أعلن يعقوب رضا زاده، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أن أفضل رد على تفعيل آلية الزناد من قبل الدول الأوروبية الثلاث يشمل الخروج من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، وقطع الاتصال الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والانتقال إلى عمليات التخصيب النووي حتى نسبة 90٪.
وأشار رضا زاده، في تصريحات نقلتها وكالة "إيسنا" الطلابية، اليوم الثلاثاء، إلى أن موضوع تفعيل آلية الزناد كان مطروحا منذ نحو شهرين، وتمت مناقشته خلال محادثات إسطنبول بين نائب وزير الخارجية الإيراني وممثلي إيطاليا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا.
وأكد أن الترويكا الأوروبية وضعت شروطاً لتجنب تفعيل الآلية، مثل إجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة والتخلي عن التخصيب النووي، مشيراً إلى أن عدم تنفيذ هذه الشروط سيؤدي إلى إعادة فرض العقوبات من قبل المجتمع الدولي.
وقال رضا زاده إن إعادة العقوبات ليست بالأمر الجديد، موضحاً أن حوالي 80٪ من هذه العقوبات مطبقة بالفعل، بما في ذلك قيود على تصدير النفط، والسلع، والأدوية، لكنها لم تحقق نتائج فعالة.
ولفت إلى أن إيران تربطها علاقات قوية مع جيرانها وهي عضوة في منظمات إقليمية ودولية مثل شنغهاي وبريكس، وأن معظم هذه الدول تعارض خطوات مثل تفعيل آلية الزناد، مبيناً أن الهدف من الضغوط الغربية هو دفع إيران إلى الجلوس على طاولة مفاوضات مع الولايات المتحدة، وهو أمر مستحيل في رأيه.
واختتم رضا زاده بالقول: "أفضل رد على تفعيل آلية الزناد والدول الأوروبية الثلاث هو الخروج من NPT، وقطع العلاقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمضي قدما في التخصيب النووي حتى 90٪".
وشدد النائب الإيراني على ضرورة استخدام الموارد الطبيعية الإيرانية الغنية من ذهب ويورانيوم ومعادن أخرى لتعزيز موقف البلاد، وحذر من أن الاستسلام للولايات المتحدة قد يقود إيران إلى مصير مشابه لدول مثل أفغانستان وسوريا وليبيا والعراق.
وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إنّه لا يوجد حالياً أي مفتش تابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران، مشيراً إلى أنّ جولتين من المفاوضات عُقدتا مؤخراً مع الوكالة، بمشاركة ممثلين عن وزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، لم تُسفرا حتى الآن عن نتائج نهائية.
وأوضح بقائي في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، أنّ دخول اثنين من مفتشي الوكالة كان بهدف الإشراف على عملية تحميل الوقود النووي في مفاعل بوشهر، وذلك ضمن الأطر القانونية والاتفاقيات المعمول بها، لكنهما غادرا، ومن ثم لا يتواجد مفتشون في إيران حالياً.
وأضاف بقائي أنّ الاتصالات مع الوكالة لا تزال قائمة، غير أنّ صياغة آلية جديدة للتعاون ما زالت قيد النقاش ولم تُحسم بعد.
وفيما يتعلق بالخطوات الأوروبية الأخيرة ضد طهران، أشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إلى أنّ إجراءات فرنسا وألمانيا وبريطانيا ستكون لها انعكاسات واضحة في مجالات أخرى من العلاقات مع إيران.
وعن المسار النووي، شدّد بقائي على أنّ الولايات المتحدة لم تُظهر حسن النية منذ بداية المفاوضات، لافتاً إلى أنّ طرح شروط جديدة من قبل واشنطن يعكس غياب الجدية في المسار الدبلوماسي.
واتهم بقائي الولايات المتحدة وإسرائيل بمحاولة عرقلة المباحثات من خلال "اعتداءات وتدخلات مباشرة"، مؤكداً أنّ واشنطن أفشلت المساعي الدبلوماسية أكثر من مرتين خلال السنوات العشر الماضية.
وقال "إن أيًّا من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يتواجد حالياً في إيران"، مشيراً إلى أن المباحثات التي أجرتها طهران مع الوكالة لم تُفضِ بعد إلى اتفاق نهائي.
وأوضح بقائي أن إيران عقدت جولتين من المفاوضات مع الوكالة في الأسابيع الأخيرة، غير أن هاتين الجولتين لم تُسفرا عن نتائج ملموسة، مؤكداً في الوقت نفسه أن الاتصالات لا تزال مستمرة بين الجانبين.
وفي ما يتعلق بالإجراءات الأخيرة التي اتخذتها فرنسا وألمانيا وبريطانيا ضد طهران، شدّد المتحدث باسم الخارجية على أن هذه الخطوات "ستكون لها انعكاسات في ملفات أخرى" بين إيران والدول الأوروبية.
ويأتي هذا الموقف في ظل تصاعد الضغوط الغربية على طهران بشأن برنامجها النووي، فيما تصر إيران على أن تعاونها مع الوكالة الدولية يخضع للأطر القانونية والاتفاقات الموقعة، وأن أي ضغوط سياسية لن يغيّر من مواقفها.