ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء

logo
العالم

عودة سيناريو 2019.. هل تستطيع موسكو إنقاذ مادورو من العاصفة الأمريكية؟

الرئيس الفنزويلي مادورو مع الرئيس الروسي بوتينالمصدر: الكرملين

تعود الأزمة الفنزويلية إلى الواجهة مجددا مع تصاعد الضغوط الأمريكية على حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، في مشهد يذكّر بأحداث عام 2019 حين حاولت واشنطن دعم المعارضة للإطاحة به. 

وبحسب صحيفة "يوراسيا ريفيو"، فقد نجح مادورو آنذاك، في البقاء بدعم سياسي وعسكري محدود من موسكو، بينما فشلت جهود زعيم المعارضة خوان غوايدو في حشد الجيش ضد الرئيس الفنزويلي.

واليوم، تتخذ واشنطن موقفا أكثر تشددا؛ إذ عززت وجودها العسكري في منطقة الكاريبي بإرسال حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر فورد" ونفذت ضربات على سفن يشتبه في تورطها بعمليات تهريب مخدرات. 

كما رفعت وزارة الخارجية الأمريكية المكافأة المخصصة للقبض على مادورو إلى 50 مليون دولار، في حين وصفه وزير الخارجية ماركو روبيو بأنه "هارب من العدالة الأمريكية".

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو

ترامب وفنزويلا.. هل تتحول لعبة شد الأصابع إلى إسقاط مادورو؟

ورغم تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه لا يسعى إلى حرب مباشرة مع فنزويلا، فإن حديثه عن أن "أيام مادورو معدودة" أعاد التكهنات حول نوايا واشنطن في السعي لتغيير النظام بالقوة. 

في المقابل، تشير تقارير إلى أن مادورو يسعى مرة أخرى إلى دعم موسكو، رغم إدراكه أن قدرة روسيا على المساعدة هذه المرة أقل مما كانت عليه في الماضي.

محدودية القدرة الروسية

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن مادورو بعث برسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يطلب فيها تعزيز الدفاعات الجوية الفنزويلية واستعادة طائرات "سوخوي" وإصلاح منظومات الرادار والصواريخ. 

ورغم زيارة وزير النقل الفنزويلي إلى موسكو في أكتوبر، لم يصدر أي تعليق رسمي من الطرفين حول طبيعة الدعم المطلوب أو المقدم.

ووصلت طائرة نقل روسية من طراز "Il-76" إلى كاراكاس أواخر الشهر الماضي، لكن لم يتضح بعد ما كانت تحمله. في الوقت نفسه، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا دعم موسكو "الثابت لسيادة فنزويلا" وانتقدت "الاستخدام المفرط للقوة العسكرية" الأمريكية، في لهجة تؤكد الطابع الدبلوماسي أكثر من العملي للدعم الروسي.

يقول الخبير الروسي مارك جاليوتي إن موسكو "لن تستطيع فعل الكثير إذا قررت واشنطن الإطاحة بمادورو"، مشيرًا إلى أن "الخيارات الروسية تقتصر على المبادرات السياسية والرمزية". 

ويضيف أن روسيا اليوم منهكة ماليا وعسكريا بسبب حربها في أوكرانيا؛ ما يجعل أي التزام واسع النطاق في أمريكا اللاتينية غير واقعي.

أخبار ذات علاقة

فيديو

"أيام مادورو معدودة".. هل اقتربت لحظة الانفجار الكبير في فنزويلا؟ (فيديو إرم)

وتشير التقارير أيضا إلى أن الاتفاقية الاستراتيجية التي وقعها بوتين ومادورو في مايو الماضي لا تتضمن التزامات عملية واضحة، بل تؤدي دورا رمزيا لتأكيد استمرار العلاقات بين البلدين؛ فالتواجد الروسي في نصف الكرة الغربي، كما يقول محللون، يهدف أساسا إلى "استعراض النفوذ" أكثر من كونه تحديا فعليا للولايات المتحدة.

الحسابات الجيوسياسية ومفارقة المصالح

من الناحية الجيوسياسية، يُعتبر بقاء مادورو في الحكم مصلحة مباشرة لموسكو؛ إذ يمثل أحد آخر موطئ قدم روسي في أمريكا اللاتينية، وشريكًا في مواجهة النفوذ الأمريكي الغربي. 

واستثمرت روسيا بشكل كبير في قطاع النفط الفنزويلي، كما كانت كاراكاس من كبار مشتري السلاح الروسي في العقد الماضي.

لكن الواقع تغيّر؛ فالحرب في أوكرانيا استنزفت القدرات الروسية وجعلت من الصعب تقديم دعم عسكري أو لوجستي واسع النطاق لحليف بعيد جغرافيا. 

وكما يوضح المحلل أوليغ إغناتوف من "مجموعة الأزمات الدولية"، فإن "الجغرافيا واللوجستيات تجعل من المستحيل تقريبا أن تقدم روسيا دعما فعالا في حال قررت الولايات المتحدة التحرك عسكريا".

رغم ذلك، يرى بعض المحللين أن الكرملين قد يستفيد سياسيا من التصعيد الأمريكي؛ إذ يمكنه تصوير واشنطن على أنها القوة "الإمبريالية" المعتدية على دول الجنوب العالمي؛ ما يعزز السردية الروسية عن "الهيمنة الغربية". 

أخبار ذات علاقة

الجيش الأمريكي يعزز وجوده البحري قرب فنزويلا

لا عودة عن إسقاط مادورو.. واشنطن تعيد رسم خريطة نفوذها في الكاريبي من فنزويلا

ويقول جاليوتي في هذا السياق: "بطريقة منحرفة، قد تخدم الإطاحة بمادورو مصالح موسكو؛ لأنها ستمنحها حجة جديدة لتصوير الغرب كعدو متغطرس يسعى لإخضاع العالم".

في النهاية، تبدو قدرة روسيا على إنقاذ مادورو محدودة، بينما تظل مصالحها الاستراتيجية مرتبطة ببقاء نفوذها الرمزي في المنطقة أكثر من قدرتها على تغيير مسار الأحداث. 

ومع اشتداد الضغوط الأمريكية، يبدو أن مستقبل مادورو سيُحدد ليس فقط في كاراكاس أو موسكو، بل في ميزان القوى الدولي بين واشنطن وموسكو، حيث تتحول فنزويلا إلى ساحة جديدة لصراع النفوذ العالمي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC