الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
كشف تقرير حديث أن كندا تستعد لإبرام صفقة لتوريد اليورانيوم إلى الهند بنحو 2.8 مليار دولار؛ ما يمثل إشارة واضحة على دفء متجدد في العلاقات الثنائية، ورغبة مشتركة في تعزيز التعاون النووي بعيدًا عن الضغوط الأمريكية.
وبحسب "غلوبال آند ميل"، فإن الصفقة، التي قد تمتد لعقد كامل، جاءت بعد جمود دبلوماسي بين البلدين دام لعامين على خلفية اتهام كندا للهند بالضلوع في اغتيال الناشط السيخي هارديب سينغ نيجار في كولومبيا البريطانية بكندا.
ويرى الخبراء أن الصفقة التي ستقوم بها شركة "كاميكو" الكندية، ليست مجرد استمرار للاتفاقيات السابقة، بل تُعد بمثابة اتفاق جديد مستقل عن الصفقة المماثلة التي أُبرمت في عام 2015 بـ350 مليون دولار، ويأتي ذلك في سياق اتفاق أوسع بين رئيس الوزراء الكندي مارك كارني ونظيره الهندي ناريندرا مودي لإحياء مفاوضات الشراكة الاقتصادية الشاملة.
ويُشير البيان الصادر عن الحكومة الهندية إلى التزام الطرفين بـ"التعاون النووي المدني الطويل الأمد"، مؤكدًا استمرار المناقشات حول الترتيبات طويلة الأجل لتوريد اليورانيوم، في خطوة تبرز حرص كندا والهند على دعم استقرار اقتصادهما وسط السياسات التجارية المتقلبة للولايات المتحدة.
وكشفت مصادر أن الهند، التي تمتلك نحو 25 مفاعلًا نوويًّا عاملًا و6 قيد الإنشاء، تعتمد في كثير من مفاعلاتها على تصميم CANDU الكندي للضغط الثقيل للماء؛ ما يجعل اتفاقية التوريد الجديدة قضية إستراتيجية، كما أن التعاون بين البلدين قد يمتد ليشمل مشاريع مستقبلية في مجال المفاعلات النووية التجارية الصغيرة.
وتأتي الصفقة بعد عقود من الحظر الكندي على تصدير اليورانيوم والمعدات النووية عقب استخدام الهند للتكنولوجيا الكندية في تطوير أسلحتها النووية، لكن الاتفاقية التي دخلت حيّز التنفيذ في عام 2013 أعادت العلاقات إلى مسارها المدني، واتفق الجانبان على استخدام المواد والتكنولوجيا النووية للأغراض السلمية فقط، وتحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ورغم أن العلاقات الدبلوماسية شهدت توترًا شديدًا إثر أزمة نيجار في 2023، فإن كندا تسعى اليوم لتجاوز الخلافات السابقة، فيما تستمر التحقيقات في مزاعم القمع العابر للحدود التي طالت ناشطين سيخًا في كندا، مع توجيه اتهامات لـ4 مواطنين هنود.
في الوقت نفسه، يظل حجم التجارة بين البلدين محدودًا نسبيًّا مقارنة بأسواق أخرى؛ ففي 2024 صدرت كندا للهند بضائع بقيمة 5.3 مليار دولار واستوردت منها نحو 8 مليارات دولار، بينما بلغت صادراتها للولايات المتحدة 600 مليار دولار تقريبًا وللصين نحو 30 مليار دولار.
ويعتقد محللون أن صفقة اليورانيوم الجديدة ليست مجرد اتفاق اقتصادي، بل علامة على إعادة رسم العلاقات الكندية-الهندية، ومؤشرًا على استعداد البلدين لتجاوز خلافاتهما السابقة وإعادة بناء شراكة إستراتيجية على أسس سلمية ومدنية.