أكد خبراء في العلاقات الدولية أن العقوبات الأمريكية الأخيرة ضد طهران سيكون لها تأثير واضح يقيّد قدرات إيران في تطوير الطائرات المسيرة والصواريخ الدقيقة؛ ما ينعكس سلباً على إمكانياتها في تنفيذ عمليات بعيدة المدى ودعم أذرعها الإقليمية.
وأوضح الخبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن هذه العقوبات قد تُبطئ عملية تطوير القدرات العسكرية الإيرانية وترفع تكلفتها؛ ما يفرض قيوداً إضافية على طهران ويضعف استخدامها لهذه الأسلحة كأداة رئيسة في تنفيذ سياساتها الإقليمية.
وأشاروا إلى أن فرض هذه القيود سيجعل إيران تواصل نهجها في الالتفاف على العقوبات؛ وهو الأمر الذي تتميز به، بالإضافة إلى اعتمادها على علاقاتها مع دول مثل روسيا والصين للحصول على تقنيات بديلة.
جاء ذلك بعد أن أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية مؤخراً فرض عقوبات على شخصيات وكيانات مرتبطة بإيران وميليشيا الحوثيين اليمنية، شملت عدداً من الأفراد والكيانات والسفن.
وذكرت الوزارة أن العقوبات تستهدف ثلاث سفن متورطة في تجارة النفط والبتروكيماويات الإيرانية، التي تُدر مليارات الدولارات وتُستخدم لتمويل برامج طهران النووية والصاروخية، فضلًا عن دعم وكلائها مثل حزب الله اللبناني وحركة حماس وميليشيا الحوثيين.
الباحث في العلاقات الروسية-الأطلسية، د.باسل الحاج جاسم قال، إن الهدف الأساسي للعقوبات هو تقليل نفوذ إيران الإقليمي، الذي يعتمد بشكل كبير على استخدام الطائرات المسيرة والصواريخ لدعم الميليشيات "الحليفة" في مناطق مثل العراق واليمن ولبنان.
وأضاف الحاج لـ"إرم نيوز" أن تقييد تطوير هذه الأسلحة قد يؤثر على قدرة إيران على تنفيذ عمليات دقيقة بعيدة المدى ودعم أذرعها في المنطقة. وأشار إلى أن العقوبات، رغم صعوبتها، لن توقف برامج إيران بالكامل، بسبب خبرتها الكبيرة في الالتفاف على العقوبات، لكنها ستبطئ التطوير وتزيد التكاليف؛ ما يفرض عليها قيوداً إضافية.
من جهته، يرى الخبير في العلاقات الدولية د.عبد المسيح الشامي أن تأثير العقوبات قد يتضاعف مع قرب تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه، نظراً لنهجه غير المؤيد للحوار مع إيران.
وأوضح الشامي لـ"إرم نيوز" أن العلاقة بين واشنطن وطهران، رغم مظاهر العداوة، تتسم بتبادل المصالح في الشرق الأوسط؛ ما ساهم في تمرير العديد من الصفقات والمشاريع في السابق.
وأشار الشامي إلى أن استراتيجية ترامب تعتمد على تبادل المصالح بشكل مباشر، بعكس "الفوضى الخلاقة" التي كانت سائدة في السابق، مضيفاً أن ترامب لا يرى مصلحة في التحالف مع إيران.
وأكد أن العقوبات، مع تولي ترامب الرئاسة، ستشهد مزيداً من الجدية في التنفيذ، بما في ذلك تشديد الحصار والمراقبة لمنع إيران من تطوير برامجها الصاروخية والطائرات المسيرة، وتقليص قدراتها التسليحية بالتعاون مع حلفاء واشنطن.
وختم الشامي بالقول، إن تشديد هذه العقوبات سيكون له تأثير مباشر على طموحات إيران النووية؛ إذ سيزيد الضغط الدولي على طهران للحد من برامجها العسكرية والنووية؛ ما قد يُضعف نفوذها الإقليمي بشكل كبير.
