logo
العالم

هل تستطيع إسرائيل تدمير البرنامج النووي الإيراني؟

هل تستطيع إسرائيل تدمير البرنامج النووي الإيراني؟
صورة أرشيفية من موقع مفاعل نطنز النوويالمصدر: غيتي
14 يونيو 2025، 1:59 م

تساءلت مجلة "فورن أفيرز" الأمريكية عما إذا كانت إسرائيل تستطيع تدمير البرنامج النووي الإيراني، وعما يتطلبه الأمر فعلًا لقطع الطريق على طهران نحو القنبلة النووية.

وبحسب المجلة، فإن التاريخ سيخلد قرار إسرائيل بمهاجمة البرنامج النووي الإيراني في 13 يونيو/حزيران 2025 باعتبارها اللحظة الأولى منذ عقود التي لم يعد فيها العالم يواجه خطر القنبلة الإيرانية.

وأشارت إلى أنه ربما تُذكر هذه الضربات أيضًا كبداية حرب إقليمية كبرى، ونقطة التحول التي قادت إيران أخيرًا إلى امتلاك أسلحة نووية.

وأضافت: "بينما لا يزال من السابق لأوانه التنبؤ بالنتيجة النهائية، قد يستغرق الأمر أسابيع قبل أن يفهم الخبراء المدى الكامل للضرر الذي ألحقته إسرائيل، ناهيك من إمكانية تعافي طهران وكيفية ذلك".

ورغم أن الهجمات، في نهاية المطاف، لم تنتهِ بعد، وفي حين أنه قد لا يكون ممكنًا بعد الحكم على الآثار طويلة المدى للضربات الإسرائيلية، إلا أن المحللين يعرفون ما الذي يجب البحث عنه عند تقييم النتائج".

وبمعنى آخر، يمكن للخبراء تحديد العوامل التي ستبين ما إذا كانت الهجمات قد نجحت في حرمان إيران من القدرة على امتلاك أسلحة نووية.

أخبار ذات علاقة

أثار القصف الإسرائيلي على طهران

بالأسماء والتخصصات.. إسرائيل تعلن اغتيال 9 علماء ذرة إيرانيين

وفي حين أن بعض هذه العوامل قابلة للقياس الكمي؛ على سبيل المثال، لوقف أو إبطاء قدرة إيران على صنع سلاح نووي بشكل جدي، كان على الضربات الإسرائيلية حرمان إيران من المواد اللازمة لتغذية الأسلحة النووية؛ وتفجير المعدات اللازمة لتصنيع الأسلحة".

وقالت المجلة إن تجرد إيران، جزئيًا على الأقل، من المعرفة اللازمة لتحويل جميع موادها إلى قنابل، سيحقق نجاح الهجوم الإسرائيلي تمامًا، ولكن لا بد أن تقتنع إيران أيضًا بإعادة النظر في جدوى مشروع أسلحتها النووية.

وأضافت: "بينما نجحت هجمات إسرائيل حتى الآن في تدمير العديد من محطات الطاقة والمباني والبنية التحتية التي تحتاجها إيران لبرنامجها النووي، وفي حين أثبتت إسرائيل قدرتها على مهاجمة أهداف في إيران حسب رغبتها إلى حد كبير".

وأردفت: "لكن النجاح ليس مضمونًا بأي حال من الأحوال، نظرًا لاستثمار إيران الكبير في التحصينات الدفاعية، والتزامها بالبرنامج، وأنظمتها الاحتياطية، والصعوبة الجوهرية لمهمة إسرائيل".

وأشارت "فورن أفيرز" إلى أن الأضرار الناجمة عن هجمات إسرائيل على المنشآت الإيرانية تبدو، حتى الآن، متباينة. 

أخبار ذات علاقة

منشآت نووية في إيران

الجيش الإسرائيلي: هاجمنا منشآت نطنز وأصفهان وفوردو النووية

ورغم تعرض أخطر موقع لتخصيب اليورانيوم في إيران، فوردو، للهجوم، وفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإنه لا يوجد تأكيد على اختراق دفاعاته أو تدمير بضعة آلاف من أجهزة الطرد المركزي فيه. 

وبينما لا يوجد ما يشير إلى أن إسرائيل قد جعلت مخزون إيران من اليورانيوم المخصب غير صالح للاستخدام؛ وإذا كان هذا المخزون لا يزال متاحًا؛ وإذا كانت أجهزة الطرد المركزي الإيرانية لا تزال موجودة، فقد تتمكن طهران من إعادة بناء برنامج أسلحة نووية في غضون أسابيع قليلة. 

فعلى سبيل المثال، يمكن لإيران نقل مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% إلى فوردو، أو موقع سري، لمزيد من التخصيب، ما يمنحها بسرعة ما يكفي من اليورانيوم لصنع قنبلة.

ولفتت المجلة إلى أن إيران تحتاج، لبناء سلاح نووي فعليًا، إلى أكثر من مجرد اليورانيوم المخصب المستخدم في صنع الأسلحة؛ حيث تحتاج إلى معدات معالجة تُمكّنها من تحويل اليورانيوم إلى معدن، وتشكيله إلى مكونات أسلحة، ثم بناء السلاح نفسه. 

وفي حين لا يعلم المحللون مدى قرب إيران من القدرة على إنتاج رأس حربي نووي لصاروخ، مع أن وكالات الاستخبارات قدّرت أن الأمر سيستغرق شهورًا، سيكون القيام بكل ذلك في خضم الحرب صعبًا، لا سيما في ظل الجهود العالمية المستمرة منذ عقود لحرمان إيران من المعدات اللازمة. 

أخبار ذات علاقة

دمار في إيران بعد الهجمات الإسرائيلية

الضرر يلحق بالمفاوضات لا بالنووي.. ما جدوى الضربات الإسرائيلية؟

وذهبت المجلة إلى أن هناك غموضًا هائلًا يكتنف حجم الضرر القابل للقياس الذي ألحقته إسرائيل بالبرنامج النووي الإيراني.

وقالت إنه رغم عدم منطقية الاعتقاد بأن إيران سترد على هجوم إسرائيلي بأي شيء سوى العدوانية، لكن إذا كان الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني وجيشه أكبر مما يبدو حاليًا، فقد تبحث طهران عن طرق بديلة؛ وقد تفكر إيران أيضًا في اللجوء إلى الدبلوماسية، مع استمرار تفاقم الضرر.

ورجح التقرير أن إيران ستستمر في الرد، محاولةً إقناع بقية العالم بأن إسرائيل طرفٌ مارق، بعد استخدامها القوة قبل أيامٍ فقط من استئناف المحادثات بين طهران وواشنطن. 

وعلى افتراض أن إيران قبلت بصفقة تحت ضغط السلاح، وحتى لو أبرمتها فعليًا، سيكون من شبه المؤكد أنها لن تُنفذها بدقة.

وخلُصت المجلة إلى أنه رغم إدراك المحللين بأن الجيش الإسرائيلي يتمتع بقدراتٍ فائقة، ولديه حيلٌ خفية، لكن يبقى السؤال دائمًا ما إذا كان هجومٌ إسرائيليٌّ فقط، أو حتى عملية أمريكية إسرائيلية مشتركة، يمكنه أن يُحبط بشكلٍ فعّالٍ اندفاعَ إيران نحو الأسلحة النووية.

أخبار ذات علاقة

هل وصلت صواريخ إيران إلى قلب وزارة الدفاع الإسرائيلية؟

هل وصلت صواريخ إيران إلى قلب وزارة الدفاع الإسرائيلية؟ (فيديو إرم)

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC