تقارير صينية: سفينتان حربيتان من كندا وأستراليا تعبران مضيق تايوان
سلطت مجلة "نيوزويك" الأمريكية الضوء على التوقيت الذي يلجأ فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى استخدام "ورقة النووي".
وبيّنت أنه لا توجد حروب نووية صغيرة، بالنظر إلى الآثار العالمية الكارثية حتى لتبادل أولي "محدود" واحتمال رد انتقامي جامح، لذا فإن كل قوة نووية على وجه الأرض، التي يوجد منها 9 حاليًا، لديها القدرة على إنهاء كل شيء.
وأوضحت أن ذلك يُعني أن كل دولة نووية يمكنها أن ترسم خطوطها الحمراء حول ما لن تتخلى عنه أبدًا، أو تدعي بذلك، ثم تتحدى الدول المنافسة على تجاوزها.
وأشارت المجلة إلى أن ذلك ربما يكون خدعة، أو يكون تهديدًا جديًا بتدمير العالم، مبيّنة أن كل صراع بين القوى النووية، سواء كان مباشرًا أو بالوكالة، يتطلب من كلا الجانبين قراءة خصمهما بعناية.
ونوهت بأنه كلما هدد الرئيس بوتين بقصف الكوكب بالأسلحة النووية، أصبح من الأسهل على قادة العالم الآخرين التمييز بين الخدع والخطوط الحمراء الحقيقية.
وذكرت المجلة أنه عندما يشعر بوتين بأنه منتصر في أوكرانيا، فإنه يخفف من تهديداته النووية، وعندما يشعر بأنه يخسر في أوكرانيا، فإنه يصعّد من خطابه المروع.
وأضافت أنه لذلك السبب تكتسب تأملات بوتين العلنية الأخيرة حول تبادل نووي قد يُنهي العالم أهمية بالغة، فمقارنةً بتصريحاته النووية الأخيرة، يتبنى بوتين نبرةً أكثر تصالحية، وسواءٌ أكان ذلك مبررًا أم لا، يشعر الزعيم الروسي بثقة أكبر بشأن وضعه في أوكرانيا، إذ ترى المجلة أن هناك سببًا رئيسًا واحدًا لهذا، إنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وفي الـ4 من شهر مايو/أيار الجاري، قال بوتين في أثناء احتفال بمرور 25 عامًا على توليه الرئاسة: "لم تكن هناك حاجةٌ لاستخدام تلك الأسلحة"، وكان يرد على سؤالٍ حول آلاف الأسلحة النووية التي تمتلكها روسيا، وما إذا كانت ستستخدمها في أوكرانيا. وقال بوتين متأملًا: "آمل ألا تكون هناك حاجةٌ لاستخدامها".
وقبل عام، حذّر الحكومات الغربية التي تُزوّد أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى من "أن تُدرك أن لدينا أيضًا أسلحةً قادرةً على ضرب أهدافٍ على أراضيها"، مضيفًا أن "كل هذا يُنذرُ بصراعٍ باستخدام الأسلحة النووية وتدمير الحضارة. ألا يدركون ذلك؟".
وقال أنكيت باندا، الزميل البارز في برنامج السياسة النووية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في واشنطن العاصمة، إن بوتين يُدرك تمامًا ما يفعله.
وبيّن "أنه يتلاعب بالمخاطر ويُذكّر خصمه بأن تجاوز الحدود الرئيسة قد يُؤدي إلى سلسلةٍ من الأحداث التي تتجلّى في استخدام الأسلحة النووية".
وأضاف باندا "نُسمّيه ابتزازًا نوويًا في الغرب لأننا لا نُحبّذ ما يفعله، ولكنه عنصرٌ أساسيٌّ من عناصر الإكراه الكامنة في الردع النووي".
من جانبه، قال هانز كريستنسن، مدير مشروع المعلومات النووية في اتحاد العلماء الأمريكيين، "كان الهدف الرئيس منذ البداية ردع الغرب عن التورط المباشر في الحرب في أوكرانيا، لكن نهجه ورسالته تغيرا بمرور الوقت تبعًا لسلوك الغرب".
وذكر أنه في الأشهر الأولى من الحرب الروسية الأوكرانية، عندما كانت القوات الروسية تتقدم بسرعة نحو كييف، كان الحديث النووي الصادر عن موسكو غامضًا وعموميًا، وكان تحذيرًا عامًا بشأن القدرات الروسية، وغالبًا ما كان غير محدد.
وأضاف كريستنسن أنه مع ازدياد الدعم الغربي، صعّد بوتين من خطابه النووي، لكن هذا الخطاب خفّت حدّته مجددًا عندما تعثر الهجوم المضاد التالي لأوكرانيا، في صيف عام 2023، وغرق في حقول الألغام.
وتقدّمت الأفواج الروسية في عام 2024، لكنها فقدت زخمها في وقتٍ مبكر من هذا العام عندما اصطدمت بجدارٍ كثيفٍ من الطائرات الأوكرانية المسيّرة خارج المدن والبلدات الحصينة الرئيسة. كان من المفترض أن يدفع تباطؤ التقدم الروسي، وارتفاع الخسائر الروسية الهائل، الرئيس الروسي إلى شنّ هجومٍ نوويٍّ آخر.
وأشار كريستنسن إلى أن "بوتين قلل أخيرًا مرة أخرى من دور الأسلحة النووية في الحرب بقوله صراحة إنها ليست ضرورية"، حيثُ يعود هذا إلى حد كبير إلى مشاعر دونالد ترامب الودية تجاه الكرملين.
وأكد أنه "إذا ساءت الأمور بالنسبة لروسيا، وكانت على وشك فقدان السيطرة على تلك المقاطعات، فأعتقد أن القضية النووية ستزداد أهمية من جديد".