كشف مسؤول أمريكي رفيع، اليوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة تعمل على تكثيف جمع المعلومات الاستخباراتية استعدادًا للمساعدة إذا قرر القادة الإسرائيليون توجيه ضربة لإيران، وفقًا لشبكة CNN الأمريكية.
لكن مصدرًا مطلعًا قال للشبكة إن "من غير المرجح أن تساعد الولايات المتحدة إسرائيل على تنفيذ ضربات على المواقع النووية الإيرانية في الوقت الحالي، ما لم تقم طهران باستفزاز كبير".
و"لا تملك إسرائيل القدرة على تدمير البرنامج النووي الإيراني دون مساعدة أمريكية، بما في ذلك التزود بالوقود جوًّا والقنابل اللازمة لاختراق المنشآت في أعماق الأرض، وهي الحاجة التي تنعكس أيضًا في تقارير استخباراتية أمريكية سابقة"، وفقًا لمصدر آخر.
ونقلت الشبكة عن مصدر قوله إن "إسرائيل ستكون مستعدة لتنفيذ عمل عسكري بمفردها لإفشال أي اتفاق لا يرضيها وإذا تفاوضت الولايات المتحدة على صفقة سيئة مع إيران لا يمكن لإسرائيل قبولها".
وكانت شبكة CNN ذكرت في وقت سابق أن تقييمًا استخباراتيًّا أمريكيًّا صدر في فبراير/ شباط يشير إلى أن إسرائيل قد تستخدم إما طائرات عسكرية أو صواريخ بعيدة المدى للاستفادة من قدرات الدفاع الجوي المتدهورة لدى إيران.
وأصبحت إيران في أضعف وضع عسكري لها منذ عقود، بعد أن قصفت إسرائيل منشآت إنتاج الصواريخ ودفاعاتها الجوية في أكتوبر/ تشرين الأول، إلى جانب اقتصادها المُنهك بسبب العقوبات وإبادة إسرائيل لأقوى وكلائها الإقليميين. ويقول مسؤولون أمريكيون إن إسرائيل ترى فرصة سانحة.
ويتعرض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لضغوط لتجنب اتفاق أمريكي إيراني لا تراه إسرائيل مُرضيًا، مع الحفاظ على علاقات جيدة مع ترامب - الذي سبق أن اختلف معه في قضايا أمنية رئيسة في المنطقة.
ورأى مصدر أن "احتمال أن تنفذ إسرائيل ضربة ضد منشأة نووية إيرانية قد ازداد بشكل كبير في الأشهر الأخيرة. وأن احتمال توصل ترامب إلى اتفاق مع إيران لا يزيل كل مخزونها من اليورانيوم، يزيد احتمال تنفيذ الضربة".
وتستند مخاوف إسرائيل المتزايدة ليس فقط إلى التصريحات العلنية والرسائل الخاصة من مسؤولين إسرائيليين كبار تشير إلى أنهم يفكرون في اتخاذ هذا الإجراء، بل أيضًا إلى اتصالات إسرائيلية تم اعتراضها، ورصد تحركات عسكرية إسرائيلية قد توحي بأن ضربة وشيكة قد تكون قيد التنفيذ.
وقال مصدران، إن من بين التحركات العسكرية التي رصدتها الولايات المتحدة، نقل ذخائر جوية، وإكمال تدريب جوي.
لكن هذه المؤشرات نفسها قد تكون ببساطة محاولة من جانب إسرائيل للضغط على إيران للتخلي عن المبادئ الأساسية لبرنامجها النووي من خلال الإشارة إلى العواقب إذا لم تفعل ذلك ــ وهو ما يسلط الضوء على التعقيدات المتغيرة باستمرار التي يتعامل معها البيت الأبيض.
وهدّد ترامب علنًا باللجوء إلى العمل العسكري ضد إيران إذا فشلت جهود إدارته في التفاوض على اتفاق نووي جديد للحدّ من برنامج طهران النووي أو إنهائه. لكن ترامب وضع أيضًا حدًّا أقصى للمدة التي ستستمر فيها الولايات المتحدة في بذل الجهود الدبلوماسية.
وقال دبلوماسي غربي رفيع المستوى التقى الرئيس في وقت سابق من هذا الشهر، إن ترامب أبلغه أن الولايات المتحدة ستمنح هذه المفاوضات أسابيع فقط للنجاح قبل اللجوء إلى الضربات العسكرية. لكن في الوقت الحالي، تُعتبر سياسة البيت الأبيض دبلوماسية.
وقال جوناثان بانيكوف، مسؤول استخبارات كبير سابق متخصص في شؤون المنطقة، إن هذا وضَعَ إسرائيل "بين المطرقة والسندان".
وأضاف: "في نهاية المطاف، فإن عملية صنع القرار الإسرائيلي سوف تعتمد على قرارات وأفعال السياسة الأمريكية، وما هي الاتفاقيات التي يتوصل إليها الرئيس ترامب أو لا يتوصل إليها مع إيران".
وأكد أنه لا يعتقد أن نتنياهو سيكون على استعداد للمخاطرة بتمزيق العلاقة مع الولايات المتحدة بالكامل من خلال شن ضربة دون موافقة أمريكية ضمنية على الأقل.
لكن التقييم نفسه وصف أيضًا كيف أن مثل هذه الضربات لن تُعيق البرنامج النووي الإيراني إلا بشكل طفيف، ولن تُشكّل حلًا شاملًا. وقال بانيكوف: "إنه تحدٍّ حقيقي لنتنياهو".
في الوقت الراهن، توقفت المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران عند مطلب مفاده أن طهران لا تقوم بتخصيب اليورانيوم، وهي العملية التي يمكن أن تمكن من تحويل إيران إلى دولة قادرة على صنع الأسلحة، ولكنها ضرورية أيضًا لإنتاج الطاقة النووية لأغراض مدنية.
وصرح المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، الذي يرأس الوفد الأمريكي، لشبكة ABC News خلال نهاية الأسبوع بأن واشنطن "لا يمكنها السماح ولو بنسبة 1% من قدرة التخصيب" بموجب أي اتفاق.
وأضاف: "لقد قدمنا للإيرانيين مقترحًا نعتقد أنه يعالج بعض هذه الأمور دون أن يُسيء إليهم".
وقد تُعقد جولة أخرى من المحادثات في أوروبا هذا الأسبوع، وفقًا لويتكوف. وقد طرحت الولايات المتحدة وإيران مقترحات على الطاولة، ولكن بعد أكثر من شهر من المحادثات التي يسّرتها عُمان، لا يوجد حاليًّا أي مقترح أمريكيّ يحظى بموافقة ترامب، وفقًا لمصادر.
وكانت وكالات الاستخبارات الأمريكية أصدرت في فبراير/ شباط تحذيرات من أن إسرائيل من المرجح أن تحاول ضرب منشآت رئيسة للبرنامج النووي الإيراني هذا العام، وفق ما ذكرت شبكة "سي إن إن" في وقت سابق.
وأشار مسؤول أمريكي إلى أن "الموقف الإسرائيلي كان ثابتًا على الدوام بأن الخيار العسكري هو الخيار الوحيد لوقف البرنامج النووي العسكري الإيراني".