أعلنت صحيفة "شرق" الإيرانية، اليوم الأربعاء، توقفها عن النشر لمدة يومين، بعد أن قدمت اعتذاراً لمكتب المرشد الأعلى علي خامنئي على خلفية نشرها تقريراً تحدث عن مفاوضات مرتقبة بين إيران والولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة، في بيان رسمي، إن التوقف المؤقت ليومي الثلاثاء والأربعاء يعود إلى "إجراء تغييرات فنية وبُنية تحتية واسعة"، تشمل النسختين الورقية والإلكترونية.
اجتماع سري
وكانت "شرق" نشرت، يوم الاثنين، تقريراً استند إلى "بعض المصادر" حول اجتماع سري جرى صباح الجمعة بين رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، ورئيس لجنة التخطيط والميزانية حميد رضا حاجي بابايي، مع المرشد الأعلى علي خامنئي، تم خلاله تأييد فكرة المفاوضات المباشرة مع واشنطن.
وأشارت الصحيفة إلى أن 3 شخصيات سياسية، وهم: مستشار المرشد علي لاريجاني، ومحمد فروزنده (عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام وأحد القادة البارزين في الحرس الثوري)، ومحمد جواد ظريف (نائب الرئيس الإيراني السابق ووزير الخارجية الأسبق)، تم اختيارهم كممثلين مفوضين للقيام بهذه المهمة التفاوضية".
وبعد نشر التقرير، سارعت الصحيفة إلى الاعتذار، وهو ما أعادت نشره وكالة "إيرنا" الرسمية أيضاً، في خطوة تعكس حساسية الملف النووي والمفاوضات في الأوساط الرسمية الإيرانية.
تراشق إعلامي
ومنذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الاثنين، عن مفاوضات مرتقبة مع إيران السبت المقبل في سلطنة عُمان، وتأكيد ذلك من قبل الحكومة الإيرانية، شهدت الساحة الإعلامية في إيران حالة من التراشق والاتهامات بين الإعلام المقرب من الإصلاحيين والمتشددين.
وفيما يعتبر الإعلام المتشدد أنه لا فائدة من المفاوضات المرتقبة مع واشنطن، بينما يدعو بعض السياسيين المحافظين إلى تنظيم احتجاجات أمام وزارة الخارجية بسبب قبول التفاوض، يدافع الإعلام الإصلاحي والمعتدل عن قبول حكومة الرئيس مسعود بزشكيان بخيار التفاوض مع واشنطن بهدف رفع العقوبات الصارمة التي انهكت الاقتصاد الإيراني.
تضارب في الروايات حول طبيعة مفاوضات عُمان
ورغم مرور قرابة شهر على رسالة رئيس الولايات المتحدة إلى المرشد خامنئي، فلا تزال المعلومات المتعلقة بكيفية إجراء المفاوضات بين البلدين تُنشر بشكل متقطع ومتناقض في وسائل الإعلام الإيرانية.
وكتب حسن نمكدوست، أستاذ الصحافة والاتصال، على منصة "إكس": "الأسلوب الاتصالي المتّبع لدى المسؤولين هو أن يتم إبلاغ الناس بعد إنجاز معظم الأمور. لذلك أعتقد أن المفاوضات قد وصلت إلى نتائج خلال الأسابيع الماضية، وما سيُعلن في الأسابيع القادمة لن يكون سوى إجراءات شكلية لكشف ما تم التوصل إليه مسبقاً."
وقبل أن يعلن دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، أن مفاوضات "مباشرة" ستُعقد يوم السبت المقبل على مستوى عالٍ، لم يصدر أي بيان رسمي بهذا الخصوص من الجانب الإيراني. لكن بعد ذلك، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على حسابه في "إكس" أن المفاوضات ستكون "غير مباشرة".
نافذة دبلوماسية
وحالياً، تقول إيران إن مفاوضات عُمان ستكون غير مباشرة، في حين تؤكد الولايات المتحدة أنها ستكون مباشرة. ومن المقرر أن تتم هذه المفاوضات بوساطة بدر البوسعيدي، وزير الخارجية العُماني.
كما قال دونالد ترامب، على هامش لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، إن المفاوضات جارية. وفي وقت لاحق، كتب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في صحيفة "واشنطن بوست" أن رسائل عدة قد تم تبادلها بين طهران وواشنطن في الأسابيع الماضية، وكان الهدف منها فتح نافذة دبلوماسية جديدة.
