رافضًا الاعتذار، وواثقًا من إنقاذ علاقته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هكذا بدا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أول حوار بعد الخلاف العلني بينهما في المكتب البيضاوي، أمس الجمعة.
وتحول لقاء زيلينسكي مع ترامب ونائبه جي دي فانس إلى مباراة صراخ في البيت الأبيض، يوم الجمعة، شوهدت في جميع أنحاء العالم.
وفي تصريحات لشبكة فوكس نيوز، اليوم السبت، كان زيلينسكي واثقًا من قدرته على إصلاح العلاقة مع ترامب، قائلاً إنها "علاقات أكثر من رئيسين. إنها العلاقات التاريخية، العلاقات القوية بين شعبينا". وأضاف "ممتن للرئيس (ترامب) وبالطبع للكونغرس".
وقال زيلينسكي: "لستُ متأكدًا من أننا فعلنا شيئاً سيئاً"، عندما سئل عن الخلاف الساخن، لكنه أقر بأن الخلاف كان "سيئًا لكلا الجانبين".
وكان زيلينسكي قال في وقت لاحق: "أريد فقط أن أكون صادقًا، وأريد فقط أن يفهم شركاؤنا الوضع بشكل صحيح، وأريد أن أفهم كل شيء بشكل صحيح. هذا يعني ألا نفقد صداقتنا".
وخلال زيارة زيلينسكي إلى البيت الأبيض، قال فانس إن الطريق إلى تأمين السلام بين روسيا وأوكرانيا يكون من خلال انخراط الولايات المتحدة في الدبلوماسية. ثم حاول زيلينسكي الانخراط في سلسلة من الأسئلة حول تحركات روسيا منذ عام 2014 ومحاولاتها الدبلوماسية.
وقال فانس لزيلينسكي: "سيدي الرئيس، مع احترامي، أعتقد أنه من عدم الاحترام أن تأتي إلى المكتب البيضاوي لمحاولة رفع دعوى قضائية أمام وسائل الإعلام الأمريكية".
وتابع "حاليًا، أنتم تتجولون وتجبرون المجندين على الخطوط الأمامية لأن لديكم مشكلات في القوى البشرية. يجب أن تشكروا الرئيس على محاولته وضع حد لهذا الصراع".
وقال زيلينسكي في وقت لاحق إنه في ظل الحرب "كل شخص لديه مشكلات، حتى أنت"، وإن الولايات المتحدة ستشعر بالحرب "في المستقبل".
وأدى التبادل في المكتب البيضاوي إلى إلغاء مؤتمر صحفي، وكذلك إلغاء توقيع صفقة المعادن، وطلب ترامب من الرئيس الأوكراني المغادرة، حسبما أكد مسؤول في البيت الأبيض.
وتسببت المشادة الكلامية غير المسبوقة بين زيلينسكي وترامب في المكتب البيضاوي بصدمة في العالم، فبينما انحازت ردود الفعل الروسية لترامب "الذي تحلى بضبط النفس بعدم ضرب زيلينسكي"، بحسب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، كانت تصريحات أوروبية تعلن دعمًا مطلقًا للرئيس الأوكراني "القوي والشجاع والمقدام"، وفق وصف بيان أوروبي مشترك.
أما في الولايات المتحدة، فقد اتهم زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، دونالد ترامب ونائبه جاي دي فانس بالقيام "بعمل قذر" لحساب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
