نفت إيران، يوم الاثنين، وجود أي مفاوضات مباشرة جارية حالياً مع الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك رداً على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أعلن فيها عن تلك المفاوضات وحذّر طهران من فشلها.
جاء ذلك عبر نفي رسمي على لسان متحدث وزارة الخارجية الإيرانية أوردته وكالة "نور نيوز" التي تتبع "المجلس الأعلى للأمن القومي" في إيران (أعلى هيئة أمنية في البلاد وبيده صلاحيات المفاوضات).
وأكد متحدث الوزارة إسماعيل بقائي أنه "لا توجد أي مفاوضات مباشرة جارية مع الولايات المتحدة"، مضيفاً أن "أي حوار إن حصل سيكون في إطار غير مباشر فقط"، حسب تعبيره.
وفيما يتعلق بما تداولته بعض الجهات الإعلامية حول بدء مفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، نفى بقائي هذه الأنباء بشكل قاطع، قائلاً: "هذا الخبر عارٍ من الصحة"، بحسب الوكالة.
وكان ترامب قد حذّر إيران من أن فشل المفاوضات المباشرة الحالية بين البلدين سيضع طهران في "خطر كبير"، دون أن يكشف عن طبيعة الخطوات التي قد تتخذها بلاده في حال تعثرت المحادثات.
وحول طبيعة المفاوضات، أوضح بقائي: "الفرق بين المفاوضات المباشرة وغير المباشرة هو ما يمكن رؤيته في مسار المفاوضات النووية الإيرانية".
وتابع: "خلال فترة الرئيس الأمريكي السابق، كانت المفاوضات غير المباشرة، وهي نموذج تم تجربته. عدم التوصل إلى نتائج كان بسبب القضايا التي يمكن مناقشتها، وهذا ليس أمرًا غير اعتيادي".
وبشأن الاتهامات الموجهة إلى إيران حول سعيها لتصنيع قنبلة نووية، قال بقائي: "موقف إيران بشأن البرنامج النووي واضح تمامًا. كما أعلن وزير الخارجية في آخر تغريدة له، نحن لا نسعى أبدًا لامتلاك أسلحة نووية. هذا جزء من استراتيجيتنا".
وأكدت "نور نيوز"، في تقرير لها، أن تصريحات ترامب تأتي ضمن سياق لعبة إعلامية تهدف إلى إظهار الولايات المتحدة كطرف حريص على التفاوض، بينما تُنقل مسؤولية تعثر الحوار إلى الجانب الإيراني، في محاولة لتأطير الموقف الدولي حول إيران على أساس الرفض والتصلب.
وأشارت الوكالة إلى تصريحات بنيامين نتنياهو الأخيرة التي ألمح فيها إلى "نموذج الاتفاق الليبي"، معتبرة ذلك استمراراً لنهج التهديد والضغط، وهو ما يتطلب، وفق التحليل، "تماسكاً دبلوماسياً من جانب طهران وتجنب الانجرار إلى روايات الخصم".
وختم التقرير بالتشديد على أهمية إدارة الملف الدبلوماسي الإيراني بحذر، والحفاظ على وحدة الرسالة السياسية لتفويت الفرصة على ما وصفه بـ"حرب الروايات التي تخدم أجندات خارجية".