logo
العالم

تشاد.. غضب رئاسي بعد دعوة زعيم المعارضة لـ"تغيير نظام الحكم"

تشاد.. غضب رئاسي بعد دعوة زعيم المعارضة لـ"تغيير نظام الحكم"
الرئيس محمد إدريس ديبي إيتنوالمصدر: (أ ف ب)
04 مايو 2025، 5:53 ص

أثارت التصريحات الأخيرة التي أدلى بها زعيم المعارضة في تشاد، سيكسيه ماسرا، ضد الرئيس محمد إدريس ديبي إيتنو، غضبا في المعسكر الرئاسي، على خلفية دعوته المباشرة لتغيير نظام الحكم، وذلك بعد مرور عام على الانتخابات الرئاسية.

وبمناسبة الذكرى السابعة لتأسيس حزبه "المتحولون"، دعا رئيس الوزراء السابق في المرحلة الانتقالية، سيكسيه ماسرا، الرئيس ديبي إلى "تغيير المسار حتى يتحول التغيير الذي يرغب فيه الشعب إلى حقيقة واقعة".

أخبار ذات علاقة

جانب من الانتشار الأمني في محيط القصر الرئاسي بالعاصمة التشادية نجامينا

"لعنة أبريل".. شبهات حول دعم أوكراني مزعوم لحركة متمردة في تشاد

وتحدث ماسرا في رسالته بنبرة "مألوفة"، مخاطبا الرئيس بعبارات شخصية مثل "أخي" و"صديقي"، في إشارة إلى علاقتهما السابقة، ومطالبا إياه بتذكّر اتفاق كينشاسا الذي أُبرم عام 2023، والذي سمح له بالعودة إلى البلاد وتولي رئاسة الحكومة قبيل الانتخابات الرئاسية في أيار/ مايو 2024، وفقا لوسائل إعلام محلية.

وانتقد ماسرا ما وصفه بـ"التغييرات الترقيعية" التي أجراها الرئيس، فضلا عن استمرار الوضع الراهن نتيجة ما أسماه بـ"قوى النفوذ الضارة".

وتأتي هذه الرسالة في سياق مزدوج، من جهة إقرار ماسرا بنتائج الانتخابات الرئاسية التي نال فيها المركز الثاني بنسبة 18% من الأصوات، ومن جهة أخرى رفضه المضي في العملية الانتخابية اللاحقة، التي قاطعها معتبرا أن ظروفها لم تكن شفافة.

في المقابل، وصف الحزب الحاكم تصريحات ماسرا بأنها "فاضحة"، واعتبرها تعبيرا عن "موقف نرجسي" و"لهجة غير محترمة".

وبحسب البرلمان التشادي، فإن "اتفاق كينشاسا لم يتضمن أي امتيازات سياسية دائمة أو تجديد تلقائي"، ووفق ما أوضحه السيناتور عبد الرحمن كلام الله، أحد المفاوضين في الاتفاق، فإن النص "لا يحتوي على بنود سرية أو وعود غير معلنة".

وفي تعليقه على تولّي ماسرا رئاسة الحكومة الانتقالية وترشحه في الانتخابات الرئاسية، شدد كلام الله على ضرورة احترام نتائج العملية الانتخابية، معتبرا أن "المعارضة وظيفة نبيلة، وتشكل قوة مضادة ضرورية ضمن النظام الديمقراطي".

وأضاف أن المطالبة بالتعيين في الحكومة لا يمكن اعتبارها "حقا مكتسبا"، داعيا ماسرا إلى "التخلي عن هوسه بالسلطة التنفيذية"، ومؤكدا أن الالتزام السياسي لا يقتصر على تولي المناصب، بل يشمل أيضًا خدمة الوطن من صفوف المعارضة.

ويرى الباحث التشادي هويناثي ريماجي أن ماسرا يسعى إلى "التعايش السياسي"، لكن بحسب رأيه، فإن حزب "حركة الإنقاذ الوطني"، الذي عزز موقعه بعد فوزه في الانتخابات التشريعية والمحلية الأخيرة، "لا يرغب في تقاسم السلطة". واعتبر أن "التعايش لا يتحقق إلا عندما تكون السلطة في موقف ضعف، وهو ما لا ينطبق على الوضع الحالي".

ويظل سيكسيه ماسرا شخصية محورية في المشهد السياسي التشادي، لا سيما بعد أحداث أكتوبر/ تشرين أول 2022، التي شهدت قمع مظاهرات وأسفرت عن مقتل 75 شخصا وفقا للسلطات، وأكثر من 300 بحسب تقديرات المعارضة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC