تسعى موسكو إلى توسيع هجومها على شرق أوكرانيا ليشمل معظم مناطق أوديسا سعياً إلى ضمها، لما تمثله هذه المدينة من أهمية إستراتيجية واقتصادية وتاريخية أيضاً.
وبسيطرة روسيا على أوديسا، تستطيع موسكو عزل كييف عن البحر الأسود والإمدادات المقبلة من الأوروبيين.
وقالت مصادر روسية مطلعة إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يذهب إلى مسارات تفاوضية حاسمة في العملية العسكرية على أوكرانيا، دون ضم "أوديسا" إلى روسيا.
وأوضحت، أن إنهاء روسيا حربها عبر الدخول في مفاوضات حقيقية، لن يكون إلا بالسيطرة الكاملة على أوديسا وإخضاعها لـ"موسكو".
وبداي الأسبوع، وجهت روسيا ضربة عسكرية نوعية استهدفت واحدة من أكبر شحنات الإمداد العسكري الأوكراني منذ بدء النزاع في ميناء أوديسا.
وطالت الضربة سفينة حاويات في الميناء، محملة بـ 100 حاوية من العتاد العسكري، وتمثل نقطة تحول في مسار الحرب، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة تتركز فيها المعركة على شل خطوط الإمداد، لا كسب الأراضي فقط.
تقع أوديسا جنوب أوكرانيا على البحر الأسود ما يكسبها أهمية إستراتيجية كبيرة، وتبلغ مساحتها 236.9 كم².
وبلغ عدد سكان أوديسا، في العام 2022، قبل اندلاع الحرب 1,010,537 نسمة .
ويوجد في أوديسا الميناء الرئيس لأوكراني، وكذلك مقر القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الأوكرانية، ومخازن ضخمة للأسلحة والبنية التحتية العسكرية.
وتمثل أوديسا شرياناً رئيساً للتجارة الأوكرانية مع أوروبا، كما أنها منفذ لتلقي الدعم الأوروبي العسكري.
وهناك مركز للتصنيع في أوديسا، وبنية تحتية صناعية وزراعية.
وللمدينة أهمية تاريخية لروسيا، إذ تأسست بمرسوم من الإمبراطورة الروسية كاترين العظيمة العام 1794، بعد سقوط الدولة العثمانية ، منذ العام 1819 ولغاية العام 1858 كانت أوديسا ميناءً حراً، خلال الحقبة السوفييتية كانت أهم ميناء للتجارة في الاتحاد، وقاعدة للبحرية السوفييتية.
كما تعد أوديسا أدفأ مناطق أوكرانيا في فصل الشتاء، ما يكسبها ميزة إضافية، وهذا ما جعل منها منطقة جذب، سكاني واستثماري.