نقل موقع "المونيتور" عن مسؤولين أتراك، قولهم إن تركيا وأرمينيا تستعدان لخطوة أخرى في التقارب الحذر من خلال اتخاذ تدابير جديدة لبناء الثقة، بين دولتين لا تربطهما علاقات دبلوماسية رسمية.
ويشير الموقع، إلى أن الدولتين بدأتا محادثات التطبيع عام 2022، لكن تركيا ربطت الاعتراف الدبلوماسي الكامل باتفاقية سلام شاملة بين أرمينيا وأذربيجان، الحليف الإقليمي الأقرب لأنقرة.
من المتوقع أن تتقدم عملية التطبيع بين أرمينيا وتركيا عبر سلسلة من التدابير المتواضعة والملموسة، بما في ذلك مبادرات في مجالات التجارة والنقل والتعليم. وبينما يجادل الخبراء بإمكانية تقديم أنقرة المزيد من الدعم ليريفان لمواجهة المعارضة الداخلية والتدخل الخارجي المحتمل، يؤكد المسؤولون الأتراك أن المحادثات تتقدم بثبات، مما يسمح للطرفين ببناء الثقة بوتيرة مدروسة.
وفي 12 سبتمبر/ أيلول الماضي، عُقدت الجولة السادسة من محادثات التطبيع بين تركيا وأرمينيا في يريفان، بين المبعوث التركي الخاص إلى أرمينيا، سردار كيليتش، ونظيره الأرمني، روبن روبينيان. ورغم عدم تحقيق أي تقدم يُذكر، اتفق الجانبان على خطوات من شأنها تعزيز الثقة بين البلدين، وفقًا لما نقله موقع المونيتور عن مصادر حكومية تركية.
وقال مصدر حكومي تركي للموقع، إن خبراء فنيين من تركيا وأرمينيا سيبدأون مناقشات بشأن إعادة ربط شبكات الكهرباء الخاصة بهم من خلال خط نقل متوقف الآن يمتد من مقاطعة قارص الحدودية الشرقية في تركيا إلى مدينة غيومري الأرمنية، موضحاً أن البلدين يعملان أيضًا على تسهيل الاعتراف الرسمي بشهادات التعليم المهني والجامعي لمدة عامين من كلا الجانبين. ومن المقرر أيضًا إطلاق برنامج تبادل طلابي صغير في يناير المقبل.
كما أعلنت الخطوط الجوية التركية، الناقل الوطني للبلاد، في 30 سبتمبر/أيلول أنها ستبدأ رحلات مباشرة من مركزها في إسطنبول إلى يريفان. وقد تدرس شركة "أجيت" للطيران الاقتصادي التابعة لها إضافة رحلة أخرى بناءً على الطلب.
وفي الوقت الذي يشيد فيه الخبراء بالتقدم الذي أحرزته الدولتان منذ بدء محادثات التطبيع في يناير/كانون الثاني 2022، فإنهم يعتقدون أن تركيا يمكن أن تتخذ خطوات أكثر واقعية لدعم الحكومة الأرمينية، خاصة بعد اتفاق السلام الأولي الذي تم توقيعه بين أذربيجان وأرمينيا في أغسطس/آب خلال قمة استضافها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض.
ويؤكد "المونيتور"، أنه على الرغم من التدابير الجديدة التي تم الاتفاق عليها خلال الجولة السادسة من محادثات الشهر الماضي، فإن التطبيع التركي الأرمني يتقدم ببطء، مشيراً إلى أن هناك خطوات اتفق عليها الجانبان ولم تُنفَّذ بعد، وتشمل فتح معبر أليجان-مارغارا الحدودي بين تركيا وأرمينيا أمام مواطني الدول الأخرى وحاملي جوازات السفر الدبلوماسية.
ويرى مراد أصلان، الباحث البارز في مؤسسة سيتا، وهي مؤسسة بحثية مقرها أنقرة، أن "تركيا يجب أن تظهر المزيد من الدعم لأذربيجان وأرمينيا".
وأضاف في تصريح لموقع "المونيتور" أن "عزلة أرمينيا ليست في مصلحة تركيا أو أذربيجان، لذا يتعين علينا العمل من أجل تحقيق هذا الهدف، لكن على أرمينيا أيضًا اتخاذ بعض الخطوات".
ومع ذلك، أشار أصلان إلى أن "باشينيان وغيره من المسؤولين الأرمن لعبوا دورًا رئيسيًا في توجيه عملية السلام والتطبيع بين يريفان وجيرانها"، مشيراً إلى أنه "يجب على تركيا وأذربيجان دعم باشينيان، ليس فقط لإبقائه في السلطة، ولكن لتشجيع جميع الأرمن على أن السلام والازدهار على المدى الطويل هو بديل أفضل من الوقوع بين روسيا وإيران والغرب" وفق تعبيره.