تواصل التنظيمات المتطرفة حرب العصابات في المناطق الريفية وعلى أطراف المدن في دول الساحل الأفريقي، مالي والنيجر وبوركينافاسو.
وكثفت هذه التنظيمات، هجماتها "الهجينة" بشكل شبه يومي، ما يجعل هدفها الإطاحة بعواصم البلدان الثلاث.
وتعد "الهجمات الهجينة"، نوعا من العمليات القتالية التي تجمع بين أساليب حرب العصابات التقليدية والتكتيكات العسكرية الحديثة.
وكثفت ما يسمى بجماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة لتنظيم القاعدة، حملة استنزاف المجلس العسكري المالي دون محاولة الاستيلاء على أي نقطة محددة في الإقليم، لتجنب الاضطرار إلى قتال قوات لا تزال تمتلك معدات وتقنيات هجومية متفوقة.
وبالنسبة لمصادر أمنية أفريقية، "تهدف استراتيجية التطويق إلى كسر مقاومة الجيش وتشتيت موارده واستنزافه، وتقويض ثقة السكان، بفضل الآثار الخطيرة لنقص الوقود والغذاء، ويعد ذلك جهدًا طويل الأمد، يتميز بالصبر غير أنه يتميز أيضًا بهجمات عدوانية متصاعدة".
وأفصحت العمليات الإرهابية الخطيرة عن تآكل الأولويات الدفاعية لباماكو بالتركيز على استخدام التكتيكات بشكل مستمر، على حساب الاستراتيجية.
وأعلنت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" مسؤوليتها عن الهجوم على دورية لميليشيا الدونزو في منطقة سيكاسو، بين نيموغولا وكوتوغالا الواقعة جنوبي مالي.
كما نفذت في 31 أكتوبر/تشرين الأول في المنطقة بين سيغالا وكايس غربي مالي، قرب الحدود الموريتانية السنغالية هجمات ضد قافلة تابعة للقوات المسلحة المالية، وقُدِّرت الخسائر بمقتل 7 جنود وتدمير 5 دراجات نارية.
وترافق التصعيد الأمني في أنحاء أخرى من العاصمة باماكو، مع الحصار الاقتصادي الذي تشنه الجماعات المتطرفة، حيث أصبحت مئات شاحنات الصهاريج تسير عبر مرافقة طائرات تابعة للفيلق الروسي الأفريقي، إذ لا يزال نقص البنزين والديزل حادًا، كما يتضح من الطوابير المتكررة التي لا تنتهي أمام محطات الوقود المعتمدة.
وفي بوركينا فاسو المجاورة، يبدو أن سيطرة متطرفين على موقعين عسكريين للقوات المسلحة مر وسط تعتيم إعلامي، لكن قناة "ديبيرتامينتي" الروسية على تليغرام، التابعة لفيلق أفريقيا، تحدثت عن إنجازات جديدة لم تتطرق لها واغادوغو حيث نفذت القوات الخاصة غارة جوية أعقبتها عملية تفتيش قرب لانفييرا في مقاطعة سورو.
وأفادت التقارير، بأن الغارة أسفرت عن القضاء على 32 مقاتلًا من جماعة القاعدة، وتدمير 58 دراجة نارية.
أما المجلس العسكري في النيجر فهو الآخر يركز على حماية العاصمة نيامي على حساب الريف، فبعد الانقلاب، انضم إلى بوركينا فاسو ومالي في الانسحاب من مجموعة دول الساحل الخمس، المكلفة بمكافحة الإرهاب في المنطقة.
كما انسحبت النيجر من قوة المهام المشتركة متعددة الجنسيات التي تحارب المتشددين في منطقة بحيرة تشاد شرقي البلاد.
وبحسب مشروع "بيانات مواقع الأحداث والصراعات المسلحة"، فإن عدد القتلى جراء "الإرهاب" منذ انقلاب عام 2023 في النيجر، يزيد على ضعف عدد القتلى البالغ 770 في عهد الرئيس المخلوع محمد بازوم.
وأجبر قادة المجلس العسكري القوات الفرنسية، ثم الأمريكية، على مغادرة البلاد عام 2024، ثم لجأوا لاحقًا إلى مرتزقة مجموعة فاغنر- التي أُعيد تسميتها الآن بفيلق أفريقيا- طلبًا للمساعدة.
وكانت منطقة تيلابيري غرب النيجر بؤرةً لكثير من أعمال العنف المتشدد الأخيرة في البلاد، وتقع المدينة في منطقة ليبتاكو-غورما، حيث تلتقي النيجر مع بوركينا فاسو ومالي.