حين ظنّ العالم أن البرنامج النووي الإيراني انتهى... كانت طهران تستعد للفصل التالي.
تقييم استخباراتي إسرائيلي "سري"، كشف أن الضربات التي شنتها تل أبيب وواشنطن خلال حرب الـ12 يومًا في يونيو، لم تُدمّر المنشآت النووية الإيرانية بالكامل كما زُعم.
التقرير، الذي نُقل إلى السلطات الفرنسية ونشرته صحيفة لو فيغارو، وصف نتائج الضربات بالفشل "الخطير"، مؤكدًا أن طهران لا تزال قادرة على إنتاج القنبلة... إن لم يكن اليوم، فغدًا.
صحيح أن مواقع رئيسية مثل فوردو ونطنز تعرّضت لأضرار كبيرة، لكن الإيرانيين ما زالوا يحتفظون ببعض أجهزة الطرد المركزي، والأخطر من ذلك، بمخزونهم الكامل من اليورانيوم.
450 كيلوغرامًا من اليورانيوم الغازي، يكفي لتصنيع قنبلة واحدة، بعد التخصيب إلى 90%.
عملية فنية معقّدة، لكنها ممكنة، خاصة مع احتفاظ إيران بكامل خبراتها العلمية، رغم محاولات اغتيال علمائها.
لكن امتلاك المواد لا يعني امتلاك القنبلة.
هناك تحديات فنية كبرى: تحويل الغاز إلى معدن، وتوفير وسيلة إيصال نووية فعالة، لا تزال موضع تطوير.
إسرائيل، رغم كل شيء، لا تبدو مستعجلة لضربة جديدة، لكنها مستعدة.
اللافت، أن هذا التقييم يتعارض مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلن في يونيو "تدمير البرنامج الإيراني بالكامل"، وهو ما تسبب بأزمة داخل أجهزة الاستخبارات الأمريكية، وصلت إلى إقالات علنية.
في الخفاء، ترسم معالم جديدة من الصراع.
صراع بين ما يحدث فعلاً وما يُقال للعالم إنه قد حدث.