رجحت صحيفة "المونيتور" أن تجبر عملية "شبكة العنكبوت"، التي شنتها أوكرانيا ضد روسيا، تركيا على التفكير في كيفية استخدام الطائرات من دون طيار الصغيرة ضد الخصوم وكيفية تأمين الدفاع ضد خطرها أيضًا.
وأضافت الصحيفة أن تركيا تعد أكبر مصدر للطائرات من دون طيار في العالم، لكنها تواجه الآن اختبارًا جديدًا مع سعي صناعتها الضخمة للطائرات من دون طيار إلى التكيف مع عصر الحرب الناشئة باستخدام الطائرات من دون طيار الصغيرة منخفضة التكلفة.
وأردفت: "تجد أنقرة نفسها، باعتبارها من رواد تصنيع الطائرات المسيرة عالميًا، أمام مفترق طرق في أعقاب هجوم أوكرانيا الأخير على روسيا، حيث تدرس كيفية استخدام أسراب الطائرات المسيرة الصغيرة ضد الخصوم وكيفية الدفاع ضدهم".
"ورغم نجاح تركيا العالمي في استخدام الطائرات المسيرة التكتيكية وعالية التحمل، إلا أن التساؤلات لا تزال قائمة حول كيفية تطوير البلاد بفاعلية والدفاع ضد الطائرات المسيرة الصغيرة في المناطق التي تنتشر فيها القوات التركية".
وأشار التقرير، وفقًا لمركز الأمن الأمريكي، إلى أن تركيا أصبحت الآن أكبر بائع للطائرات من دون طيار في العالم، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى إنتاج شركتين كبيرتين؛ بايكار والصناعات الجوية والفضائية التركية، توساش.
وبينما تُصنّع شركة بايكار طائرات "تي بي 2" و"أكينجي" المسيرة الشهيرة، وفي حين تُنتج شركة توساس سلسلة طائرات "أنكا"، التي تستطيع التحليق على ارتفاعات متوسطة إلى عالية والبقاء في الجو لفترات طويلة، تُصنّع بعض الشركات التركية الصغيرة، في الوقت نفسه، طائرات مسيرة أبسط، مثل تلك التي استخدمتها أوكرانيا في عمليتها الأخيرة ضد روسيا.
وذكرت "المونيتور" أنه في أعقاب نجاح عملية "شبكة العنكبوت" التي نفذتها أوكرانيا في روسيا في الأول من يونيو/ حزيران، حيث استخدمت أكثر من 100 طائرة من دون طيار صغيرة لضرب قواعد جوية روسية متعددة عبر خمس مناطق زمنية، بدأت صناعة الدفاع في تركيا بمناقشة ما إذا كان ينبغي لأنقرة التركيز بشكل أكبر على هذه الطائرات من دون طيار الأصغر حجمًا، لاستخدامها ضد خصومها والدفاع ضد المنافسين.
واستطردت: "يُصمم أسطول الطائرات المسيرة التركي الحالي، بما في ذلك طائرات تي بي 2 وأكينجي وأنكا، للمراقبة بعيدة المدى والضربات الدقيقة، وليس لمهام التخريب منخفضة التكلفة وقصيرة المدى التي تنفذها أوكرانيا، ما يجعلها غير مناسبة لهجمات أسراب الطائرات داخل أراضي العدو".
وقالت إن القوات المسلحة التركية تستخدم بالفعل طائرتي كارغو وسونغار، وإنه يُمكن تحويل حتى الطائرات المسيرة الصغيرة التي تُباع في الأسواق بسرعة إلى أسلحة ذكية.
لكن الخبراء يقولون إنه على الرغم من امتلاك تركيا للقدرة التقنية على تصنيع مثل هذه الطائرات المسيرة، إلا أنها لم تُركز بعد على إنتاجها أو استخدامها بأعداد كبيرة، أو على إعداد دفاعات ضدها.
ولفت التقرير إلى أن فروعًا مختلفة من الجيش التركي تقوم، في الوقت الحالي، بشراء طائرات من دون طيار صغيرة، بعضها من مصنعين محليين وبعضها الآخر من موردين أجانب، لكن من غير الواضح ما إذا كانت هذه الاستحواذات جزءًا من استراتيجية وطنية أوسع أم أنها مجرد تدابير مؤقتة.
وأردف بحسب عسكريين أتراك، أن تركيا بدأت تعمل على أصول الكشف عن الطائرات من دون طيار الصغيرة وتحديدها وضربها، كجزء من نظام الدفاع الجوي والباليستي الوطني المخطط له، والقبة الفولاذية، والذي من المقرر أن يتم إطلاقه في عام 2030.