الأوروبيون يقترحون قيادة "قوة متعددة الجنسيات" في أوكرانيا
أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف السماح بمرور البضائع التجارية الموجهة إلى أرمينيا عبر الأراضي الأذربيجانية، في خطوة اعتبرها مراقبون غير مسبوقة منذ عقود من النزاع بين البلدين.
وبحسب "جيمس تاون فاونديشن"، فإن هذا القرار جاء عقب اجتماع القمة الذي جمع بين زعيمَي البلدين في البيت الأبيض في الـ8 من أغسطس، بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ويُنظر إليه كأول نتيجة ملموسة على صعيد تعزيز العلاقات، وإعادة فتح قنوات التعاون التجاري والسياسي.
ويرى الخبراء أن هذا الاتفاق يُتيح لأرمينيا تقليل اعتمادها على واردات القمح الروسية، ويشكل خطوة مهمة نحو فك عزلتها الاقتصادية وتعزيز الربط الإقليمي مع دول الجوار، وكان الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف قد أعلن في الـ21 من أكتوبر أن بلاده ستسمح بمرور شحنات القمح وغيرها من السلع، مؤكدًا أن "السلام بين أذربيجان وأرمينيا لم يعد مجرد نصٍّ على الورق، بل أصبح واقعًا عمليًا".
وكان من المتوقع أن تصل أول شحنة قمح قادمة من كازاخستان عبر مسارٍ يشمل أذربيجان وجورجيا وشبكة السكك الحديدية الأرمينية، إلَّا أن أول شحنة وصلت جاءت من روسيا؛ ما فاجأ المسؤولين الأرمن وأثار قلقًا واسعًا بشأن التأخيرات اللوجستية المحتملة، ومع ذلك، رحّبت السلطات الأرمنية بوصول 1000 طن من القمح عبر السكك الحديدية كخطوة إيجابية في اتجاه تعزيز الأمن الغذائي.
ويُشير مراقبون إلى أن هذه الخطوة لا تقتصر على التجارة فحسب، بل فتحت أيضًا المجال لدبلوماسية مدنية جديدة بين البلدين؛ فقد زار باحثون ومحللون أذربيجانيون، يريفان مؤخرًا للقاء نظرائهم الأرمن، في سلسلة من الاجتماعات التي أعادت إحياء الحوار بين المجتمعات المدنية، بعد أن شهِدَت العلاقات تراجعًا منذ حرب 2020.
كما شهدت الفترة الأخيرة أول رحلة جوية مباشرة لشركة أذربيجانية إلى يريفان منذ سنوات، في إشارةٍ واضحة على تطور العلاقات من العزلة إلى التعاون المباشر، سواء على المستوى الحكومي أو المدني، في ما يُعرف بـ"الدبلوماسية من النوع 1.5" التي تجمع بين الحكومات والمجتمع المدني في آن واحد.
ومع استمرار التقدم في مجال التجارة والاتصالات المدنية، يرى البعض أن السماح بمرور البضائع يمثل نقطة تحول محتملة نحو إعادة بناء الثقة بين باكو ويريفان، بينما تبقى التساؤلات قائمة: هل هذه مجرد صفقة تجارية لحل مشاكل اقتصادية عاجلة، أم بداية فصل جديد من السلام الدائم بين البلدين بعد عقود من النزاع؟