logo
العالم

بعد أشهر من التوغل.. أوكرانيا تدرس الانسحاب من كورسك

بعد أشهر من التوغل.. أوكرانيا تدرس الانسحاب من كورسك
قوات أوكرانية خلال المعارك في كورسكالمصدر: رويترز
10 مارس 2025، 10:47 ص

منذ السادس من أغسطس الماضي، لا تزال الحرب الروسية الأوكرانية تشهد تطورات غير مسبوقة، بعدما نفّذت القوات الأوكرانية عملية وُصفت بـ"الجريئة"، حيث اخترقت العمق الروسي وهاجمت منطقة كورسك، مسيطرةً على نحو 1400 كيلومتر مربع.

وبعد مرور ستة أشهر من القتال هناك، بدأت كييف مراجعة استراتيجيتها وسط تقارير تفيد بإمكانية انسحابها، إذ تواجه القوات الأوكرانية ضغطًا متزايدًا نتيجة للخسائر البشرية والمادية، مما يدفع القيادة إلى إعادة تقييم جدوى الاستمرار.

أخبار ذات علاقة

جندي روسي في موقع للمدفعية في منطقة كورسك

"عبر أنابيب الغاز".. ما حقيقة زحف قوات روسية خاصة على كورسك؟

كشفت وسائل إعلام أوكرانية أن الجيش الأوكراني يدرس حاليًا إمكانية الانسحاب من كورسك الروسية خلال الأسبوع المقبل، بسبب الصعوبات اللوجستية المتزايدة.

وأفادت مصادر عسكرية أوكرانية بأن الوضع في المدينة بات بالغ الخطورة، حيث يُتوقع أن يستغرق إخلاء القوات ما بين 3 إلى 5 أيام.

وفي الوقت نفسه، أظهرت خرائط نشرت يوم الجمعة أن القوات الروسية تقترب من محاصرة آلاف الجنود الأوكرانيين الذين دخلوا روسيا الصيف الماضي، مما يعزلهم عن خطوط إمدادهم الرئيسية.

كما كشفت الخرائط عن تدهور الوضع في كورسك بشكل حاد خلال الأيام الماضية، بعد أن استعادت القوات الروسية أراضي جديدة ضمن هجوم مضاد مكثف، مما كاد أن يقسم القوات الأوكرانية إلى نصفين.

يرى مراقبون أنه إذا قررت أوكرانيا الانسحاب، فقد يكون ذلك خطوة تكتيكية تهدف إلى إعادة تموضع قواتها استعدادًا لمعركة جديدة على جبهات أكثر أهمية.

وفي المقابل، إذا اختارت البقاء، فستحتاج إلى دعم عسكري مكثف من حلفائها لمواجهة التعزيزات الروسية المتزايدة.

وبحسب الخبراء، فإن انسحاب أوكرانيا سيؤثر سلبًا على موقفها التفاوضي مع موسكو، خاصةً في ظل توقف الإمدادات العسكرية الأمريكية، مما يجعل صمود كييف أكثر صعوبة، رغم استمرار الدعم الأوروبي.

 أوكرانيا مضطرة للانسحاب

يرى ديميتري بريجع، مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، أن أوكرانيا ستنسحب فعليًا من كورسك بسبب الضربات الروسية المكثفة، مشيرًا إلى أن القوات الأوكرانية هناك شبه محاصرة حاليًا.

وأكد بريجع لـ"إرم نيوز" أن كييف مضطرة لسحب قواتها لتفادي خسائر إضافية في الأرواح، معتبرًا أن هذه المعركة باتت خاسرة بكل المقاييس.

وأضاف أن الانسحاب سيضعف الموقف التفاوضي لأوكرانيا، إذ تفقد آخر مكاسبها في هذه الحرب، خاصة بعد توقف المساعدات العسكرية الأمريكية، وهو ما يجعل الصمود أمام الجيش الروسي أكثر صعوبة، حتى مع استمرار الدعم الأوروبي.

الانسحاب قرار عسكري وليس تفاوضيًا

من جانبه، يرى المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية محمود الأفندي أن التفكير في الانسحاب من كورسك يرجع لعدة أسباب منطقية، أبرزها نجاح القوات الروسية في قطع خطوط الإمداد، مما جعل إيصال الأسلحة والإمدادات الغذائية إلى الجيش الأوكراني أمرًا شبه مستحيل.

وقال الأفندي لـ"إرم نيوز" إن القوات الأوكرانية في كورسك محاصرة فعليًا، والانسحاب يهدف إلى إنقاذ حياة الجنود، وليس بسبب حسابات تفاوضية.

وأضاف أن القوات الروسية استعادت ثلثي مقاطعة كورسك، ولم يتبقَ سوى جزء صغير يخضع للحصار الروسي، مشيرًا إلى أن كييف لا تملك القدرة على التمدد عسكريًا، وإلا لكانت استخدمت كورسك كورقة ضغط تفاوضية مع موسكو.

تداعيات الانسحاب المحتمل

يرى الخبراء أن انسحاب أوكرانيا من كورسك سيمثل خسارة كبرى، إذ ستفقد أهم ورقة تفاوضية يمكن أن تستخدمها لمساومة روسيا على الأراضي التي سيطرت عليها سابقًا.

كما قد يؤدي الانسحاب إلى انهيار معنويات الجيش الأوكراني، وخلق تساؤلات داخل المؤسسة العسكرية حول جدوى دخول كورسك من الأساس ثم التراجع عنها.

وأشار الأفندي إلى أن أوكرانيا تكبدت خسائر ضخمة في المعدات العسكرية، بلغت نحو 60 ألف قطعة عسكرية، وهو ما يزيد من تعقيد موقفها في الحرب.

وذهب بعض المحللين إلى أبعد من ذلك، محذرين من أن انسحاب أوكرانيا قد يؤدي إلى حدوث انقلاب عسكري داخل الجيش الأوكراني، خاصة أن خسارة كورسك تعني فقدان أوكرانيا آخر أوراقها التفاوضية، مما يجعلها تخرج من الحرب دون تحقيق أي مكاسب حقيقية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC