logo
العالم

قبل الانتخابات الرئاسية.. هجوم غامض يثير المخاوف الأمنية في ساحل العاج

قبل الانتخابات الرئاسية.. هجوم غامض يثير المخاوف الأمنية في ساحل العاج
إحدى قرى ساحل العاجالمصدر: رويترز
01 سبتمبر 2025، 11:45 ص

أثار هجوم مجهول المصدر على قرية حدودية في ساحل العاج مخاوف أمنية متجددة، وذلك قبل أقل من شهرين على إجراء الانتخابات الرئاسية، إذ تشير البصمات هذه المرة إلى مجموعات مسلحة تعمل تحت سلطة بوركينا فاسو.

ورغم حشد القوات المسلحة لساحل العاج للموارد الجوية والبرية، تمكن المهاجمون من الفرار، وسط تكتم شديد في البلاد حول تفاصيل الحادث الذي وقع في 25 أغسطس/ آب الماضي، وأرقام الضحايا.

وأشارت مصادر أمنية إلى وجود معلومات متضاربة، فبينما صرّح مصدر حكومي بأن الهجوم كان أقرب إلى تصفية حسابات منه إلى عمل جماعات متشددة، يُحتمل أن يكون الضحايا من مؤيدي "متطوعو الدفاع عن الوطن"، وهي ميليشيا تعمل جنبًا إلى جنب مع الجيش البوركيني للقضاء على التهديد الإرهابي.

أخبار ذات علاقة

جنود من بوركينا فاسو

6 مسؤولين يشعلون أزمة جديدة بين ساحل العاج وبوركينا فاسو

 ويُدان أعضاء هذه الميليشيا بارتكاب جرائم بدوافع عرقية بانتظام، لا سيما ضد أقلية الفولاني، وهي شعب هُجّر من غرب أفريقيا.

لكن وراء الكواليس، تتشكل فرضية أخرى، وهي استراتيجية لزعزعة الاستقرار، إذ يذكر الصحفي الاستقصائي، سيرج دانيال، في منشور على منصة "إكس، أن جماعة صغيرة تُدعى "كلير أكشن" هي المستفيد، حيث تتخذ في دولة مجاورة قاعدة خلفية لها بهدف إثارة القلاقل في ساحل العاج، لكن حتى الآن، لم يتم تأكيد هذه المعلومات رسمياً.

بدورها، قالت مجلة "لوبوان" الفرنسية، اليوم الاثنين، إنه بينما تشغل الانتخابات في ساحل العاج بال الجميع، فإن الخلافات حول الحدود مع بوركينا فاسو ليست بالأمر الجديد، ففي ذروة نزوح أكثر من مليوني نازح داخلي في بوركينا فاسو، استقبلت ساحل العاج أكثر من 80 ألف طالب لجوء منذ عام 2021، بمن فيهم العديد من الفولانيين.

ولعل هذه التدفقات فاقمت التوترات المجتمعية القائمة أصلاً في المقاطعات الهشة هيكلياً في شمال ساحل العاج.

كما يتجلى العداء أيضاً في الصراعات السياسية المتكررة بين سلطات البلدين، فمنذ وصول الكابتن إبراهيم تراوري إلى السلطة بالقوة، اتهمت واغادوغو ساحل العاج بمحاولة تقويض سيادتها.

أخبار ذات علاقة

جيش ساحل العاج

قبل أسابيع من الانتخابات.. 4 قتلى بهجوم في ساحل العاج

وتضاعفت الحوادث على الحدود بين البلدين، وغالباً ما اتخذت شكل عمليات اختطاف في ظروف غامضة. 

وفي 24 أغسطس/ آب الماضي، كشفت وكالة أنباء ساحل العاج عن اختفاء ستة عملاء إيفواريين من "الدارا" (المديرية المسؤولة عن مساعدة اللاجئين) خلال مهمة تعداد على طول الحدود مع بوركينا فاسو.

وأُلقي القبض عليهم في ساحل العاج من قبل مهاجمين مرتبطين بحزب الشعب الديمقراطي، ومن المرجح أنهم نُقلوا بطائرة هليكوبتر إلى جهة مجهولة في بوركينا فاسو.

وأثار الحادث أيضاً ذكرياتٍ سيئة لدى الإيفواريين، وللتذكير، في عام 2016، كان منتجع غراند بسام الساحلي هدفاً لقوة كوماندوز تابعة لتنظيم القاعدة.

ومطلع عشرينيات القرن الحادي والعشرين، شهدت ساحل العاج سلسلة من توغلات الجماعات المتشددة من بوركينا فاسو ومالي، لكن منذ عام 2021، لم تُسجل الأراضي الوطنية أي هجمات جديدة، رغم توسع الجماعات المتشددة في دول الجوار.

ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية بساحل العاج في 25 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، حيث يسعى الرئيس الحسن وتارا لنيل ولاية رابعة، وسط غياب أبرز وجوه المعارضة عن السباق الانتخابي. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC