الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
تلوح فرصة تاريخية لتعزيز تحالف اقتصادي وأمني طموح، بين رومانيا وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد انتخاب نيكوسور دان رئيسًا، وذلك لضمان حرية وانفتاح البحر الأسود.
ووفق تقرير لموقع "ناشيونال سكيورتي جورنال"، فإنه يمكن لهذا التحالف أن يولد عوائد اقتصادية غير متوقعة تصل إلى 250-350 مليار دولار خلال العقد المقبل، من خلال استثمار مشترك في مجالات الدفاع، الطاقة، التكنولوجيا، والزراعة، مع الحفاظ على الممرات الحيوية من التدخلات الروسية أو الصينية.
ورومانيا، كأكبر اقتصاد في جنوب شرق أوروبا، تمتلك موقعاً جغرافياً حاسماً يربط البحر الأسود بأربع ممرات رئيسية: الأولى تربط ببحر البلطيق عبر كونستانتسا وكييف ووارسو؛ ما يعزز اندماج مولدوفا وأوكرانيا في أوروبا الحرة.
أما الثانية فتمتد إلى بحر قزوين، ما يفتح أبواب القوقاز وآسيا الوسطى أمام المصالح الأطلسية، فيما تربط الثالثة بين البحر الإيجي والأدرياتيكي، محولة البلقان إلى مركز اقتصادي آمن، بينما تعيد الرابعة إحياء نهر الدانوب كطريق نقل مرن اقتصاديًّا وأمنيًّا.
وتجعل هذه الممرات رومانيا بوابة لضمان حرية الملاحة في البحر الأسود، خاصة مع التهديدات الروسية في أوكرانيا والتواجد الصيني في جورجيا.
وعلى الصعيد الأمني، يمكن للولايات المتحدة دعم رومانيا لتصبح قاعدة دفاعية أوروبية رئيسية، فبوخارست تضيف حاليًّا دبابات أبرامز، طائرات إف-35 وإف-16، وصواريخ باتريوت وهيمارس إلى ترسانتها.
كما تخطط شركة راينميتال لبناء مصنع ذخيرة، وتجري مفاوضات لبناء أحواض سفن مع دامن وفينكانتيري، ويمكن تعزيز الشراكة من خلال مشاريع مشتركة في بناء السفن والطائرات المسيرة الجوية والغاطسة، مستفيدة من موقع رومانيا عند مصب الدانوب.
ويُقترح مشروع ثلاثي مع أوكرانيا لتصنيع الطائرات المسيرة ضمن الناتو؛ ما يعزز أمن البحر الأسود ويردع العدوان الروسي والصيني.
في مجال الطاقة، تستطيع رومانيا أن تصبح منتجًا رئيسيًّا بحلول 2027، مع تطوير حقول الغاز البحرية في البحر الأسود، حيث يُتوقع بدء إنتاج حقل كبير خلال عامين. الولايات المتحدة يمكنها المساهمة في محطات الطاقة النووية بتقنية CANDU، وتطوير المفاعلات المعيارية الصغيرة (SMR) في دويسيستي، بالإضافة إلى مشاريع الغاز والطاقة الكهرومائية في جبال الكاربات. ويقلل هذا الاعتماد على روسيا ويعزز الأمن الطاقي الأوروبي.
أما التكنولوجيا، فتتميز رومانيا بقطاع أمن سيبراني يوظف 200 ألف متخصص، ومركز أوروبي للأمن السيبراني، إذ أزالت هواوي من شبكاتها، وتستضيف كابلات بحرية عبر البحر الأسود.
ووفق التقرير، يمكن للشراكة مع الولايات المتحدة أن تحول رومانيا إلى مركز للذكاء الاصطناعي، مراكز البيانات، وتصنيع أشباه الموصلات، مستفيدة من تجربة سبيس إكس في نقل البيانات الفائق السرعة.
كذلك، تمتلك رومانيا رواسب هائلة من الجرافيت، الذهب، النحاس، والليثيوم، مع تمويل أوروبي بـ615 مليون يورو لمشاريع تعدين، ويمكن للاستثمار الأمريكي، مثل مليار دولار من "أميروكاب" في المغنيسيوم، أن يقلل الاعتماد على الصين.
أما في الزراعة، فيمكن تحديث الأراضي الشاسعة بالشراكة مع جامعات أمريكية، محولة رومانيا إلى مركز للحبوب والأسمدة، بديلاً عن روسيا، مع فرص في البستنة والغابات، ولتحقيق ذلك، يجب إصلاح المالية الرومانية: تقليل 1400 شركة مملوكة للدولة، رقمنة الحكومة كإستونيا، وزيادة التوظيف الخاص.
مع إعجاب الرومانيين بترامب، يمكن للرئيسين ترامب ودان أن يبنيا إرثاً يحول رومانيا إلى قوة إقليمية، يحمي البحر الأسود ويعزز المصالح الأمريكية في أوراسيا، كما يختم تقرير "ناشيونال سكيورتي جورنال".