أكد المستشار السابق بوزارة الخارجية الأمريكية، العضو البارز في الحزب الجمهوري الأمريكي، حازم الغبرا، في حوار مع "إرم نيوز"، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان يتمسك بإعطاء الفرصة للدبلوماسية عبر المفاوضات ولكن مراوغة ومماطلة إيران في المفاوضات النووية، ورغبتها في الوصول إلى إطار لن تسمح به واشنطن، أضاعت فرصة ذهبية.
وأشار إلى أن الضربة الإسرائيلية على إيران "الأسد الصاعد" كانت متوقعة، معتبرا أن إيران لم تفهم تحذيرات الرئيس الأمريكي.
وبيّن الغبرا أن العالم مع الضربات الإسرائيلية وقف أمام عدة أمور في صدارتها قدرات إيران الدفاعية التي ظهرت بشكل "أكثر من سيئ"، مشيرا إلى أن الأهم من معرفة ما سيؤول إليه هذا التصعيد هو مستقبل النظام الإيراني.
وإلى نص الحوار..
الأيام المقبلة ستحدد الكثير من التطورات، ولكن، هناك أمورا وقف أمامها العالم، في صدارة ذلك قدرات إيران الدفاعية التي ظهرت أمام إسرائيل أكثر من سيئة.
300 طلعة جوية و200 طائرة إسرائيلية دخلت الأجواء الإيرانية مع عملية الأسد الصاعد ولم نرَ حتى منظومة أو أداة دفاع جوي واحدة تم تفعيلها. الضرر الذي وقع على إيران كبير في ظل تدمير قدرات طهران على القيادة والسيطرة، وتدمير صورة إيران هو النقطة الأهم.
النظام في طهران، لعقود، أجبر المواطن الإيراني على مبادلة الرخاء والأمن الشخصي والحريات والديمقراطية مقابل ما يقول المسؤولون في طهران إنه "حماية الشعب الإيراني من هذا العدو الأمريكي الإسرائيلي"، واليوم يبدو النظام الإيراني غير قادر على التعامل بأي شكل من الأشكال مع هذا الخطر الذي أقنع الشعب الإيراني بضرورة مواجهته، والسؤال كيف ينظر اليوم المواطن الإيراني إلى حكومته وفشلها؟!
كان هناك نصف فشل منذ عام مع الضربة التي وجهت لإيران، لكن الفشل هذه المرة رهيب للغاية، بأن تأتي إسرائيل وتقول سنضرب لمدة أسبوعين كل يوم، والأمر لا يتعلق حاليا بما هو منتظر من رد إيران بقدر ما ستؤول إليه الأوضاع داخليا في طهران، والسؤال هنا: هل تتحول التظاهرات التي خرجت لتأييد النظام مؤخرا وتطالبه بالرد على إسرائيل إلى تظاهرات ضده؟
ما تم الوصول إليه مؤخرا أظهر أن طهران غير جادة في المفاوضات مع الولايات المتحدة طوال الفترة الماضية وتحاول الوصول إلى شيء لا يمكن أن تسمح به واشنطن اليوم.
كانت هناك خطوط حمراء من الدقائق الأولى للتفاوض لكن إيران حاولت الخروج عن هذه الخطوط واجتيازها وبأساليب ملتوية للغاية، وكان أبسط أشكالها ما جرى من تصريحات غير صحيحة لوسائل الإعلام عما قاله الوفد الأمريكي المشارك في المفاوضات.
أسلوب إيران جعل الوضع التفاوضي برمته إضاعة للوقت أكثر من أنه عمل جاد للوصول إلى اتفاق.
تقرير وكالة الطاقة الذرية مزعج جدا. نواة هذا التقرير أنه في الوقت الذي كان يتم فيه السعي إلى إبرام اتفاق في وقت حرج للغاية، كانت إيران تخرق القانون الدولي بشكل مستمر في ما يتعلق بعملها النووي، مما يوضح أنها غير جادة وتعمل على اللعب بالوقت.
الأمر لا يتعلق بالضغط الإسرائيلي. المشكلة لدى طهران التي هي غير جادة في وقت أعطيت فيه فرصة ذهبية من جانب ترامب، وفي ظل عدم الاستفادة منها، كان هناك رد الفعل الآخر الذي حدث مؤخرا بالضربة الإسرائيلية "الأسد الصاعد".
ترامب كان واضحا للغاية عندما أكد ضرورة إعطاء الوقت للدبلوماسية وفي حال فشلها في نهاية المطاف سيتم الذهاب إلى عمل عسكري وهو ما حدث، وهذا شيء كان متوقعا وقاله ترامب بوضوح ولا أعلم لماذا لم يفهمه الطرف الإيراني وعمل على الالتفاف حوله، ليكون ما جرى خلال الساعات الأخيرة من العملية الإسرائيلية.
الأمر له جانب تقني، الولايات المتحدة لديها أسلحة وطائرات وقنابل وطائرات لحملها، مناسبة لضرب البرنامج النووي الإيراني المخفي تحت الأرض.
لا توجد حرب أهلية أو أي شيء من هذا القبيل في الولايات المتحدة. ترامب ليست لديه مشكلة مع الهجرة ولكن أزمته مع الهجرة غير الشرعية وتحديدا بشكل أكبر المهاجرين غير الشرعيين الذين يقومون بأعمال إجرامية داخل الولايات المتحدة ويتواجدون بشكل يخالف القانون الأمريكي.
عندما نرى هذه التظاهرات فإن أكبر تظاهرة رأيناها في لوس أنجلوس لم تزد عن ألف شخص، وبالنسبة لمدينة كبرى مثلها فهذا عدد قليل جدا، وتتسع التظاهرات بخجل كبير حيث لا يوجد تحرك واسع؛ لأن الشعب الأمريكي يعرف أن المواجهة تتم مع مهاجرين غير شرعيين، والأهم أن لديهم سجلا إجراميا.
ومن حق الرئيس الأمريكي عبر القانون إبعادهم عن البلاد. والمقصود هنا المهاجر غير الشرعي الذي اخترق القانون ويشكل خطرا على الأمن الأمريكي.
يجب التذكير هنا أن المشكلة بين ماسك وترامب في الأساس كانت حول ملف الإنفاق الحكومي ثم تحولت إلى سجال على وسائل التواصل الاجتماعي، ليتجاوز الأمر حدود المنطق.
ويعمل ماسك حاليا على إصلاح الخطأ الذي قام به، وهذا جيد، ليعود الحوار بشكل طبيعي حول الخلافات في ما يتعلق بالإنفاق الحكومي ودور الحكومة الأمريكية في الحياة العامة. لكن ما تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي غير منطقي وتم التعامل مع ذلك.
العمل مع الصين جارٍ حتى الآن، ولم يتم الوصول إلى شيء نهائي، لكننا نصل إلى عمل أفضل من يوم إلى آخر. المشاكل المتراكمة لسنوات لن يتم حلها في ساعات، واليوم يتم العمل على إيجاد حل، وترامب هو الرئيس الأمريكي الأول منذ عشرات السنين الذي استطاع الوصول إلى شيء إيجابي مع الصين، وهذا أمر جيد للغاية، ونتمنى أن يستمر العمل نحو اتفاق يكون مرضيا لجميع الأطراف.