كشفت مصادر روسية خاصة، أن اللقاء الذي جمع الرئيس فلاديمير بوتين بنظيره الإيراني مسعود بزشكيان على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون، لم يكن مجرد لقاء بروتوكولي، بل حمل في طياته رسالة إستراتيجية واضحة بأن موسكو وبكين ماضيتان في بناء محور دولي بديل قادر على تقليص نفوذ الغرب في آسيا والشرق الأوسط.
ومع انعقاد قمة منظمة شنغهاي للتعاون، وجدت طهران نفسها أمام فرصة نادرة لإعادة تموضعها إقليميًّا ودوليًّا، في لحظة تتصاعد فيها الضغوط الأوروبية بشأن ملفها النووي، خاصة بعد لقاء الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين والذي اكتسب أهمية مضاعفة، باعتباره اختبارًا عمليًّا لمدى قدرة التحالفات الناشئة على كسر محاولات عزل طهران.
وقال مسؤول روسي رفيع ودبلوماسيون روس لـ"إرم نيوز"، إن الكرملين ينظر إلى طهران باعتبارها ركيزة مهمة في كسر العزلة التي يحاول الاتحاد الأوروبي فرضها عليها بسبب ملفها النووي، مضيفًا أن أجندة روسيا والصين في هذه المرحلة تتلاقى عند نقطة أساسية، وهي دعم الدول المستهدفة بالعقوبات الغربية ومنحها هوامش جديدة للمناورة في المحافل الدولية.
وأشاروا إلى أن بوتين أكد خلال اللقاء أهمية إدماج إيران بشكل أوسع في مشاريع البنية التحتية المرتبطة بمبادرة الحزام والطريق؛ ما يمنحها متنفسًا اقتصاديًّا واستراتيجيًّا بعيدًا عن الضغوط الأوروبية، موضحًا أن القمة وفرت لطهران فرصة لتعزيز صورتها كطرف لا يمكن عزله، في ظل شبكة التحالفات الناشئة من موسكو وبكين إلى عواصم آسيا الوسطى.
وقال المسؤول الروسي الذي فضَّل عدم الكشف عن هويته، إن القمة أعطت إيران منصة لتأكيد أن برنامجها النووي ليس مجرد تحدٍّ للغرب، بل جزءٌ من معادلة دولية أوسع تسعى فيها موسكو وبكين إلى إعادة صياغة قواعد اللعبة.
وأشار إلى أن هذا التوجه يمنح طهران أوراق ضغط جديدة، سواء في التفاوض مع الأوروبيين أو في تعزيز موقفها الإقليمي.
وأكد أن رسالة القمة تظهر أن زمن الاحتكار الغربي للملفات الحساسة قد انتهى، وأن روسيا والصين تعملان على تثبيت إيران كفاعل أساسي في النظام الدولي القادم.
وشهدت قمة شنغهاي إضافة لبوتين، حضور رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى جانب قادة من إيران وباكستان ومصر وأرمينيا وأذربيجان.