قالت صحيفة "التيليغراف" إن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، نجح في وضع استراتيجية دبلوماسية لتعليم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، "التحدث بلغة دونالد ترامب"، الرئيس الأمريكي.
وحدّدت الصحيفة البريطانية النصائح التي وجّهها ستارمر إلى زيلينسكي، وأبرزت دوره كوسيط دبلوماسي ساعٍ لتهيئة الرئيس الأوكراني للتعامل مع نظيره الأمريكي، بعد اجتماعهما "الكارثي" في البيت البيضاوي، في فبراير/ شباط الماضي.
وتحرّكت لندن وعواصم أوروبية أخرى لضمان عدم تكرار سيناريو "الشجار العلني"، في اللقاء المرتقب اليوم في واشنطن، بين زيلينسكي وترامب، وعدد من الزعماء الغربيين.
بحسب "التيليغراف"، فإن ستارمر قدّم أربع نصائح لزيلينسكي للتحدث مع ترامب بـ "لغته"، مؤكداً أولاً ضرورة "الإكثار من الثناء العلني"، إذ نصح رئيس الوزراء البريطاني الرئيس الأوكراني ببدء المحادثات مع الرئيس الأمريكي بكلمات الشكر على دعم واشنطن لكييف.
وتأتي هذه النصيحة بعد الانتقادات الحادة التي وجّهها نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، لزيلينسكي بأنه "لم يبدِ امتناناً" لدعم واشنطن لكييف، وتقول "التيليغراف" إن الهدف من هذه النصيحة هو "تدليك غرور" ترامب.
أما النصيحة الثانية فهي "تجنب التصريحات الاستفزازية"، إذ أوصى فريق ستارمر زيلينسكي بعدم الرد على تصريحات ترامب مهما كانت "مستفزة"، مثل وصفه بـ"الديكتاتور"، والتركيز بدلاً من ذلك على الأهداف الاستراتيجية، مثل دعم أوكرانيا وتجنب التصعيد.
وفي النصيحة الثالثة، شدد ستارمر على أهمية تجنب الضغط العلني على ترامب، خوفاً من رد فعل عنيف قد يؤدي إلى تعطيل المفاوضات، وبدلاً من ذلك، يُفضل استخدام النفوذ خلف الكواليس لدفع الرئيس الأمريكي نحو مواقف تخدم المصالح الأوكرانية والأوروبية.
في حين حملت النصيحة الرابعة مضمون "التركيز على المستقبل"، وفيها نصح ستارمر زيلينسكي بالابتعاد عن إعادة فتح الخلافات السابقة، مثل تلك التي وقعت في المكتب البيضاوي، والتركيز على آفاق السلام العادل والدائم، إذ إن هذا النهج يهدف إلى تحويل النقاش نحو حلول بناءة بدلاً من الجدالات العقيمة.
وعمل جوناثان باول، مستشار الأمن القومي لستارمر، بشكل وثيق مع الأوكرانيين لتطوير أساليب دبلوماسية تتماشى مع نهج ترامب، ووفق ما ذكرت "التيليغراف"، فإن هذه الاستراتيجية تشمل الإشادة بجهود الرئيس الأمريكي لإنهاء الحرب، كما فعل رئيس الوزراء البريطاني في بيانه بعد قمة ألاسكا.
وقال ستارمر: "لقد جعلتنا جهود الرئيس ترامب أقرب من أي وقت مضى إلى إنهاء الحرب غير الشرعية التي تشنها روسيا في أوكرانيا".
ومع ذلك، يظل نجاح هذه الاستراتيجية مرهوناً بقدرة زيلينسكي على التوفيق بين الدبلوماسية والدفاع عن مصالح بلاده، وبمدى استعداد ترامب للاستماع إلى الحلفاء الأوروبيين.
وقرر ستارمر وعدد من القادة الأوروبيين، بمن في ذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام لحلف الناتو مارك روته، مرافقة زيلينسكي إلى واشنطن يوم الاثنين.
وتأتي مبادرة الزعماء الأوروبيين لضمان تقديم موقف غربي موحّد ودعم زيلينسكي أثناء مفاوضاته مع ترامب، لتجنب تكرار المواجهة السابقة.