اعتبرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقع في الفخ الذي نصبه له رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد ضرب المفاعلات النووية الإيرانية، مشيرة إلى أن "مقامرة ترامب المتهورة تزيد، ولا تقلل، من احتمالية حصول إيران على سلاح نووي".
وبحسب معلق الشؤون الخارجية في الصحيفة سيمون تيسدال، فإن "القصف لن يُنهي إيران. ولن تُدمّر القنابل الأمريكية المعرفة اللازمة ولا الإرادة لصنع سلاح نووي، إذا كان هذا ما تريده طهران".
وأضاف تيسدال أيضا "لن يُوقف الهجوم الضخم الذي أمر به دونالد ترامب الحرب المفتوحة المستمرة بين إسرائيل وإيران. كما لن يُحقق سلامًا دائمًا في الشرق الأوسط، ولن يُنهي المذبحةَ في غزة، ولن يُحقّق العدالةَ للفلسطينيين، ولن يُنهي أكثرَ من نصفِ قرنٍ من العداوة المُرّة بين طهران وواشنطن".
وأضاف: "بل على الأرجح، ستُؤجّج مُقامرة ترامب المُتهورة جميع هذه المشاكل وتُفاقمها. واعتمادًا على رد فعل إيران وحلفائها ومؤيّديها، قد تغرق المنطقة في حربٍ لا يُسيطر عليها".
وقال تيسدال إن "ترامب يُصرّح بأنه لم يُعلن الحرب على إيران. ويدّعي أن الهجوم ليس بداية لحملة تهدف إلى تغيير النظامِ في طهران"، مبينا أن "هذا ليس ما سيراه سياسيو إيران وشعبها. إن تباهي ترامب السابق لأوانه بالنجاح (المذهل)، وتهديداته بقصف المزيد من القنابل الأكبر حجمًا، تبدو ككلام قائد غازٍ قاسٍ عازم على تحقيق نصر ساحق وكامل".
وأضاف "ترامب، الرئيس الانعزالي الذي تعهد بتجنب الحروب الخارجية، وقع فجأة في فخ حضّره نتنياهو، وهو فخٌ تجنبه أسلافه الأكثر ذكاءً"، وفق قوله.
وتابع: "لطالما بالغ نتنياهو في تصوير التهديد النووي الإيراني على أنه تهديدٌ آني. تعود خطاباته المُثيرة للقلق حول هذا الموضوع إلى 30 عامًا. كان دائما يدعي أنه يعلم ما لم يعلمه مفتشو الأمم المتحدة النوويون، ووكالات الاستخبارات الأمريكية والأوروبية، وحتى بعض رؤساء أجهزته الاستخباراتية، وهو أن إيران على وشك نشر سلاح نووي جاهز للاستخدام يستهدف قلب إسرائيل".
وأشار سيمون تيسدال إلى أنه "لم يُثبت هذا الادعاء قط. لطالما أنكرت إيران سعيها لامتلاك قنبلة نووية. ولم تؤيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو خبراء الاستخبارات الأمريكيين ادعاء نتنياهو الأخير بأن إيران تسعى لامتلاك أسلحة نووية، والذي أطلقه محاولاً تبرير الهجمات الإسرائيلية الأحادية وغير القانونية الأسبوع الماضي. لكن ترامب اختار تصديقه"، بحسب ما ذكره في صحيفة "الغارديان".
وأضاف أن الولايات المتحدة خاضت حربًا في الشرق الأوسط بناءً على كذبة، وعلى معلومات استخباراتية متنازع عليها، وربما خاطئة، تم تحريفها عمدًا لأسباب سياسية. ومرة أخرى، كما في العراق عام 2003، فإن الأهداف العامة للحرب غير واضحة وغير مؤكدة، ومفتوحة للتأويل من قبل الأصدقاء والأعداء على حد سواء".
