ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن ميزانية الأسبوع الماضي تمثل خطوة حاسمة في مسار "تجديد الاقتصاد البريطاني"، في وقت تواجه فيه حكومته انتقادات من اليمين واليسار على حدّ سواء.
وأوضح ستارمر أن حزبه يرفض منطق "التظلمات الدائمة" الذي يطرحه بعض خصومه السياسيين، مؤكدًا أن خطط حزب العمال تسعى إلى معالجة الاختلالات الاقتصادية، ودعم النمو، وتأسيس علاقة تجارية أكثر فاعلية مع الاتحاد الأوروبي.
في ميزانيته الأخيرة، خفضت الحكومة فاتورة الطاقة للأسر بـ 150 جنيهًا إسترلينيًا، وحمت هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وألغت الحد المفروض على الطفلين في الإعانات، معتبرة ذلك خطوة رئيسية لمعالجة فقر الأطفال، وفق صحيفة "الغارديان".
وبحسب ستارمر، فقد جاءت الإيرادات الضريبية بطريقة "عادلة"، حيث ساهمت الشرائح الأعلى دخلًا بنصيب أكبر.
وأشار إلى أن هذه السياسات أسهمت في خفض التضخم وتراجع عوائد السندات الحكومية، وهو ما يُعدّ ضروريًا لحماية الخدمات العامة؛ نظرًا لأن 10% من الإنفاق الحكومي يذهب إلى فوائد الديون.
وتستند الميزانية إلى إجراءات اتخذتها الحكومة سابقًا، من بينها ضخ 120 مليار جنيه استرليني في استثمارات رأسمالية بقطاعات الطرق والسكك الحديدية والطاقة، وتنفيذ أكبر إصلاحات تخطيطية منذ جيل، ودعم التوسع في مطاري هيثرو وغاتويك، وتوقيع اتفاقيات تجارية مع الاتحاد الأوروبي والهند والولايات المتحدة.
ويؤكد ستارمر أن هذه الإجراءات مكّنت الحكومة من تجاوز توقعات النمو.
مواجهة البيروقراطية وتفعيل طاقات الشباب
يرى ستارمر أن هدف الحكومة "لا يقل عن تجديد الاقتصاد والمجتمع والدولة"، وأن هذا المشروع هو ما ستُحاسَب عليه حكومة حزب العمال مع نهاية البرلمان.
ويشدد على رفضه نهج اليسار واليمين ممن يقدمون الشكاوى دون حلول، قائلًا إن الاقتراض غير المنضبط أو العودة إلى التقشف كلاهما طريق نحو "التدهور".
وفي خطابه المرتقب، سيضع ستارمر ميزانيته في إطار مهمة اقتصادية أوسع تشمل تشجيع النمو ومعالجة الخمول بين الشباب وتعزيز التعاون الدولي.
وأكد أن جزءًا أساسيًا من هذه المهمة هو إزالة اللوائح التنظيمية غير الضرورية، مشددًا على أن البيروقراطية التي ترفع تكلفة المعيشة أو تُعيق النمو لا يمكن أن تكون جزءًا من خطة حزب العمال. ووجّه وزير الأعمال بيتر كايل إلى البدء في مراجعة هذه اللوائح وإزالتها.
يشدد ستارمر على أن إصلاح نظام الرفاه جزء لا يتجزأ من خطته الاقتصادية، مضيفًا أن حكومته ورثت نظامًا "فاشلًا" ترك الأطفال في فقر والشباب خارج سوق العمل تحت مبررات صحية لم تتم معالجتها. وتعهد ببذل جهد أكبر لمساعدة الشباب على تحقيق إمكاناتهم، محذرًا من أن تجاهل مشاكل الصحة النفسية أو الإعاقات أو اضطرابات النمو قد يؤدي إلى سنوات من البطالة والتبعية.
وكلفت الحكومة وزير الصحة السابق آلان ميلبورن بإعداد توصيات عملية لمساعدة الشباب الذين يعانون من مشاكل صحية على دخول سوق العمل أو متابعة التعليم والتدريب، بما يضمن دمجهم وعدم تركهم على هامش المجتمع.
علاقة تجارية أوثق مع أوروبا
يقول ستارمر إن "أي رؤية اقتصادية جادة لبريطانيا" يجب أن تدعم مكانتها كاقتصاد تجاري منفتح، مؤكدًا أن اتفاق بريكست الحالي ألحق ضررًا كبيرًا بالاقتصاد البريطاني.
وشدد على ضرورة مواصلة السعي نحو علاقة تجارية أعمق مع الاتحاد الأوروبي، بهدف خفض تكلفة الغذاء، وتحفيز النمو، وخلق فرص العمل.
يختتم ستارمر رؤيته بالتأكيد أن تجديد الاقتصاد يتطلب خطة "طموحة وطويلة الأجل" لا تعتمد على حلول آنية، وأن البلاد بحاجة إلى "حكومة جادة وشعب جاد" يستعيدان الثقة في المستقبل.
ويقول إن الناخبين سيحكمون على حكومته في الانتخابات المقبلة بناءً على قدرتها على تنفيذ هذا المشروع، الذي يشمل تجديد الاقتصاد والمجتمع والدولة، وهو الوعد الذي رفعه حزب العمال إلى البريطانيين.
