logo
العالم

أوروبا "كلمة السر".. كيف انتزع راما فوزاً ساحقاً في الانتخابات الألبانية؟

أوروبا "كلمة السر".. كيف انتزع راما فوزاً ساحقاً في الانتخابات الألبانية؟
انتخابات ألبانياالمصدر: رويترز
14 مايو 2025، 5:15 م

حقَّق حزب رئيس الوزراء الألباني، إيدي راما، فوزًا ساحقًا في الانتخابات التشريعية، ممهّدًا الطريق أمامه لولاية رابعة غير مسبوقة في تاريخ البلاد. 

وبينما تحتفي الأوساط الأوروبية بـ"نجاح ديمقراطي ناضج"، تُطرح تساؤلات حول مدى تأثير طموح راما بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، على هذا الفوز اللافت.

تقدّم واضح على المعارضة

وحصد الحزب الاشتراكي بقيادة راما نسبة 52.16% من الأصوات، متفوقًا بفارق واسع على ائتلاف "من أجل ألبانيا الكبرى" الذي يقوده بريشا.

وتشمل النتائج جميع مراكز الاقتراع في البلاد، فيما لا تزال أصوات الجالية الألبانية في الخارج قيد الفرز. غير أن المؤشرات الأولية لصناديق اقتراع المغتربين تُظهر تقدمًا واضحًا لحزب راما كذلك، بحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية.

وبحسب التوقعات، من المرجح أن يحصل الاشتراكيون على عدد مقاعد يفوق ما حققوه في انتخابات 2021، حين حصدوا 74 مقعدًا مقابل 59 للديمقراطيين. وتنافست في الانتخابات الأخيرة نحو 40 قائمة حزبية على 140 مقعدًا في البرلمان الألباني الأحادي الغرفة، لولاية تمتد 4 سنوات.

شكّلت رغبة ألبانيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي إحدى الركائز الأساسية في خطاب إيدي راما السياسي، وقد استطاع توظيف هذا التوجه الأوروبي لكسب ثقة شريحة واسعة من الناخبين، خاصة الشباب والفئات الطامحة للاستقرار الاقتصادي والاندماج الإقليمي. 

كما أن الدعم الأوروبي الصريح للعملية الانتخابية ومراقبتها الدقيقة أضفى شرعية دولية على الاستحقاق؛ مما عزز من صورة راما كزعيم إصلاحي يحظى بقبول في العواصم الأوروبية. بذلك، يبدو أن مشروع الانضمام للاتحاد الأوروبي لم يكن فقط هدفًا إستراتيجيًا، بل عنصرًا حاسمًا في ترسيخ شعبية الزعيم الاشتراكي، وضمان استمرار هيمنته السياسية.

المعارضة تطعن وتدعو إلى التظاهر

وعزت اللجنة الانتخابية التأخر في فرز أصوات المغتربين إلى الطعون المقدمة من المعارضة، والتي تتهم الحزب الحاكم بمحاولة التلاعب بأصوات الألبانيين المقيمين في اليونان، و"توظيف أنصار اشتراكيين للتأثير على نتائجها". في المقابل، أكدت شركة "DHL"، المكلفة بالنقل اللوجستي، أن لديها تواقيع جميع الناخبين المقيمين في اليونان.

وفي مؤتمر صحفي الثلاثاء، ندَّد صالي بريشا بما وصفه بـ"تجاوزات وخروقات" رافقت العملية الانتخابية، متهماً الحزب الاشتراكي بممارسة الضغوط، والتزوير، وشراء الأصوات، مشيراً إلى احتمال عدم اعتراف حزبه بالنتائج الرسمية. وقال: "من المستحيل القبول بانتخابات كهذه... لا، انسوا الأمر".

ودعا بريشا إلى تنظيم مظاهرة للمعارضة يوم الجمعة، بالتزامن مع وصول عشرات من رؤساء الدول الأوروبية إلى تيرانا للمشاركة في قمة "المجتمع السياسي الأوروبي".

انتخابات تحت رقابة أوروبية مشددة

حظيت هذه الانتخابات بمتابعة دقيقة من الاتحاد الأوروبي؛ إذ اعتُبرت اختبارًا حاسمًا لنضج التجربة الديمقراطية في ألبانيا، الدولة الأكثر تأييدًا للاتحاد الأوروبي في منطقة البلقان، والتي عانت عقودًا طويلة من واحدة من أكثر الديكتاتوريات انغلاقًا في العالم.

وفي بيان مشترك صدر مساء الثلاثاء، أكدت كل من كايا كالاس، المسؤولة عن السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، ومارتا كوس، المفوضة الأوروبية للتوسيع وسياسة الجوار، أن "الانتخابات نُظّمت بشكل عام بطريقة شاملة وشفافة، وكان يوم الاقتراع هادئًا ومنظمًا جيدًا، رغم بعض الثغرات"، وفقًا للملاحظات الأولية لبعثة مراقبة الانتخابات التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

أخبار ذات علاقة

الانتخابات في ألبانيا

تشهد انتخابات مفصلية.. ألبانيا تلاحق "الحلم الأوروبي"

رسائل تهنئة دولية

وقبل إعلان النتائج النهائية، سارعت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، إلى تهنئة "صديقها المقرّب" إيدي راما على تجديد ولايته. وقدَّم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بدوره التهاني لراما، إلى جانب رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي بيدرو سانشيز، وزعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر.

أخبار ذات علاقة

رئيس وزراء ألبانيا إيدي راما

رئيس وزراء ألبانيا يحقق فوزًا تاريخيًا بولاية رابعة

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC