب آرائها المحافظة.
لاحقًا، انتقلت إلى جامعة "باري" في ميامي – فلوريدا، وتخرجت منها العام 2015 حاملةً بكالوريوس في الصحافة الإذاعية، وهو التخصص الذي استخدمته لاحقاً لتشق طريقها كمحرضة إعلامية على هامش اليمين المتطرف.
ناشطة يمينية
عرفت لورا لومر، الصحفية السابقة والناشطة اليمينية بتصريحاتها العنصرية والمعادية للإسلام، وترويجها لنظريات المؤامرة.
طُردت من عدد من المنصات، بما في ذلك: منصة "تويتر" سابقاً، و"أوبر" و"باي بال"، بسبب نشرها محتوى يُصنَّف كمضاد للتعددية والكراهية.
اشتهرت بتعطيلها عروضاً فنية احتجاجاً على محتواها، وقيدت نفسها بمقر "تويتر" احتجاجًا على حظرها.
لاحقاً، ترشحت مرتين للكونغرس عن الحزب الجمهوري، وخسرت في كلتيهما، لكنها حظيت بدعم مباشر من ترامب، الذي وصفها بـ"الوطنية العظيمة".
رغم اعتراضات كبار مساعدي الرئيس، عادت لومر إلى دوائر ترامب عام 2025، حيث قدمت له في اجتماع خاص قائمة بمسؤولين تزعم أنهم "غير موالين".
أنشأت حديثاً شركة تحقيقات سياسية، تواصل نشر أسماء جديدة لما تصفه بـ"المندسين داخل إدارة ترامب"، وتطالب بإقالة كل من لا يتبنى رؤية "أمريكا أولًا" بشكل متشدد.
وحتى المسؤولين الذين يعتبرهم ترامب مقربين، مثل نائب مستشار الأمن القومي أليكس وونغ، لم يسلموا من اتهاماتها التي امتدت لتشمل أصول زوجاتهم، ومعتقداتهم الدينية.
لومر، التي تصف نفسها بأنها "إسلاموفوب فخورة" و"قومية بيضاء"، أثارت جدلاً واسعاً، ليس فقط بسبب أفكارها، بل بسبب اقترابها المتكرر من الرئيس ترامب وتأثيرها المباشر عليه.