الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض طائرتين مسيّرتيْن تم إطلاقهما من اليمن
هل عاد الرئيس ترامب الى المربع الأول في مساعيه للتوصل إلى اتفاق في حرب أوكرانيا؟
هذا هو الانطباع السائد في محيط البيت الأبيض بعد الفشل في إحراز أي تقدم على مسار القمة الثنائية بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
المقربون من فريق الرئيس ترامب كشفوا لـ"إرم نيوز" أن هناك قراراً جماعياً في الدائرة الضيقة المكلفة بالعمل على ملف أوكرانيا بالمطالبة بخيار الانسحاب المؤقت من هذا الملف في اللحظة الحاضرة.
وهناك تقييم أن هذه الحرب ليست حرب الولايات المتحدة، وأن على الطرفين المعنيين بها إظهار الحرص على التوصل إلى تسوية في أول فرصة ممكنة لهما، وهناك شعور لدى الرئيس ترامب بأن هناك خللاً ما في هذا المسار .
تقييم البيت الأبيض، وفق المقربين، أن الرئيس الروسي لا يريد الذهاب إلى قمة في الوقت الحاضر، أو أنه يريد الذهاب إلى هذه القمة بعد أن يضمن أن جميع الخيارات المطروحة في صالحه.
في مقابل ذلك يُظهر الرئيس الأوكراني تجاوباً جيداً مع مساعي الرئيس ترامب، لكنه هو الآخر يعيش تحت ضغوط داخلية جبارة، وتحت ضغوط أوروبية تجعل من خياراته التفاوضية محدودة جداً.
الطرفان، يقول مسؤولو إدارة ترامب، ليس في وارد تفكيرهما في المرحلة الحالية إظهار أي استعداد لتقديم تنازلات مؤلمة قد تفضي إلى تحقيق تسوية بينهما.
منذ قمة الأطلسي في المكتب البيضاوي لم يحرز المفاوضون الأمريكيون أي تقدم جدّي في التوفيق بين وجهتي النظر الروسية والأوكرانية، وهو ما شجع، بحسب المقربين، ماركو روبيو وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي على طرح فكرة إبقاء الباب مفتوحاً أمام كييف وموسكو لبحث موقفهما من المقترحات الأمريكية بعيداً عن التدخل الأمريكي المباشر.
انتصار ماركو روبيو في تصوّره للدور الأمريكي
روبيو خلُص إلى فكرة أنه سيكون من الأفضل للرئيس ترامب، في الوقت الحاضر، التنحي جانباً عن المشهد ومساعدة الطرفين على فهم مسؤوليتهما في السعي إلى تحقيق اتفاق بشأن الخطوات المقبلة.
يقول مسؤولون إن فريق ترامب كان يدرك سلفاً أن الأمر سيكون معقّداً جداً عندما يصلون إلى مرحلة بحث التفاصيل التي تسبق ترتيبات القمة المقترحة من جانب الرئيس ترامب، لكن التقدير لم يكن جيداً عند النظر في مسألة استعداد الطرفين لإظهار أي استعداد للتراجع عن مواقفهما المعروفة سلفاً.
فريق ترامب، فيما يبدو، انتهى إلى التقييم السلبي لمسار التفاوض الخلفي بين الجانبين.
لقد كان دائماً صوت الوزير والمستشار روبيو عالياً في غرف اجتماعات المكتب البيضاوي بأنه سيكون من الأفضل للولايات المتحدة اعتماد إستراتيجية الانسحاب من مساعيها الدبلوماسية بين موسكو وكييف إلى حين ظهور معطيات جديدة على الأرض.
روبيو في الوقت الحاضر يُعتبر الصوت الأقرب إلى تفكير الرئيس بين مجموعة فريق الأمن القومي، ولذلك تجد فكرته التأييد العلني من قبل الرئيس في المرحلة الحالية، وهناك 3 خيارات أمام ترامب خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقد كرر ترامب في أكثر من مناسبة أن فترة الأسبوعين التي أعقبت قمة الأطلسي في المكتب البيضاوي ستكون كافية لمعرفة حقيقة النوايا الروسية من السعي إلى الذهاب إلى اتفاق سلام من عدم ذلك، حينها ستكون لديه بدائل أخرى قال عنها إنها جاهزة على الطاولة.
خيارات ترامب الثلاثة للمرحلة المقبلة
أولها العودة مجدداً إلى خيار العقوبات القاسية والقياسية ضد روسيا، وحينها ستكون جميع المهل قد استنفدت من قبل الجانب الروسي، كما أن ذلك سيتزامن مع عودة الكونغرس للعمل بعد انقضاء إجازته السنوية بعد عطلة عيد العمل، مطلع أيلول، ومشروع الكونغرس على مستوى مجلس الشيوخ جاهز للجدولة للتصويت عليه بعد اتفاق الشيوخ الديمقراطيين والجمهوريين قبل ذهاب الجميع لإجازتهم الصيفية.
ثانيها هو رفع قياسي للرسوم الجمركية أو حتى إمكانية الجمع بين الرسوم الجمركية والعقوبات الاقتصادية معاً في قرار واحد وهو توجه سيكون مؤلماً جداً للاقتصاد الروسي بكل تأكيد في حال إقراره، وترامب يقول إنه يفكر في هذا الأمر.
ثالث الخيارات هو ألا يكون هناك قرار مطلقاً، وتعلن الولايات المتحدة انسحابها الكامل من هذا الملف حينها سيكون على أوروبا أن تتحمل منفردة مسؤولية دعم أوكرانيا مالياً وعسكرياً، وسيكون على روسيا مواجهة العزلة العالمية، واستمرار العقوبات الاقتصادية عليها لسنوات أخرى.
ربما الخيار الثالث هو أسوأ الخيارات لجميع الأطراف، يقول مسؤولو إدارة ترامب لـ"إرم نيوز" إن الوساطة الأمريكية هي الخيط الرفيع في هذه المعادلة المعقدة بين أطرافها الثلاثة: الروسية، والأوكرانية، والأوروبية، لأن الدور الأمريكي هو الأكثر قدرة على الحسم سواء تعلق الأمر بالدعم العسكري والمالي لأوكرانيا، أو من خلال الجهود الدبلوماسية الضاغطة على جميع الأطراف المعنية بهذه الحرب، لذلك فإن مرحلة ما بعد انتهاء الأسبوعين ستحمل الكثير من الملامح الجديدة عن طبيعة المرحلة المقبلة من حرب أوكرانيا.