حذّرت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم السبت، من العواقب الخطيرة للتصعيد العسكري الأمريكي في منطقة البحر الكاريبي وأمريكا اللاتينية، في ظل تزايد التقارير الغربية حول بحث واشنطن خيارات لشنّ عملية عسكرية محتملة ضد فنزويلا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، في بيان، إن تحركات الولايات المتحدة في محيط فنزويلا تمثل تهديداً مباشراً للسلام والأمن الدوليين، داعياً واشنطن إلى احترام سيادة كاراكاس ووحدة أراضيها.
وأضاف أن التهديد باستخدام القوة ضد حكومة “قانونية ومنتخبة يشكل انتهاكاً صريحاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة"، وعلى رأسها حق الشعوب في تقرير مصيرها وحظر استخدام القوة المنصوص عليه في المادة الثانية من الميثاق.
وأشار بقائي إلى أن تقارير عديدة صادرة عن هيئات دولية وصفت الهجمات الأمريكية السابقة على قوارب صيد في مياه الكاريبي بأنها "عمليات قتل تعسفي خارج إطار القضاء"، مؤكداً ضرورة وقف استغلال ملف مكافحة المخدرات ذريعةً للاعتداء على سيادة فنزويلا.
كما حمّل المتحدث الإيراني الأمين العام للأمم المتحدة مسؤولية التصدي لخطوات واشنطن التي من شأنها تهديد الاستقرار العالمي وتعزيز "الأحادية العدوانية".
وتزامن التحذير الإيراني مع تقارير نقلتها صحيفة "واشنطن بوست" ووسائل إعلام أخرى، تفيد بأن كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين عقدوا خلال الأيام الماضية اجتماعات مغلقة في البيت الأبيض لمناقشة سيناريوهات محتملة لأي عمل عسكري ضد فنزويلا.
وبحسب المصادر، فإن وزير الدفاع الأمريكي ورئيس هيئة الأركان المشتركة توجّها إلى البيت الأبيض لليوم الثاني على التوالي لبحث التطورات، في حين تم وضع القوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة في حالة استعداد عالية.
وذكرت مصادر مطلعة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تلقى مجموعة واسعة من الخيارات، في ظل اتباعه ما وصفه أحد المسؤولين بـ"مهارة الحفاظ على الغموض الاستراتيجي"، الأمر الذي يجعل الخطوات المقبلة غير متوقعة بالنسبة لخصوم واشنطن.
وتشير التسريبات إلى أن الولايات المتحدة تتابع عن قرب الوضع الداخلي في فنزويلا، وأن دوائر القرار تعتبر حكومة الرئيس نيكولاس مادورو "غير شرعية" وتشكل "تهديداً لاستقرار القارة الأمريكية".