الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم

تحالفات اليسار اللاتيني تتحرك.. هل يقع ترامب في فخ جيران مادورو؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامبالمصدر: رويترز

تباينت آراء الخبراء، حول مدى عمل جيران فنزويلا في أمريكا اللاتينية، على توريط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حرب طويلة ومعقدة، في ظل ما يجمع بينهم من سياسات مشتركة، وأيضاً خشية من مجيء الدور عليهم.

ورأى خبراء، أن فنزويلا تحتفظ بروابط وثيقة مع دول أساسية مثل كوبا ونيكاراغوا وبوليفيا، وتمتد تأثيراتها بدرجات متفاوتة إلى دول كبرى مثل البرازيل والأرجنتين وكولومبيا، وهذه البلدان تعتبر أن استقرار كراكاس ليس شأناً خارجيا، بل معيار سياسي ترتبط به شرعيتهم كذلك، وربما المصير السياسي.

وفي المقابل، استبعد آخرون قدرة دول الجوار على توريط واشنطن، مؤكدين أن الولايات المتحدة قادرة على تنفيذ أي خطة عسكرية ضد نظام مادورو إن قررت ذلك.

أخبار ذات علاقة

فنزويلا بين فكي كماشة واشنطن و موسكو

خرائط النفوذ في أمريكا اللاتينية.. فنزويلا بين فكي كماشة واشنطن وموسكو

وصول حاملة طائرات أمريكية

وجاءت التطورات العسكرية الأخيرة مع وصول حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر. فورد" الأحدث في الأسطول الأمريكي إلى البحر الكاريبي لتعزز هذه الآراء وتثير تساؤلات حول نوايا إدارة ترامب لمكافحة المخدرات في أمريكا الجنوبية.

وينظر إلى وصول الحاملة "فورد" إلى المنطقة على أنه تطور بارز في إطار العملية التي تصفها الإدارة الأمريكية بأنها حملة لمكافحة تهريب المخدرات، بينما يعتبرها مراقبون تصعيدا في الضغط العسكري على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، بحسب ما نقلته "أسوشيتد برس".

وتُعد هذه الخطوة جزءا من أكبر حشد للقوة العسكرية الأمريكية في المنطقة منذ عقود، حيث ارتفع عدد الجنود الأمريكيين إلى نحو 12 ألفا موزعين على ما يقرب من 12 سفينة حربية تابعة للبحرية، ضمن ما أطلق عليه وزير الحرب الأمريكي بيت هيغسيث  اسم "عملية الرمح الجنوبي".  

أخبار ذات علاقة

حاملة طائرات أمريكية

البنتاغون: حاملة الطائرات "جيرالد فورد" ترسو قبالة سواحل أمريكا اللاتينية

الدعم الإقليمي

يقول أستاذ التواصل السياسي في جامعة كادس إشبيلية الإسبانية والخبير في الشؤون اللاتينية، الدكتور محمد المودن، إن احتمال أن تُقحِم الأزمةُ الفنزويليةُ الولاياتَ المتحدة في صراع طويل الأمد يظل قائماً، مشيراً إلى أنّ ذلك ربما يعود إلى نية جيران فنزويلا اللاتينيين، الذين يقتسمون معها الأيديولوجيا ذاتها، وهو ما يمكن فهمه من خلال البيئة الأيديولوجية الإقليمية المحيطة بالمشروع البوليفاري.

وأوضح المودن في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن فنزويلا تحتفظ بروابط وثيقة مع دول أساسية مثل كوبا ونيكاراغوا وبوليفيا، وتمتد تأثيراتها بدرجات متفاوتة إلى دول كبرى مثل البرازيل والأرجنتين، وكولومبيا، ويعتبرون استقرار فنزويلا ليس شأناً خارجيا، بل معيار سياسي ترتبط به شرعيتهم وربما مصيرهم السياسي .

وأشار المودن إلى أنه في ظل الرؤية الجديدة للولايات المتحدة في عهد ترامب، فإن أي ضغط أو تدخل أمريكي يُنظَر إليه كسابقة قد تُطبّق لاحقاً ضد هذه الدول، وهنا بالتحديد يكتسب المثل المعروف: "أُكِلتُ يوم أُكِلَ الثور الأبيض" دلالته الاستراتيجية.

ويشير إلى أن هذه التصورات تزيد تعقيد الأزمة وتعرقل الوصول إلى حل سريع؛ إذ تتمثل أبرز العقبات في التنسيق السياسي–الدفاعي بين حكومات متحالفة أيديولوجيا، تعمل على التشكيك في شرعية أي إجراء قسري ضد كاراكاس وتمنع تشكيل توافق إقليمي يسهل التدخل.

وأضاف أن الدعم الرمزي واللوجستي الذي تتلقاه فنزويلا يعزز قدرة نظام مادورو على الصمود، ويفرض على الأطراف السياسية التعامل معه وفتح مسارات تفاوضية؛ ما يحدّ من إمكانية عزله دوليا.

وأشار المودن إلى أن خوف الحكومات الحليفة من "العدو الداخلي" يدفعها إلى تشديد خطابها ومواقفها؛ ما يعمّق حالة الاستقطاب الإقليمي ويعرقل الوصول إلى حلول تفاوضية.

وأضاف أن دول الجوار تزيد المشهد تعقيدا؛ ففي كولومبيا قد تتحالف بعض الحركات الاجتماعية المتعاطفة مع التشافيزية في حال تصعيد الصراع، بينما ترفض الحكومات التقدمية في البرازيل أي تدخل قد يُنظر إليه كمساس بالسيادة؛ وهو ما يجعل عزل الأزمة داخل حدود فنزويلا شبه مستحيل.

واستكمل أن غياب تدخل القوى الكبرى خارج المنطقة، وبقاء الشبكة الأيديولوجية المحيطة بفنزويلا على حالها، يجعل أي تدخل محتمل صراعاً طويلاً ومكلفاً سياسياً؛ ما يجعل الولايات المتحدة تواجه مشهداً بلا توافق قاري، وبنظام فنزويلي أكثر صلابة بفعل الدعم الرمزي، مع تكلفة عالية لأي تدخل يتم من دون غطاء إقليمي.

وأردف المودن إن هذا الصراع يجعل، كما قال، "الثور الأبيض" تعبيراً عن الخوف المشترك من أن ما يحدث في فنزويلا قد يتكرر في دول أخرى ذات توجهات مماثلة.

أخبار ذات علاقة

حاملة الطائرات الأمريكية " يو إس إس جيرالد ر. فورد"

البنتاغون يرسل حاملة طائرات لمواجهة "تجار المخدرات" بأمريكا اللاتينية

واشنطن لا تُورَّط

وبدوره، أوضح رئيس المرصد الدولي للدراسات الاستراتيجية، الدكتور الحسين كنون، أنه لا يمكن القول إن جيران فنزويلا قادرون على توريط ترامب في ذلك؛ لأن واشنطن تستمع لنبض العلاقات الخارجية ولكن تديرها من مثلث البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي والكونغرس.

ويرى كنون في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنه إذا عزم ترامب على تنفيذ خطته الحربية التي ملامحها تلوح في الأفق لإسقاط نظام نيكولاس مادورو، فهو قادر على ذلك، نظرا لما يتوفر لديه من قدرة تجعل النتائج محسومة على الأرض وليس على الورق.

وأفاد كنون أن العلاقات الدولية الآن تذهب في اتجاه تقوده الولايات المتحدة ليكون لها منصة العالم، وتعطيل المنافس الوحيد وهي الصين، بعد أن تراجعت القدرات الروسية على أثر الانهاك الذي تعرضت له خلال الحرب في أوكرانيا.

وأكد كنون أن تغيير ترامب اسم وزارة الدفاع إلى "وزارة الحرب" كان رسالة واضحة لحلفائه وخصومه، مفادها أن إدارته الأقوى عالميا تمتلك أكبر ميزانية وعتاد عسكري. ويرى كنون أن أي حرب قد يخوضها ترامب لإسقاط نظام مادورو في فنزويلا لن تطول؛ لأنها ستعتمد على التفوق العسكري الأمريكي.

وأضاف كنون أن الجيل الجديد من العلاقات الدولية لم يعد يقوم على "السياسة الناعمة"، بل على القوة الصلبة المتمثلة في الجيش والاحتياطي النقدي والاقتصاد. وبرأيه، فإن ترامب بشخصيته، والولايات المتحدة بقدراتها العسكرية، قادران على إسقاط نظام مادورو ضمن زمن محدد وأجندة واضحة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC