الجيش الإسرائيلي: نهاجم مواقع تابعة لحزب الله في جنوب لبنان

logo
العالم

لماذا تفشل "إنجازات السلام" التي يفاخر بها ترامب؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامبالمصدر: بلومبيرغ

كشف تقرير حديث أن "إنجازات السلام" التي يفاخر بها الرئيس الأمريكي دونالد  ترامب مؤخرًا بوصفها خطوات حاسمة نحو إنهاء النزاعات، من غزة إلى أوكرانيا والكونغو، ما هي إلَّا مبادرات شكلية، تفتقر إلى الضمانات الأساسية وآليات التنفيذ؛ ما يجعلها تنهار سريعًا بعد الإعلان عنها.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

بعد موقفه من غزة.. هل تبخرت وعود ترامب بإنهاء الحروب؟

وبحسب "فورين بوليسي"، فإن خطة السلام في غزة، على سبيل المثال، التي وصفها ترامب بأنها "نهاية عصر الإرهاب والموت"، لم توقف العنف المستمر بين إسرائيل وحماس، بل شهدت استمرار القتل والتضييق على الفلسطينيين في الضفة الغربية، فيما لم يتم بعد تشكيل قوات مراقبة أو حتى تطبيق فعّال للاتفاقيات. 

وبحسب الصحيفة فإن النمط نفسه تكرر في كلٍّ من الكونغو وأوكرانيا وغيرهما؛ إذ سرعان ما عادت النزاعات إلى الاندلاع، الأمر الذي كشف محدودية تأثير جهود ترامب على الأرض.

أخبار ذات علاقة

بوتين وترامب ونتنياهو

محبط من بوتين ونتنياهو.. ترامب يقرّ بعجزه عن إنهاء الحروب

ويرى المحللون أن سبب فشل هذه "الإنجازات" يرجع إلى أسلوب ترامب نفسه: فقدان الصبر، وعدم الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة، والاعتماد على مبعوثين غير محترفين دبلوماسيًا مثل جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، بدلًا من الاستعانة بخبرات دبلوماسية متخصصة، وهذه المقاربة تحوّل السلام المفترض إلى ما يمكن وصفه بـ"سلام شكلي"، واتفاقيات إعلامية أكثر من كونها حلولًا عملية ومستدامة.

وحتى في الحالات التي يهدف فيها ترامب لتجنب الحروب المباشرة، فإن تجاهله للخطوات الأساسية لبناء اتفاق مستقر من تحديد الحدود، وإعادة المعتقلين، ووضع آليات مراقبة محايدة، يجعل هذه المبادرات هشة، ويولد شعورًا بعدم الثقة لدى الأطراف المتنازعة، ويؤدي إلى استمرار النزاعات وتصاعد المعاناة الإنسانية.

ويعتقد خبراء أن ترامب يظهر حرصًا واضحًا على تجنب الصراعات العسكرية الكبرى، ولا سيَّما تلك التي تستلزم نشر القوات البرية أو تحمل مخاطر جسيمة؛ نظرًا لإدراكه العميق بأن الحروب مكلفة وتعيق إبرام الصفقات التجارية المربحة، وهو ما يعكس غريزة سليمة، غير أن هذا الحذر وحده لا يكفي؛ فحل النزاعات الكبرى وتجنب زرع بذور أزمات مستقبلية يتطلب استراتيجية أعمق، وآليات تنفيذ دقيقة، وتخطيطًا دبلوماسيًا مستدامًا يتجاوز مجرد تجنب المواجهة المباشرة، وفي غياب هذه العوامل، تتحول "إنجازات السلام" التي يفاخر بها ترامب إلى عامل يفاقم عدم الاستقرار بدلًا من أن يحل النزاعات.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC