الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم

بين الإلغاء الأمريكي والنمو الصيني.. ميزان القوة البحرية يميل شرقاً

البحرية الأمريكيةالمصدر: MetaDefense.fr

ألغت البحرية الأمريكية جزءاً رئيساً من خططها المستقبلية لأسطولها السطحي، أي السفن القتالية التي تعمل فوق سطح البحر، في خطوة تُعد انتكاسة جديدة لجهود بناء السفن الحربية في الولايات المتحدة، في وقت تواصل فيه الصين توسيع قواتها البحرية وتحديثها بوتيرة متسارعة.

وأعلن وزير البحرية جون فيلان، الثلاثاء، عن “تحوّل إستراتيجي” بعيداً عن برنامج السفن الحربية من نوع “فرقاطة” فئة ”كونستليشن“، مشيراً إلى تأخيرات كبيرة وتعقيدات تصميمية متزايدة. فقد بلغت نسبة الإنجاز في السفينة الأولى، التي بدأ بناؤها العام 2022، نحو 12% فقط، فيما تم تأجيل موعد تسليمها من 2026 إلى 2029.

وبحسب تقرير نشره موقع ”نيوزويك“، تأتي هذه التطورات في وقت يدير فيه الأسطول الصيني أكبر قوة بحرية في العالم من حيث عدد السفن، مع استمرار بكين في إنتاج فرقاطات (Type 054) بمختلف نسخها. فقد شيدت الصين أكثر من 40 سفينة من هذه الفئة، لتشكّل أحد أهم أركان قوتها السطحية المتنامية.

أخبار ذات علاقة

طائرة هليكوبتر أمريكية من طراز MH-60R

واشنطن تعزز دفاعات تايبيه البحرية لمواجهة الأسطول الصيني

السياق الإستراتيجي

تشير تقارير البنتاغون حول القدرات العسكرية الصينية إلى أنّ بحرية جيش التحرير الشعبي تضم أكثر من 370 سفينة وغواصة، من بينها نحو 140 قطعة سطحية رئيسة مثل المدمرات والفرقاطات. ويتيح هذا الأسطول المتسع للصين توسيع نفوذها العسكري إلى ما وراء شرق آسيا، وصولاً إلى غرب المحيطين الهادئ والهندي، مما يفرض تحدياً مباشراً للهيمنة البحرية الأمريكية.

ولمواجهة هذا التوسع، كانت البحرية الأمريكية تهدف، سابقاً، إلى بناء 73 سفينة سطحية صغيرة، بينها فرقاطات ”كونستليشن“، باعتبارها خياراً أقل تكلفة مقارنة بالمدمرات والطرادات. وكانت آخر فرقاطات فئة (Oliver Hazard Perry) قد خرجت من الخدمة العام 2015.

أخبار ذات علاقة

فرقاطة من البحرية الأمريكية

22 مليار دولار تتبخّر.. البحرية الأمريكية تُلغي برنامج فرقاطات "كونستليشن"

مشكلات تصميمية وأسباب الإلغاء

وُصِفت فرقاطات كونستليشن بأنها سفن متعددة المهام قادرة على تنفيذ عمليات في أعالي البحار والمناطق الساحلية، وتوفير حضور قتالي متقدّم. ولخفض التكاليف والمخاطر الفنية، اعتمدت البحرية تصميمها على النموذج الإيطالي الفرنسي (FREMM).

لكن وفقاً للمعهد البحري الأمريكي، تراجعت نسبة التشابه بين التصميمين من نحو 85% إلى أقل من 15% بعد إدخال البحرية تعديلات واسعة لتلبية متطلبات جديدة، ما نتج عنه تأخيرات كبيرة وزيادة في التكلفة وقلق بشأن قدرة أحواض البناء على الالتزام بالمواعيد.

وموّل الكونغرس بناء 6 فرقاطات، بين عامي 2020 و 2024، ضمن خطة لبناء 20 سفينة بتكلفة تتجاوز 22 مليار دولار. وأكد فيلان أن أول سفينتين سيستمر العمل في بنائهما لكنهما ستخضعان للمراجعة، بينما سيتم إلغاء 4 سفن  لم يبدأ العمل عليها بعد.

الصين تواصل التوسع

تواصل البحرية الصينية توسيع أسطولها من الفرقاطات، إذ تشغّل عدة نسخ، تشمل: (Type 054) و(Type 054A) و(Type 054AG) و(Type 054B)، وهي أول فرقاطة شبحية، أي أقل ظهوراً للرادارات، من الجيل الجديد لدى الصين مع تحسينات في أنظمة القيادة والتسليح.

وغالباً ما تنتشر الفرقاطات الصينية في مهام خارجية، من بينها عمليات مكافحة القرصنة قبالة القرن الأفريقي، ومهمة في جنوب المحيط الهادئ قرب أستراليا هذا العام، بالإضافة إلى مرافقة مجموعات قتالية لحاملات الطائرات في غرب المحيط الهادئ.

وتزن فرقاطة ”كونستليشن" الأميركية 7,300 طن، أي أكبر من (Type 054B) التي يتراوح وزنها بين 5,500 و6,000 طن، ومن فرقاطات (Perry) البالغة 4,100 طن. وكلا السفينتين، ”كونستليشن“ و(Type 054B)، مزودتان بـ32 خلية إطلاق عمودي، لكن الأولى تحمل 16 منصة لإطلاق صواريخ مضادة للسفن، مقارنة بـ8 فقط في النظير الصيني.

أخبار ذات علاقة

فوجيان.. عملاق صيني يطفو على المياه

بعد إدخال "فوجيان" للخدمة.. الصين تقترب من قيادة القوة البحرية العالمية

التصريحات وردود الفعل

قال وزير البحرية الأمريكية جون فيلان: “منذ اليوم الأول أكدت أنني لن أنفق دولاراً لا يعزز استعدادنا أو قدرتنا على الانتصار. وللإيفاء بهذا الوعد، نعيد تشكيل كيفية بناء وتشغيل الأسطول، بدءاً من التحول الإستراتيجي بعيداً عن برنامج فرقاطات ”كونستليشن“.”

وكتب المحلل البحري الأسترالي أليكس لاك أن بناء مزيد من فرقاطات (Type 054B) قد يبدأ فقط بعد اختبار أول سفينتين، بينما ستوفر نسخ (Type 054AG) نمواً مرحلياً للأسطول، وتتيح إحالة النسخ القديمة إلى التقاعد.

ما الذي سيحدث لاحقاً؟

بحسب التقرير، لا يزال من غير الواضح كيف ستعالج البحرية الأمريكية “فجوة الفرقاطات” المتزايدة بينها وبين الصين، في ظل تنافس الطرفين على النفوذ البحري في غرب المحيط الهادئ. ومن المتوقع أن تتضمن خطط بناء السفن المستقبلية حلولاً لمعالجة هذا التحدي الإستراتيجي المتنامي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC