في خطوة غير متوقعة، حصلت سيمون غباغبو، السيدة الأولى السابقة لساحل العاج، على الضوء الأخضر للترشح للرئاسة الشهر المقبل، لتصبح محور اهتمام الانتخابات الرئاسية القادمة.
وكشف موقع "ماي جوي أونلاين"، أن ترشُّح غباغبو، البالغة 76 عامًا، يمثل نقطة التقاء بين صعود المرأة في السياسة وإعادة إثارة ذكريات الصراعات السياسية الماضية.
وتقول مصادر مطّلعة: إن غباغبو ستتنافس ضد الرئيس الحالي الحسن واتارا، 83 عامًا، الذي تولى السلطة بعد القبض عليها وعلى زوجها السابق، لوران غباغبو، خلال الأزمة التي أعقبت انتخابات 2010، بينما تم استبعاد لوران غباغبو، ورئيس الوزراء السابق باسكال آفي نغيسان، والرئيس التنفيذي السابق لبنك كريدي سويس، تيدجيان ثيام؛ ما أثار مخاوف بشأن شرعية الانتخابات المزمع إجراؤها في الـ25 من أكتوبر.
من جهته وصف ثيام القرار بأنه "عمل من أعمال التخريب الديمقراطي"، متهمًا إدارة أواتارا بمحاولة فرض انتخابات صورية للبقاء في السلطة، أما لوران غباغبو، فقد حُرم من الترشح بسبب إدانة جنائية عام 2018 تتعلق بنهب البنك المركزي خلال الأزمة السياسية، رغم منحه عفوًا رئاسيًّا في 2020، فإنه لم يَسْتَعِدْ حقَّ التصويت أو الترشح.
ويرى الخبراء أن ترشُّح سيمون غباغبو ليس مجرد خطوة سياسية، بل يحمل دلالات رمزية كبيرة في بلد لا تزال فيه المرأة ممثلة بشكل ضعيف في مواقع القيادة؛ إذ تشكل النساء 30% فقط من أعضاء البرلمان.
وبحسب مراقبين، فإن سيمون الملقبة بـ"السيدة الحديدية"، أصبحت أبرز مرشحة نسائية في تاريخ ساحل العاج، إلى جانب وزيرة سابقة أخرى، هنرييت لاجو أدجوا، ممثلة عن ائتلاف "شركاء السلام السياسي"، التي أُجيز ترشُّحُها أيضًا.
وبحسب الموقع، فإن مسيرة غباغبو السياسية شهدت تحديات كبيرة، تضمنت عضويتها في البرلمان، وتبعها دورها في أحداث العنف التي أعقبت انتخابات 2010، والتي أودت بحياة أكثر من 3,000 شخص؛ ما أدى إلى الحكم عليها بالسجن 20 عامًا عام 2015، لكنها مُنِحَت العفو في 2018 لتسهيل المصالحة الوطنية، ولم يُلغَ تسجيلها كناخبة، كما أسقطت المحكمة الجنائية الدولية لاحقًا التهم الموجهة إليها.
ومنذ ذلك الحين، تعمل غباغبو على إعادة بناء قاعدتها السياسية، بعد انفصالها عن حزب الجبهة الشعبية الإيفوارية الذي شاركت في تأسيسه مع زوجها السابق، وتعتمد حملتها على شعار "بناء أمة جديدة" في إطار "إفريقيا ذات سيادة وكريمة ومزدهرة".
من جانبه قال المحلل السياسي المحلي، سيفيرين ياو كواميس: "موافقة المجلس الدستوري تعزز فكرة أن النساء في ساحل العاج يمكن أن يطمحن إلى أعلى المناصب، بغض النظر عن ماضيهن أو أعمارهن، إنها ليست مجرد مرشحة، بل رمز".
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان لوران غباغبو، المستبعد من الانتخابات، سيدعم زوجته السابقة، التي انفصلت عنه في 2023 بعد أكثر من 30 عامًا من حياة مشتركة في السياسة والسجن والحكم.
وجاء في السياق، أن الحملة الرسمية تنطلق في الـ10 من أكتوبر، وسط مخاوف من أن يؤدي استبعاد بعض المرشحين الآخرين إلى تآكل ثقة الجمهور وإثارة اضطرابات جديدة.
وبينما تتَّجه الأنظار إلى سيمون غباغبو، يبقى السؤال: هل ستنجح "السيدة الحديدية" في أن تصبح أول رئيسة لساحل العاج، أو ستبقى الانتخابات اختبارًا صعبًا للذاكرة الوطنية والشرعية السياسية؟