logo
العالم

تصعيد ومهلة جديدة.. ما هي أوراق ترامب المتبقية للضغط على روسيا؟

تصعيد ومهلة جديدة.. ما هي أوراق ترامب المتبقية للضغط على روسيا؟
ترامب وبوتينالمصدر: منصة إكس
24 أغسطس 2025، 8:31 م

في خضم ضبابية المشهد الأوكراني، عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى نبرة التهديد، ملوحًا بفرض "عقوبات ضخمة" على روسيا خلال أسبوعين ما لم يتم التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب، في موقف يعكس عودة للتشدد بعد قمة غير حاسمة جمعته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا.

تصريحات الرئيس ترامب جاءت في المكتب البيضاوي حين قال: "لست سعيدًا بأي شيء يتعلق بتلك الحرب، وخلال الأسبوعين المقبلين سنعرف إلى أين ستتجه الأمور"، مضيفًا أنه سيقرر ما بين فرض عقوبات ورسوم ضخمة أو التراجع وترك المعركة للأطراف المتحاربة.

تهديدات ترامب ليست الأولى، فقد سبق أن منح موسكو مهلاً مماثلة لوقف إطلاق النار وهدد برسوم جمركية بنسبة 100%، لكنها انتهت من دون إجراء، خاصة وأن وزير الخارجية ماركو روبيو قال إن العقوبات الجديدة لن تجبر روسيا على تغيير موقفها.

وفي الوقت الذي لوح فيه ترامب بالعقوبات ضد روسيا، نشر الرئيس الأمريكي صورة ودية له مع بوتين وقال إنه سيوقعها ويهديها له، بل ألمح إلى إمكانية حضوره كأس العالم 2026 في أمريكا.

أدوات الضغط الأمريكية 

ويرى الخبراء، أن التهديدات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا تحمل جدية حقيقية، إذ إن واشنطن استنفدت بالفعل أدوات الضغط المتاحة ضد موسكو، بدءًا من العقوبات الاقتصادية وصولًا إلى الدعم العسكري لأوكرانيا. 

وأشار الخبراء، إلى أن هذه التهديدات ليست سوى استعراض إعلامي، خاصة مع إرفاقها بمهَل زمنية لتنفيذها، ما يعكس تراجع قدرة واشنطن على التأثير المباشر في مسار الصراع.

وقال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية الدكتور محمود الأفندي، إن تهديدات ترامب لا ينبغي التعامل معها بجدية، مشيرًا إلى أنه في الوقت الذي يطلق فيه مثل هذه التصريحات، ينشر صورًا ودية تجمعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما يدل على أن الولايات المتحدة لم تعد تملك أوراق ضغط حقيقية على روسيا، سواء من الناحية السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية.

أخبار ذات علاقة

لافروف وبوتين

موسكو تشترط.. لا لقاء بين بوتين وزيلينسكي دون أجندة واضحة

 وأوضح الأفندي، لـ"إرم نيوز"، أن الولايات المتحدة استنفدت ما لديها من تهديدات وأوراق دعم عسكري لأوكرانيا، لذلك تميل الآن إلى سياسة الحياد ومحاولة الخروج من الصراع، خاصةً وأنه لو كانت واشنطن لا تزال تملك أدوات ضغط فعالة لما انسحبت بهذا الشكل من مواجهة محتدمة.

وأشار إلى أن أي محاولة لفرض عقوبات جديدة على دول كبرى مثل الصين والهند والبرازيل، ستؤدي إلى توتر العلاقات مع أمريكا، إذ ترفض هذه الدول الخضوع لترامب، كما أن انعكاسات مثل هذه العقوبات ستكون غير مباشرة على روسيا.

وأضاف أن الدول المتعاملة مع موسكو ـ مثل الصين والهند والبرازيل ـ ترتبط معها بمصالح اقتصادية كبرى، وفي الوقت نفسه تحافظ على علاقات استراتيجية مع واشنطن، ما يجعلها حريصة على عدم خسارة أي طرف، لذلك تبقى التهديدات الأمريكية مجرد استعراض إعلامي، خصوصًا مع منح مهل زمنية للتنفيذ تضعف من جديتها.

وأكد الأفندي أن قرار ترامب بالانسحاب الكامل من هذا الصراع يعكس أيضًا وجود خلاف داخلي مع «الدولة العميقة» في أمريكا، المرتبطة بالحزب الديمقراطي ومصالحها باستمرار الحرب في أوكرانيا، وأن ما يجري لا يتجاوز كونه تشويقًا إعلاميًا، في ظل غياب أدوات حقيقية لدى واشنطن للضغط على موسكو.

أخبار ذات علاقة

لقاء سابق بين ترامب وزيلينسكي

إدارة ترامب تحرم أوكرانيا من سلاح قوي في الحرب ضد روسيا

بوادر حل الأزمة 

من جانبه، قال مدير مركز "جي إس إم" للأبحاث والدراسات في روسيا الدكتور أصف ملحم، إن الزخم الدبلوماسي الذي رافق قمة ألاسكا بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، مرورًا باللقاءات الأمريكية ـ الأوروبية ـ الأوكرانية، يوحي بوجود بوادر لحل قريب للأزمة الأوكرانية، غير أن التفاصيل العملية ما زالت غائبة.

وأشار ملحم، لـ"إرم نيوز"، إلى أن الملفات المطروحة بالغة التعقيد، خصوصًا ملف تبادل الأراضي، حيث إن الدستور الأوكراني لا يسمح للرئيس فولوديمير زيلينسكي أو أي رئيس آخر بالتنازل عن أراضٍ خاضعة للسيادة الوطنية إلا عبر استفتاء شعبي أو تعديل دستوري، وهو أمر غير ممكن في زمن الحرب.

وقال إن جميع الأطراف تحدثت عن ضمانات أمنية لأوكرانيا، لكن طبيعة هذه الضمانات ما زالت غير واضحة، مشيرًا إلى أن روسيا أبدت مبدئيًا استعدادها لقبول الفكرة، بل لمحت إلى رفع مستوى التمثيل السياسي في المفاوضات مع كييف.

وتابع أن "الاختراق الوحيد" في قمة ألاسكا كان بتغيير موقف ترامب، إذ تخلى عن شرط وقف إطلاق النار أولًا قبل المفاوضات، معتبرًا أن اتفاقية السلام الشاملة يجب أن تُناقش بالتوازي مع وقف النار، معتبرًا ذلك تحولًا بارزًا عن الموقف الأمريكي ـ الأوروبي السابق.

ملف تبادل الأراضي

وشدد ملحم على أن ملف تبادل الأراضي لم يلقَ قبولًا لدى واشنطن، واعتبر ترامب أن الأمر يمكن بحثه مستقبلًا فقط، ما يجعل ما جرى في القمة مجرد "كلام عام بلا قيمة عملية"، خصوصًا أن اجتماعًا مباشرًا بين بوتين وزيلينسكي لا يزال مستبعدًا من دون توافق مسبق على تفاصيل أي اتفاق.

ورأى ملحم أن رغبة ترامب في دفع عملية السلام تعود أساسًا إلى مصالح اقتصادية واستثمارية، في مجالات مثل المعادن النادرة والطاقة والفضاء، والتي لا يمكن تحقيقها من دون اتفاق يوقف الحرب ويفتح الباب أمام التعاون مع روسيا وأوكرانيا.

وأشار ملحم إلى أن روسيا لا ترغب بمواجهة عقوبات جديدة وتسعى إلى فترة "استراحة"، في حين قد يلجأ ترامب إلى فرض مزيد من العقوبات إذا شعر بعدم تجاوب موسكو، مرجحًا أن تبقى الأزمة في حالة تأجيل متكرر حتى نهاية العام، مع دخول أمريكا استحقاقًا انتخابيًا في 2026 قد يدفع ترامب إلى التراجع وتخفيف التوتر مع روسيا.

أخبار ذات علاقة

ترامب وبوتين وزيلينسكي

3 "خيارات محدودة" على الطاولة.. هل يعود ترامب إلى المربع الأول في حرب أوكرانيا؟

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC