وجّه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، السبت، تحذيرًا شديد اللهجة إلى الدول الأوروبية الثلاث (ألمانيا، فرنسا، بريطانيا) بشأن مساعيها لإحياء آلية "سناب باك" المرتبطة بالاتفاق النووي، معتبرًا أن هذه الخطوة غير قانونية وتفتقر إلى أي مشروعية سياسية أو أخلاقية.
وأوضح عراقجي عبر منصة "إكس" أن المشكلة لا تكمن فقط في انعدام الأحقية لدى الأطراف الأوروبية لتفعيل هذه الآلية، بل إن أي محاولة في هذا الاتجاه ستضعها أمام مأزق معقّد، مبينا: "حتى لو امتلكوا هذا الحق، فإن الواقع يقول: إن استخدموه، خسروا كل شيء".
وأضاف أن ما يواجه هذه الدول اليوم ليس مجرد معضلة دبلوماسية، بل خيار استراتيجي خاطئ سيدفع ثمنه الأوروبيون أنفسهم، مشددًا على أن طهران لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي إجراء أحادي من شأنه تقويض الاتفاق النووي أو تهديد مصالحها الوطنية.
وتابع الوزير أن إصرار بعض العواصم الأوروبية على انتهاج سياسات ضاغطة تحت ذريعة الحفاظ على الاتفاق النووي لا يخدم الأمن والاستقرار، بل يفاقم التوتر في المنطقة والعالم.
ويأتي هذا التحذير الإيراني في وقت توصلت فيه المحادثات بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى اتفاق جديد، حيث تؤكد إيران استمرار تعاونها الفني والقانوني مع الوكالة، محمّلة في الوقت نفسه الولايات المتحدة وإسرائيل المسؤولية عن أي توترات ناجمة عن استهداف منشآتها النووية السلمية.
ويُنظر إلى تصريحات وزير الخارجية الإيراني على أنها رسالة سياسية واضحة إلى العواصم الأوروبية الثلاث بضرورة مراجعة خياراتها قبل الإقدام على خطوات قد تؤدي إلى انهيار ما تبقّى من الاتفاق النووي الموقع عام 2015.